قال الدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية وأمين الإعلام بالحزب الوطنى، إن الحركات الاجتماعية تسبق فى ظهورها الحركات السياسية، مضيفا أن الحركات الاجتماعية فى الدول النامية ومنها مصر لم تكن مفهومة بالقدر الكافى، حيث إن تلك الدول لم تكن نظاما رأس مالى خالصا، بالإضافة لكونها مازالت فى مرحلة التحول الديمقراطى مثلما كانت عليه دول أوروبا الغربية وأمريكا أثناء قيام الحركات الاجتماعية بها. وأضاف هلال خلال ورشة العمل التى نظمتها اليوم مؤسسة "عالم واحد" بعنوان "الحركات الاجتماعية ودورها فى الإصلاح فى مصر، بفندق بيرميزا أن هناك مجموعة من التحديات التى تواجه الحركات الاجتماعية فى مصر منها عدم الاستمرارية بسبب ضعف التنظيم والإدارة لها، وعدم ثبات المصادر الممولة والتوظيف الحزبى لها نتيجة ضعفه فى تحقيق بعض الأهداف، بالإضافة إلى الفوضى التنظيمية وتصور تلك الحركات أنها بديلة عن الأحزاب وتستطيع تحقيق مافشلت فيه الأحزاب والخلط بين العالم الافتراضى والواقعى عندما تتصور أنها عندما تدعوا إلى اعتصام أو تظاهر فالجميع سيلبى هذه الدعوة. وأشار هلال إلى أن الحركات الاجتماعية فى مصر لها بعض الخصائص مثل الشبابية، حيث إن عددا كبيرا من أعضائها ينتمون إلى فئة الشباب، واتباع أساليب جديدة وغير تقليدية فى عملها والاستخدام المكثف للإنترنت والاهتمام الإعلامى بها. وأضاف عمر الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية، أنه من الممكن أن تتحول الحركات الاجتماعية إلى سياسية مثلما حدث مع حزب العمل البريطانى، ولكن بالنسبة لمصر فمن الصعب تحولها بسبب نشأتها فى ظروف سياسية لا تتيح لها التحول إلى العمل السياسى، والمطالبة بمطالب اجتماعية جزئية ولا تطرح أى رؤى لتغيير السياسة العامة، مضيفا أنه بدأ تأسيس حركات الاحتجاج السياسى مثل حركة كفاية التى تجاوزت ما يمكن أن يسمى بالخطوط الحمراء، ومست ما لا يمكن أن يمس من النظام السياسى، خاصة قضية التوريث، بالإضافة إلى ظهورها كحركة احتجاج على أداء الحزب الوطنى والمعارضة. وأشار الشوبكى إلى الحركات الاجتماعية يمكن أن تقدم رموزا سياسية فى المستقبل، ومن الممكن أن تكون بمثابة عامل ضغط على قوة ما، وتساعد على ضعف أو تقوية جانب على حساب آخر أو عنصر تشكيك للبعض، ولكن تلك الرموز فى حاجة إلى الدخول فى منظومة الأحزاب السياسية حتى تتكون عندها الخبرة اللازمة للدخول فى العملية السياسية بصفة مباشرة. وقال حسين بعد الرازق، الأمين العام السابق لحزب التجمع، إن الحركات الاجتماعية من 2007 إلى الآن تحولت من الاحتجاجات السياسية إلى الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعى، ومن الأماكن المحددة مثل المصنع أو المؤسسة إلى قطاعات أكثر توسعا مثل الغزل والضرائب العقارية، وظهور حركات مهمشة مثل سكان "قلعة الكبش".