اختلفت شخصيات النجمة الراحلة فاتن حمامة فى سينما إحسان عبد القدوس، عن الأخرى، ففى رائعة "الطريق المسدود" قصة إحسان عبد القدوس، وسيناريو وحوار نجيب محفوظ، وإخراج صلاح أبو سيف، قدمت نموذجا للفتاة المثالية التى تبحث عن المدينة الفاضلة، من خلال شخصية "فايزة" تلك الفتاة التى اختارت والداتها حياة العبث بينما رفضت هى هذه الحياة، وراحت تبحث عن دنيا الشرف والفضيلة، حيث التحقت بإحدى مدراس الريف بعيدًا عن أنوار المدينة، ظنا منها أنها نجت من حياة العبث والمجون، لتكتشفت أنه فى المدسة الريفية أيضا وفى القرية مفاتن ومفاسد وإغراءات من نوع آخر، وإن الانحلال الذى هربت منه فى بيت والدتها موجود مثله فى المدرسة. وكما بحثت عن المدينة الفاضلة فى "الطريق المسدود"، جرت وراء عاطفتها فى "لا تطفىء الشمس" إخراج صلاح أبو سيف، حيث جسدت شخصية "ليلى" التلميذة التى تتلقى دروس البيانو على يد أستاذها "فهمى" عماد حمدى، وتقع فى غرامه رغم أنه متزوج، ويقوما بتأجير شقة ليتلاقى فيها، ولعبت فاتن شخصية "منى" فى فيلمها "الخيط الرفيع" مع المخرج هنرى بركات، والذى وصفه النقاد بأنه من الأفلام الجريئة لسيدة الشاشة بعد نظقها لفظ "يا ابن الكلب" تبعا للحوار. وفى فيلم "إمبراطورية ميم" تأليف إحسان عبد القدوس، إخراج حسين كمال، قدمت فاتن شخصية "منى" السيدة الناضجة المسئولة عن تربية أبنائها بجانب عملها فى وزارة التربية والتعليم، ورغم وقوعها فى غرام رجل الأعمال "أحمد رأفت" جسده أحمد مظهر، لكنها لا تستسلم لمشاعرها بسهولة بسبب حيرتها بين تفرغها لأبنائها وتفكيرها فى مستقبلها مع أحمد مظهر. وكان الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس يقول: "الممثلات اللاتى استطعن أن يجدن تمثيل شخصيات قصصى فى مقدمتهن كانت فاتن حمامة، فقد استطاعت أن تصور خيالى عندما مثلت دور "نادية" فى فيلم "لا أنام"، وعندما جسدت دور "فايزة" فى فيلم الطريق المسدود، وأذكر أنى ذهبت يوما أنا ويوسف السباعى إلى الأستوديو أثناء تصوير مشاهد من فيلم "لا أنام" ووقفت أنا ويوسف السباعى مشدودين، ونحن ننظر إلى فاتن حمامة فقد كانت تشبه البطلة الحقيقة للقصة التى كتبتها".
