استضافت قاعة الندوات الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، اليوم، ندوة بعنوان "الثقافة والتجديد: تجديد الخطاب السياسى"، بمشاركة الدكتور مصطفى الفقى ويقدم الندوة الأستاذ يوسف القعيد. وقام يوسف القعيد بطرح سؤال على الدكتور مصطفى الفقى، هل لدينا فى مصر خطاب سياسى؟ وأجاب مصطفى الفقى: بالتأكيد الخطاب السياسى هو تعبير عن الشخصية وعن الوطنية وعن الهوية سواء كان خطابا قويا أو ضعيفا أو مؤثرا لكن لديك خطاب ما، وأنا أتذكر كلمة تبين لكم معنى الخطاب السياسى قالها الرئيس السابق "عدلى منصور": "لقد تحمل المصريون القهر السياسى عشرات القرون وتحملوا الفقر الاقتصادى عشرات العقود ولكنهم لم يتحملوا العبث بالهوية المصرية لسنة واحدة". وأضاف "الفقى": هناك كثيرون يحملون الإعلام مسئولية أن خطابنا السياسى ضعيف، لكن هذا خطأ فخطابك السياسى يعكس الواقع ويترجم ما هو موجود على الأرض، والخطاب السياسى دائما موجود ويتأثر باختلاف النظم السياسية ويتأثر باختلاف القائد أو الزعيم ومازال حتى الآن لدينا مشكلة حقيقية وهى حجم الفرد الذى يقود، كما نختزل شخصية الدولة فى شخص الرئيس بغض النظر عن تقييمنا للنتائج. وأكد مصطفى الفقى أن الخطاب فى عهد السادات كان خطابا تصالحيا توفيقيا إلى حد الكبير و99% من أوراق اللعبة فى أيدى الولاياتالمتحدةالأمريكية كلام يريحك عندما تقوله يلقى العبء على الآخرين فلا يحمل عنك تبعة مواصلة العمل، وفى عصر الرئيس الأسبق مبارك كان اللقاء رتيبا خافتا وتراجع الدور المصرى الإقليمى بشكل واضح والتركيز على الوجود فى الداخل وعدم أخذ زمام المبادرة فى أية قضايا، بالإضافة إلى تجنب الاشتباك الدبلوماسى مع القوى الأخرى فى الخارج على اعتبار أن الذى يعنينا هو مصر، وهذا خطأ فمصر دولة مختلفة وغير قابلة للعزلة أو الإقصاء فكان خطابه اعتذاريا وهادئا فوجهة نظر كان أن يحافظ على ما هو قائم وهذا النوع نسميه فى السياسة "care talker prisedent" أو "الرئيس الحارس" فالتركة وجب أن يسلمها كما هى وأنا قلت ذلك فى عهده، وقلت عندما نقيم عبد الناصر سنقول إنه نجح فى كذا وأخفق فى كذا، وعندما نقيم السادات سنقول إنه نجح فى كذا وأخفق فى كذا، لكن إذا قيمنا مبارك فسنقول إنه أضاع كل الفرص المتاحة. وطرح يوسف القعيد سؤالا آخر على الدكتور مصطفى الفقى، كيف نجدد الخطاب السياسى إذا كان محتاجا إلى تجديد؟ وأجاب مصطفى الفقى قائلا: لدى بعض الملاحظات أرى أن الأخذ بها يمكنه أن يأخذ بيد الخطاب السياسى المصرى، وأتذكر موقفا كنت فى نيويورك من كام شهر واستقليت تاكسى ولاحظ سائق التاكسى أننا نتكلم بالعربية، فسألنا هل نحن من مصر فقلنا نعم فسألنا لماذا نقتل المسلمين فقلت له أين هذا فقال لى فى رابعة هناك 5000 قتلوا، إذن فهناك خطاب آخر يصل إلى الأطراف المختلفة فى العالم ويتفوق عليك، ونحن نحتاج إلى صيغ جديدة نقدم بها أنفسنا إلى العالم فى إطار سياسى متجدد يقوم على، أولا البحث عن الأرضية المشتركة مع ملتقى الرسالة، إن الإخوان المسلمين عندهم الآن مجموعات مدربة تماما على مخاطبة الرأى العام الغربى باللغات الأجنبية "الجيل الثانى" من أولادهم الذين عاشوا بالخارج، وتجدهم لا يعرفون عربيًا ولكنهم موجهون نحو اتجاه واحد وهو مخاطبة الخارج والتأثير عليه. ثانيا حيازة أساليب التقدم فى تكنولوجيا المعلومات، ونحن لم نستطع أن ندخل الدنيا الحقيقية لتكنولوجيا المعلومات لنستطيع أن نقدم بها ما نريد، والإخوان لديهم حوالى ألف واحد يجلسون على الأجهزة فإذا تكلم مصطفى القعيد أو مصطفى الفقى أو غيرهم بكلمة لا تعجبهم نجدهم كلهم يردون مرة واحدة فإذا رأى الغرب ذلك يقولون إن الرأى العام مختلف جدا وهناك الكثير ينتقده. ثالثا الصدق فإذا استمع العالم إلى خطاب سياسى مصرى ناجح جدا خارجى ولكن به سطر واحد من الأكاذيب انهار الكتاب وما يأتى بعده، وللأسف إن الأمة الإسلامية والعربية تكذب كثيرا على الرغم من أن الكذب مجرم جدا فى الدين الإسلامى، ونتذكر موقف الإمام محمد عبده عندما سافر إلى باريس ووجد هناك ناس لا تكذب ومواعيدهم مضبوطة ولديهم أمانة شديدة فقال عبارته الشهيرة "لقد تركت فى بلادى الإسلام بغير مسلمين وجئت هنا لأرى المسلمين بغير إسلام"، لذا فلابد من تحرى الصدق تمامًا. رابعا ضرورة وجود القوة على الأرض بمعنى أن سعرك ليس فى ما تقوله ولكن فى ما تفعله فيجب أن تفعل شيئا لنرى أنك قوى وفعال، والعلاقات الدولية ليس بها حب وكراهية ولكن فيها هيبة ولا هيبة، ولقد قلت كلمة خلال عصر مبارك تسببت فى قطيعة بينى وبينه "إن أمريكا تنظر لسوريا باحترام لكن بغير حب ولكن تنظر لمصر بحب وغير احترام".