قالت الكاتبة "فايزة القاسم" إن ترجمة المفاهيم والمعايير الدينية السائدة داخل أى مجتمع من لغة الى أخرى تمثل تحديا كبيرا أمام المترجم، لذلك فمن الأفضل أن يكون المترجم "أبن" لثقافة اللغة المنقول إليها حتى يتمكن من فهم واستيعاب ما ينقله بشكل لا يتنافى مع العادات والتقاليد السائدة. واستشهدت فى ذلك برواية "عمارة يعقوبيان" للكاتب الدكتور علاء الأسوانى وتعكس معايير تتناقض تماما مع التقاليد المعروفة على حد قولها، وعندما جاءت ترجمتها للغة الفرنسية والإنجليزية رفض المترجم الفرنسى ترجمة كلمة "شاذ"، كما ذكرت فى الرواية قائلا إن هذه الكلمة تسىء كثيرا لتلك الفئة فى فرنسا، ولكن وقتها أخبره الأسوانى أن هذه الكلمة هى المتداولة فى المجتمعات العربية، ولا يقصد بها أى إساءة لهم، وبالفعل تم الاتفاق على ترجمتها "المثيليون جنسيا". وأشارت القاسم لأهمية عمليات ترجمة النصوص الأدبية العربية للغات أخرى قائلة: الترجمة هى وسيلة نقل المفاهيم الثقافية من بيئة لأخرى، وفى الوقت نفسه هى سلاح ذو حدين يمكن أن تعزز مكانة وهوية دولة أو تمحو تماما ثقافتها وتحرفها. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، الاثنين، ضمن فعليات مؤتمر الترجمة وتحديات العصر بالمركز القومى للترجمة التى جاءت بعنوان "الترجمة الأدبية"، وحضرها كل من الكاتبة فايزة القاسم، والكاتبة ثريا أقبال، والكاتب مهدى الخريف، والكاتب محمد إبراهيم مبروك. وتناولت ثريا إقبال فى كلمتها الحديث عن رواية "لله الأمر" للكاتب الإفوارى أحمدو كوروما والحاصلة على عدة جوائز أهمها جائزة كونكور الفرنسية لعام 2001 وصدرت نسختها العربية عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 2005. وقالت: صدرت الرواية عام 2000 تحت عنوانها الأصلى "الله ليس مجبرا"، واضطررت إلى تغييره، لأنه قد يوحى للقارئ أن الكتاب يمس بالدين مع أنه يصف الحياة المأساوية لأطفال أفريقيا فى سردية تتداخل فيها أصوات ولغات وأساليب عدة، فالكاتب يكتب بالفرنسية ويبنى عالما داخل اللغة، مستمدا خصوصيته من بيئته وظروفه، مطوعا العبارة لتستوعب الأمة ومعاناتها وليقبض على الجزئيات اليومية والتفاصيل الصغيرة، مما جعل ترجمة الرواية عملية غير يسيرة.