علامة تعجب واستفهام يثيرها ترشيح فيلم "خزانة الألم" أو The Hurt Locker لنيل 9 جوائز أوسكار فى الحفل الذى يقام فى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، خصوصا أنه يحمل عداءً واضحا تجاه العرب ولم تتجاوز إيراداته 19 مليون دولار فى جميع دور العرض العالمية، بينما بلغت ميزانيته 15 مليون دولار، وهى إيرادات هزيلة حسب مقاييس السينما الأمريكية، فى الوقت الذى نجد فيه فيلما مثل avtar والذى ينافس أيضا على عدد كبير من جوائز الأوسكار حقق حوالى 2 مليار ونصف وهو ما يوضح حجم الفرق بين العملين. تظهر فى الفيلم عنصرية واضحة من جانب صناع العمل تتعلق بتمجيد المواطن الأمريكى أو الجندى الأمريكى، حيث تدور أحداث الفيلم عام 2004 فى العراق بعد غزو الجيش الأمريكى يمجد فيلم خزانة المصابين تجربة مجموعة من العسكريين الأمريكيين فى العراق فى تعطيل بغداد، فالعنصرية تظهر مع عدم إشارة الفيلم إلى ضحايا الغزو الأمريكى للعراق وانتهاكات الجيش الأمريكى والتدمير الذى تسببت فيه قوات الاحتلال، بل ركز فقط على المقاومة العراقية وتبنى وجهة نظر السياسة الأمريكية وصور المقاومة فى شكل أقرب إلى الإرهابيين وليس بشرا يملكون الحق فى الدفاع عن أراضيهم. مخرجة الفيلم كاثرين بيجلو ركزت على قصة 3 جنود أمريكيين ضمن فريق مهمته الكشف عن العبوات الناسفة التى يزرعها أفراد المقاومة الشعبية العراقية على جانبى الطرق التى تسلكها قوات الاحتلال وأيضا فى السيارات المخصصة لهم، وتحاول إقناع مشاهد الفيلم بالتعاطف مع الجنود الأمريكان، ويظهر ذلك بوضوح فى عنوان الفيلم "خزانة الألم" الذى يشير إلى الخزانة المعدنية التى يتم تجميع أشلاء الجنود الأمريكان بها فى العراق وترحيلها إلى أمريكا، لكنها على الجانب الآخر لا يشير إلى حجم الجثث والمقابر والأسر العراقية التى فقدت عائلتها فى الغزو الأمريكى للعراق. وكان صناع العمل حاولوا تصويره فى الكويت لكن واجهتهم صعوبات ليتم تصويره فى الأردن فى عدد من الأحياء منها حى الدبابة وحى نزال والسواقة، ويقوم ببطولته جيريمى رينر المرشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل وأنطونى ماكى وبراين جراكسي، وتأليف مارك بول، وسبق للفيلم أن فاز بجائزة رابطة المنتجين ورابطة المخرجين ورابطة الكتاب الأمريكيين.