أكد عدد من المترجمين المصريين والعرب على أن لجوء المترجمين واستسهالهم فى تناول "المتلازمات" أو العبارات الجاهزة يجعل النص المترجم مسخًا، لا فائدة منه، مناشدين المترجمين الحاليين والشباب الجدد بالاهتمام بالنصوص وقراءتها جيدًا، والتخلى عن القوالب الجاهزة التى تعوق القارئ من فهم النص، مؤكدين أن القارئ ينصرف تمامًا عن الترجمة التى لا تقدم له جديدًا ويشعر أثناء القراءة بمدى التفكيك البنيوى للجملة. جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدت فى الثانية عشرة من صباح اليوم، الخميس، بالمجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات المؤتمر الدولى للترجمة، والمنعقد فى الفترة من 28 وحتى 31 من الشهر الجارى، وشارك فى الجلسة كل من د.محمد قوبعة، والكاتب باتريك باريندر، والكاتبة والمترجمة رانيا خلاف، وأدار الجلسة د.محمد شاهين. وأكد قوبعة على أن نسبة "المتلازمات" فى الترجمة الأدبية تتجاوز نسبتها المفترضة من 10 إلى 20%، مما يؤكد على مدى الاستسهال فى الترجمة وعدم الوعى الجيد بالنص، والاهتمام باللغة الحية المتطورة. وأوضحت الكاتبة رانيا خلاف أنه بعد أن ظهرت بقوة قضية حقوق الملكية الفكرية فى القرن العشرين، فقد كان الكاتب الإيطالى إمبرتو إيكو من أنصار الاتجاه الأول "الترجمة المتحيزة للنص الأول"، بينما كان المترجم والكاتب والأرجنتينى خورخى لويس بورخيس ولمدة تزيد عن السبعين عامًا مدافعًا عن الترجمة الإبداعية التى يكون فيها هامش الحرية متاحًا للمترجم بمساحة كبيرة، مضيفةً "فى الحقيقة أنا لا أميل لأى من الاتجاهين، ولكنى أميل إلى الالتزام بقدر كبير بالنص وبجمالياته اللغوية بما لا يتعارض مع قواعد اللغة المنقول عنها وإليها". وأكدت خلاف على أنه لا يجب أن يكون المترجم أسيرًا للنص، ولكن عليه أن يتجول بين المفردات اللغوية وبين ثقافته ومرجعيته وفهمه للنص، ليقدمه بما لا يتعارض معه.