سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نيويورك تايمز: الجمهوريون يرفضون التقارب الأمريكى الكوبى.. ويصرون على مواجهة رفع الحظر التجارى المفروض منذ 1960.. سيناتور من أصل كوبى: التقارب يستند على وهم ويمنح نظام كاسترو فرصة البقاء فى السلطة
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الإعلان المفاجئ عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوكوبا، جاء بعد 18 شهرا من المحادثات السرية التى أسفرت عن اتفاق لتبادل سجناء تم التفاوض عليه بمساعدة من البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وانتهى بمكالمة هاتفية جمعت كلا من الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الكوبى راؤول كاسترو. وأضافت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الخميس، أن الاتفاق التاريخى أنهى جمود استمر بين البلدين، الذين يبعدا عن بعضهما 90 ميلًا فقط، لكن فصلتهما محيطات من عدم الثقة والعداء الذى يرجع لعهد الرئيس ثيودور روزفلت، حيث أزمة الصواريخ الكوبية. وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى بيان بثه على التليفزيون من البيت الأبيض، الأربعاء "سوف ننهى نهجا عفا عليه الزمن، فشل طيلة عقود فى تحقيق مصالحنا، وبدلا من ذلك فإننا نبدأ تطبيع العلاقات بين البلدين". وأضاف "أن الاتفاق سوف يفتح فصلا جديدا بين البلدين، ويتجاوز سياسة جامدة متجذرة فى الأحداث التى وقعت قبل مولد معظمنا". وتقول "نيويورك تايمز" بهذه الخطوة فإن الرئيس أوباما يخوض مغامرة دبلوماسية رفض 10 رؤساء سابقين القيام بها، فضلا عن وصف جمهوريون لها، جنبا إلى جنب مع سيناتور ديمقراطى، بأنه نهج التقارب مع عائلة كاسترو هو تهدئة مع الديكتاتورية التى تقود النصف الجنوبى من الأمريكتين"، مشيرة إلى أن الجمهوريين، الذين سوف يسيطرون على مجلس الشيوخ فضلا عن مجلس النواب، الشهر المقبل، أوضحوا أنهم سوف يقاومون رفع الحظر التجارى، المفروض منذ 54 عاما، وقال السيناتور الجمهورى، ماركو روبيو، الذى له أصول كوبية: "إن هذا التحول السياسى بأكمله يستند على وهم وكذبة سوف تترجمه مزيد من التجارة والحصول على أموال وبضائع إلى حرية سياسية للشعب الكوبى". وأضاف أن هذا كله يمنح الفرصة لنظام كاسترو، الذى يسيطر على جميع جوانب الحياة الكوبية، الفرصة للتلاعب بهذه التغيرات للبقاء فى السلطة". ولسوء أو حسن الموقف، تقول الصحيفة، إن الخطوة تمثل نقطة تحول كبيرة فى العلاقات مع جزيرة بقيت أسيرة طيلة سنوات وكانت منطقة شائكة لجارتها الشمالية، لافتة إلى أنه منذ القرن ال 18، كانت كوبا تلوح فى الأفق الكبير للخيال الأمريكى. وقد تسبب تحالف كاسترو مع الاتحاد السوفيتى فى جعل كوبا نقطة وميض جيوسياسية فى نضال عالمى للفكر والسلطة، وقد فرض الرئيس الأمريكى الراحل دويت أيزنهاور، أول حظر تجارى عام 1960 وأوقف العلاقات الدبلوماسية فى يناير 1961، قبل أسابيع من مغادرة منصبه وقبل سبعة أشهر من ميلاد الرئيس الأمريكى الحالى، وفشلت محاولة الرئيس الأسبق جون كيندى، عام 1961، فى الإطاحة بكاسترو وخاض الطرفان مواجهة استمرت 13 يوما لعبت فيها الصواريخ السوفيتية المثبتة فى كوبا دورا كبيرا فى تعزيز مكانتها باعتبارها نقطة الصفر فى الحرب الباردة. وظلت العلاقات جامدة حتى بعد سقوط سور برلين وانهيار الاتحاد السوفيتى، لكن بقيت كوبا أيضا شوكة فى خاصرة رؤساء الولاياتالمتحدة المتعاقبين الذين انتظروا رحيل كاسترو، وعانوا آمالا كاذبة عندما قرر نقل السلطة إلى أخيه الرئيس الحالى راؤول.