سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا على أعتاب أزمة أقتصادية حادة.. انخفاض بقيمة الروبل مقابل الدولار واليورو.. الخبراء يؤكدون: انخفاض سعر النفط والعقوبات الغربية سبب تدهور العملة الروسية..والبنك المركزى يضخ الدولارات لوقف التدهور
باتت روسيا على أعتاب أزمة اقتصادية، يرى عدد من الخبراء الأوربيين أنها إذا استمرت ستؤثر على نظام الرئيس فلاديمير بوتين، خاصة بعد التراجع الحاد لقيمة الروبل، مما دفع البنك المركزى الروسى لرفع قيمة القروض للشركات والمواطنين. ووفقا لوكالة "ايتارتاس" الروسية للأنباء، فإنه بحلول مساء أمس الثلاثاء، سادت أسواق العملات فى روسيا حالة من الفوضى، إذ وصل سعر الدولار الواحد 75 روبلا، واقترب سعر اليورو من المائة روبل، وهذه الأسعار وصلت إلى هذا المستوى بعد أن كان سعر الدولار منذ أسبوعين فقط يساوى 34 روبلا، وسعر اليورو فى نفس الوقت 46 روبلا. وأكد الخبراء الروس أنه على إثر ذلك استقرت قيمة العملة الروسية بنسبة 15%، وبرأى الخبراء الاقتصاديون، فإنه يمكن تفسير التقلبات الحادة للروبل بتصرفات المضاربين فقط، وقال أنطون سوروكو، المحلل المالى فى شركة "فينام" الاستثمارية الروسية القابضة" فى الساعات الأولى من تداولات اليوم، شهدنا استقرارا قويا للروبل تبعه هبوط حاد مشابه لسعر الصرف، وهناك عدة عوامل تؤثر الآن على ديناميكية العملة الروسية وقد أدت بمجموعها إلى هذا الانهيار". وبحسب قوله فإن هناك كميات كبيرة من رءوس الأموال المضاربة فى السوق، ولهذا السبب فإننا نرى تحركات غير طبيعية للعملة الروسية بحيث يصعب تفسيرها بعوامل محددة بعينها، وعلى وجه الخصوص، لا يمكن لأى عملة من عملات البلدان المستخرجة للنفط أن تهبط بهذا الشكل، علاوة على ذلك، فقد أعلن ديميترى بيسكوف السكرتير الصحفى للرئيس الروسى أن هبوط الروبل بدرجة كبيرة مرتبط بأمزجة انفعالية ومضاربة. ويرى الخبراء أن هبوط أسعار النفط العالمية وما يرتبط بها من توقعات سلبية يشكل عاملاً أساسياً آخر من عوامل انخفاض سعر صرف الروبل، خاصة بعد أن انخفض سعر برميل نفط بحر الشمال "برنت" فى تداولات بورصة لندن امس مقارنة مع افتتاح التداولات إلى أكثر من 2%، حيث جرى تداول "برنت" بالحد الأدنى، على مستوى 58.84 دولاراً للبرميل، علماً بأن الأسعار ارتفعت فيما بعد إلى 59.02 دولاراً، وسبق أن صرح سهيل المزروعى وزير الطاقة فى الإمارات العربية المتحدة فى 14 ديسمبر الجارى بأن "أوبك" لن تخفض إنتاجها من النفط حتى إذا وصل سعره إلى 40 دولاراً للبرميل. وعوض الروبل خلال تعاملات اليوم الأربعاء بعضا من الخسائر التى سجلها أمام الدولار واليورو أمس، وذلك مع تعهد الحكومة باتخاذ تدابير للحفاظ على استقرار العملة المحلية، وأكد أندريه بيلووسوف مساعد الرئيس الروسى أن الحكومة والبنك المركزى يعملان بلا كلل من أجل وقف الاضطراب الذى تعانيه سوق العملات فى روسيا، مشيرا إلى أن النجاح على هذا الصعيد لن يتحقق إلا من خلال العمل المشترك. وقالت وزارة المالية إنها تعتقد أن "الروبل مقوم بأقل من قيمته بكثير"، وأعلنت أنها مستعدة لبيع 7 مليارات دولار تبقت لديها فى الحساب الموحد للميزانية الفيدرالية لدى خزينة الدولة فى السوق، للحد من تدهور قيمة الروبل. من جانبه أعلن وزير التنمية الاقتصادية الروسى أليكسى أوليوكايف بعد اجتماع ترأسه رئيس الوزراء دميترى ميدفيديف مساء الثلاثاء أن الحكومة تعهدت باتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على استقرار العملة الروسية، وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسى فالنتينا ماتفيينكو أن الحكومة تعمل الآن بنشاط مع البنك المركزى لاعتماد التدابير اللازمة للحد من التقلبات الكبيرة التى تطرأ على سعر صرف الروبل فى أسواق المال. وقام البنك المركزى الروسى بطرح نحو 1.9 مليار دولار أمس فى السوق فى خطوة لدعم العملة الوطنية التى تراجعت بمقدار 20% أمام الدولار فى يوم واحد، مثبتا قدرته على التدخل فى سوق العملات المحلى للحد من تراجع الروبل فى حال الضرورة. وبحلول الساعة 14:18 بتوقيت موسكو تراجع سعر صرف الدولار الأمريكى فى التعاملات الآنية فى بورصة موسكو أكثر من 4 روبلات إلى مستوى 68.1275 روبل مقارنة بسعر إغلاق أمس، كما تراجع سعر صرف اليورو 8.61 روبل إلى مستوى 84.7715 روبل لليورو الواحد. وحدد المركزى الروسى السعر الرسمى لصرف الدولار ليوم غد الخميس 18 ديسمبر، عند 67.7851 روبلا للدولار الواحد. الجدير بالذكر، أن الدول الأوروبية وأمريكا فرضت بعض العقوبات الإقتصادية على روسيا بسبب موقفها تجاه الأزمة الأوكرانية وضم شبة جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسى، وهذه العقوبات أدت إلى هبوط حاد فى سعر صرف الروبل الروسى.