أدان الاجتماع غير العادى لمجلس جامعة الدول العربية حول ليبيا فى جلسته الافتتاحية بمقر الأمانة العامة للجامعة، اليوم الاثنين، مقتل الطبيب المصرى وعائلته، واختطاف 13 مواطنًا مصريًّا الأسبوع الماضى على أيدى جماعات مسلحة فى ليبيا، وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية عن أسفه لهذه الممارسات التى ترتكبها الجماعات المسلحة هناك، محذرًا من مخاطر استمرار هذه الأعمال، ومؤكدًا ضرورة اتخاذ موقف حاسم يحافظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية . ودعا الدكتور نبيل العربى إلى ضرورة الالتزام بحوار شامل بين مختلف الأطراف الليبية ودعم العملية السياسية، مؤكدًا دعم جامعة الدول العربية للشرعية الليبية المتمثلة فى مجلس النواب الليبى والحكومة المنبثقة عنه. وقال "من أولوياتنا اليوم اتخاذ موقف حاسم يحقق الوقف الفورى للعمليات الإرهابية المسلحة"، مشيرا إلى أن السفير ناصر القدوة، مبعوث الأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا، سيواصل عمله يوم 10 يناير الحالى بعد شفائه من العملية الجراحية التى أجراها مؤخرا . وأعرب الدكتور نبيل العربى عن أسفه لتعثر الجهود العربية والدولية المبذولة لعقد الجولة الثانية من الحوار الليبى- الليبى، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود بين مختلف الآليات للتعامل مع الأزمة الليبية، ودعا مجلس الجامعة اليوم لاتخاذ قرارات حاسمة وموقفا واضحا إزاء التصعيد الخطير إضافة إلى التأكيد على الالتزام بدعم الشرعية فى ليبيا ممثلة فى مجلس النواب المنتخب . من جانبه، طالب السفير عاشور بو راشد، مندوب ليبيا الدائم بالجامعة العربية، المجتمع الدولى بضرورة تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية، وأن يقوم دون إبطاء أو مماطلة بتسليح الجيش الليبى حتى يتمكن من إنجاز مهمته الوطنية، وطالب بضرورة إصدار قوائم بأسماء من أجرموا فى حق ليبيا واعتدوا على مؤسساتها ومقدرات شعبها وعرقلوا عملية الوصول إلى حل سلمى للأزمة من خلال الحوار تمهيدا لمحاكمتهم . وشدد السفير عاشور بو راشد، مندوب ليبيا الدائم بالجامعة العربية، فى كلمته، على أهمية تفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن الليبى، متهما رموز النظام السابق فى ليبيا بتنفيذ خطة ممنهجة وشاملة استهدفت هدم أعمدة الدولة الليبية ومؤسساتها السياسية والتشريعية والتنفيذية وإلغاء الجيش الليبى وتكريس مفهوم الدولة البوليسية، كما أدان عملية قتل الطبيب المصرى واختطاف مواطنين مصريين على أيدى جماعات إرهابية فى ليبيا، محذرا من تصعيد هذه الميليشيات لأعمالها الإرهابية وهو ما ينبئ بمخاطر عديدة تهدد أمن ليبيا والأمن الإقليمى، وقال إن تأخر حسم المعركة فى ليبيا عسكريا ضد الميليشيات الغاشمة يزيد تغولها ويقلص فرص الحل السياسى للازمة من خلال الحوار وطاولة المفاوضات . أما مندوب مصر الدائم لدى الجامعة السفير طارق عادل فأكد إدانته للحوادث الإرهابية المتكررة التى تستهدف المصريين فى ليبيا ما بين الاغتيال والخطف والاحتجاز من قبل الميليشيات المتطرفة، وقال فى كلمته إن مصر تبذل قصارى جهدها ولن تألوا جهدا لتأمين الإفراج عن المختطفين المصريين وتأمين سلامة كافة المصريين المقيمين فى ليبيا من خلال التعاون القائم والاتصالات بين السلطات فى مصر وليبيا، وجدد استنكار مصر وإدانتها لكل العمليات الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء، متمنيا لليبيا أن تستعيد عافيتها لبسط نفوذها على كافة أراضيها . وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة السفير طارق عادل "لا يفوتنى إدانة مصر للتفجير الذى وقع فى الساحل النفطى فى ليبيا"، معتبرا إياه عملا إجراميا وإهدارا لثروات ليبيا وشكلا مختلفا للإرهاب الذى يقوض أى محاولات للتسوية السياسية، وأوضح أن ليبيا تحتل أولوية فى السياسة الخارجية المصرية، مؤكدا دعم مصر للمؤسسات الشرعية الليبية وعلى رأسها مجلس النواب بما يعكس الاحترام التام لإرادة الشعب الليبى كما تجسدت فى الانتخابات الأخيرة . وشدد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة السفير طارق عادل على ضرورة دعم الحكومة الليبية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضى الليبية وتحقيق تطلعات الشعب الليبى فى بناء نظام ديمقراطى حقيقى، وناشد كافة الأطراف فى ليبيا التخلى عن الخيار العسكرى ونبذ العنف بما يحقق تطلعات الشعب ويحفظ للدولة استقرارها وسلامة أراضيها . من جهته، قال محمد بن نخيره الظاهرى، مندوب الدولة الدائم لدى الجامعة العربية، وسفيرها لدى جمهورية مصر العربية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشعر بالقلق الشديد إزاء تدهور الأوضاع الأمنية فى ليبيا، وتداعيات ذلك على الدول المجاورة جراء استفحال الأعمال الإرهابية وانتشار الجماعات المسلحة بصورة غير مسبوقة. أضاف فى كلمة له خلال الاجتماع أن دولة الإمارات تدين وبشدة الهجوم الأخير على منطقة الهلال النفطى والتفجيرات الإرهابية التى طالت بعض المناطق فى ليبيا، بالإضافة إلى اختطاف جماعة "فجر ليبيا" لثلاثة عشر مصريا بمدينة سرت ومقتل الطبيب المصرى على أيدى تلك الجماعات التى تستهدف استقرار وأمن المنطقة عن طريق نشر العنف والإرهاب، وهو الأمر الذى يقتضى من الجميع ضرورة العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإرهابية والإجرامية والتى تستنكرها كافة المجتمعات الدولية . موضوعات متعلقة: بالفيديو.. أُسَر المختطفين فى ليبيا ينظمون وقفة للمطالبة بإعادة أبنائهم.. ويؤكدون: أرسلنا استغاثات لكل المسئولين فى مصر "ومحدش رد علينا".. و"الخارجية": السيسى يكلف بإنشاء "خلية أزمة" لمتابعة التطورات رئيس برلمان ليبيا: أمن مصر من أمننا ولا نحتاج لتدخل عسكرى أجنبى ببلادنا