سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا أخبار عن تعاطى عبدالناصر المخدرات وروايات تؤكد تدخين السادات «الحشيش» فى البايب.. ومبارك الرياضى لم يكن «صاحب كِيف» لكنه كان «طماع وجشع».. ومرسى «مدمن بط وفطير» قوم يا كبير خد نفسين.. الشعب قال مكملين
فى فيلم «الكيف» للمخرج على عبدالخالق، ثمة حوار بين جميل راتب تاجر المخدرات، ويحيى الفخرانى الكيميائى الذى اكتشف خلطة ذات قوام ورائحة ولون، تضاهى مخدر الحشيش تمامًا، فأراد التاجر الكبير استغلاله لتعظيم أرباحه، عبر دفعه لإنتاج كميات من تلك الخلطة، ومن ثم عجنها بحبوب مخدرة وطرحها فى الأسواق على «المزجانجية». فى الحوار يعرب الكيميائى عن رفضه للاشتراك فى الجريمة، فيرد عليه التاجر بمنطقه الخاص: «ليه يا دكتور.. دى حتى راس بلا كيف، تستحق قطعها بالسيف.. والكيف نزاهة لما يبقى ثمنه فى جيبك». وبغض النظر عن منطلقات العبارة وما فيها من تسويغ للإدمان، الذى لا يمكن أن يتفق عليه إلا «حشَّاشان»، ولا يمكن أيضًا فى معرض التقليل من أخطار الحشيش الزعم بأن تدخين هذه النبتة لا يسبب الإدمان، كما يروج كثيرون، ومنهم متهم استضافته الإعلامية ملك إسماعيل قبل سنوات طويلة فى برنامج كانت تقدمه حول الجريمة، فسألته كيف سقط بين براثن الإدمان؟ فأجاب: «يا مدام الحشيش مش إدمان، أنا بأشرب حشيش كل يوم من 25 سنة وعمرى ما كنت مدمن». هكذا إجابة تكشف بالطبع عن أن صاحبنا فقد حتى الإحساس بأنه مدمن، إذن فالكيف ليس نزاهة، لكنه غياب تدريجى يدمر الوعى ويؤدى إلى جعل الإنسان منفصلًا عن واقعه، لا يدرك الأشياء حسب حقيقتها المحسوسة، وإنما حسب مداركه المشوشة التائهة فى سحائب الدخان الأزرق. والمعلوم بداهةً أن الإدمان إذا أصاب إنسانًا، يحدو به إلى تدمير حياته الشخصية أولًا، وإذا كان رب أسرة، فالراجح أنه بصدد خرق سفينتها، وتمزيق أشرعتها، على أن هذه الحقيقة لا تبدو ذات أهمية بالنسبة للمصريين، فقبل نحو عامين كشف عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لمجلس الوزراء أن حجم الإنفاق على المخدرات فى مصر، يبلغ حدودًا رهيبة، قدّرها الجهاز المركزى للإحصاء بحوالى أربعة عشر مليار جنيه سنويًا. الأكثر من ذلك أن دراسة غربية أظهرت أن جماجم قدماء المصريين عليها آثار لمخدر القنب الهندى، الأمر الذى يؤكد أن أسلافنا أقدموا على الكيف، وهو ما يدفع كاتبًا ساخرًا إلى القول: «كان الفرعون يدخن الحشيش، فيتسلل الخدر وئيدًا إلى رأسه، حتى يتمكن منه، فيقرر مثلًا أن يبنى هرمًا، وهكذا تأسست حضارتنا الخالدة!». ومهما يكن فى الأمر من مبالغة، فإن الثابت أن المصريين عمومًا أصحاب مزاج، والعودة إلى أغنيات بداية القرن الماضى، تكشف أن موسيقيين كبارًا منهم العبقرى سيد درويش تغنوا بالحشيش، لكنهم شنوا حربًا على الهيروين، الذى يقال فيه «شم الهيروين خلانى مسكين»، ويقال أيضًا: «إن الملك فاروق كان مدمنًا عليه»، وهو أمر يصعب بالطبع إثباته أو نفيه، فى ظل تعرض الرجل للكثير من التشويه، شأنه شأن أى ملك مخلوع. وليس فاروق وحده الذى ينفرد فى التاريخ المصرى بتعاطى المخدرات، فإذا كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لم يتعاط، أو لم يُثبت أنه كان صاحب مزاج، إلى درجة أن ألد خصومه فى الداخل والخارج، وعلى رأسهم رجال الخارجية الأمريكية كتبوا عنه: «إنه رجل محير، فلا هو يحب المال فنغريه به، ولا يسقط فى حبائل النساء، فندفعهن إلى الإيقاع به، ولا يحتسى الخمر أو يتعاطى الحشيش» فالأمر بالنسبة للرئيس السادات يختلف كليًا، وهناك الكثير من الأقاويل التى أدلى بها مقربون تفيد بأن الراحل كان يدخن الحشيش فى «البايب».. ذاك مشهد أرستقراطى يتسق كثيرًا مع ما كان عليه السادات من أناقة استثنائية، وينبئ بأن ما تمتع به من دهاء يوصف ب«خبث الفلاحين» قد يكون مرده «الدماغ العالية» التى كان يوفرها له «الكيف». وقبل سبعة أعوام، تقدمت رقية السادات ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بدعوى قضائية ضد الكاتب الصحفى محمد الباز بسبب كتابه «نكت السيد الرئيس». واتهمت رقية الباز بسب أبيها، الرئيس الأسبق للجمهورية، وقذفه عمدًا، لكن المحكمة رفضت الدعوى، فتقدمت مجددًا بدعوى قضائية أخرى بنفس الاتهام ورفضت المحكمة الدعوى للمرة الثانية. وتناول الكتاب النكتة فى حياة الرؤساء الثلاثة لمصر، وذكر النكات التى كان الرؤساء يطلقونها فى جلساتهم الخاصة، وإذا كان لم يذكر النكات التى قالها الشعب فى الرؤساء، فإن التراث الشعبى ما يزال يحفظ نكتة عن السادات، مفادها أن الرئيس الراحل شعر بالضيق مرة، فخرج بسيارته ليشم الهواء على الطريق الزراعى، فإذا به إزاء «غُرزة» فقرر أن يدخلها، وجلس إلى جوار أحد الحشاشين، فسحب من «الجُوزة» نفسًا عميقًا، ومن ثم أسند رأسه إلى الوراء، فسأله الحشاش: «الأخ شغلته إيه؟» فرد: «رئيس الجمهورية»، فما كان من الحشاش إلا أن قهقه قائلًا: من أول نفس كده؟ وبمقتضى قاعدة أن لا شىء فى مصر يمكن إخفاؤه، فإن شيوع تلك النكات التى تربط بين الرئيس الراحل والحشيش، يشى باحتمالية أن الرجل كان يتعاطى الحشيش، وهو أمر يمكن القول به بقراءة ما كان يخرج منه عفويًا من تصريحات، ليس ممكنًا أن يدلى بها رجل فى كامل وعيه، ومنها مثلا أنه قال ذات خطبة، إنه وريث الفاروق عمر بن الخطاب فى العدل والتقوى، الأمر الذى أثار تهكم الكثيرين وعلى رأسهم الشيخ المحلاوى، خاصة أنه أطلق على نفسه فيما بعد لقب الرئيس المؤمن، واعتبر أنه من مجددى شباب الأمة، ولا ننسى أيضًا مقولته بأن الديمقراطية لها أنياب، وهو تصريح خزعبلاتى بالطبع، ذلك أن الديمقراطية لها قوانين، والأنياب للأنظمة المفترسة المتوحشة لا غير. وإذا كانت الشبهات حامت حول علاقة السادات بالحشيش، فإن نائبه الرئيس الأسبق أو بالأحرى «المخلوع مبارك» وهى التسمية التى ستبقى لصيقة به، لم يكن حشاشًا، ولا حتى مدخنًا، ولا يعرف المصريون له كيفًا، ولا هواية باستثناء الطعام الشهى، وممارسة رياضة الاسكواش. وبما أن مبارك لم يكن «ذا كيف» فإن الأمر فى حالته تحديدًا، ربما يدفع إلى استذكار مقولة تاجر المخدرات جميل راتب مجددًا: «راس بلا كيف تستحق قطعها بالسيف».. له تحديدًا دون غيره. أما بالنسبة للمعزول محمد مرسى، فقد كان يدمن «تناول البط والفطير»، إلى درجة أن تقارير ذهبت إلى أن ميزانية قصر الرئاسة المخصصة لشراء البط يوميًا بلغت تسعة آلاف جنيه، الأمر الذى يستدعى أن نجرى دراسة إحصائية لنعرف عدد البطات التى كان مرسى «يزلطُها» فى الساعة الواحدة، وبهذا نحقق رقمًا قياسيًا باسم مصر فى الموسوعة!