بعيدًا عن مواقع التسوق عبر الإنترنت التى تتطلب غالبيتها إجراءات معقدة بالنسبة للبعض، وتشترط أحيانًا الدفع المسبق من خلال "الفيزا"، وبعيدًا أيضًا عن الأسواق الشعبية بزحامها والوقت الطويل الذى تحتاجه للتجول داخلها، أسس العديد من التجار أسواقًا افتراضية على "فيسبوك" لكل ما يخطر ببالك، واختاروا أن يطلقوا عليها أسماءً شعبية لتحاكى الأصلية مثل سوق العتبة والموسكى و"حمام التلات" وسوق الجمعة، فضلاً عن "سوق الكانتو" و"زنقة الستات". بعض الأسواق تخصصت فى نوع معين من البضائع مثل "سوق حمام التلات" الذى يختص ببيع كل احتياجات المرأة من الأدوات المنزلية والملابس والماكياج، وكذلك سوق "زنقة الستات" الذى يبيع مستلزمات المنزل من ديكور ومفروشات إضافة إلى الأشغال اليدوية والملابس. أما "سوق الموسكى" فهو مخصص للتجار من جميع الأنواع، وهو فى الأساس للبيع بالجملة، ولكن أحيانًا يسمح عليه بالبيع بشكل فردى، وعلى هذا المنوال نجد أسواقًا متخصصة مختلفة مثل "سوق المخطوطات والكتب القديمة والنادرة" و"سوق النحاسين" و"سوق السيارات". فى المقابل، هناك أسواق شاملة مثل "سوق العتبة" الذى يقول مؤسسوه "هنا سوق لكل حاجة وأى حاجة، واللى عايز يدخل السوق يشرف وينور"، وكذلك سوق "الكانتو" الذى يتم من خلاله بيع أى شىء جديد أو مستعمل، أو كما يقول مؤسسوه "باختصار كل اللى مش محتاجه فى بيتك وعايز تبيعه"، كذلك "سوق الجمعة". وعن بداية "سوق الموسكى" تحكى "أم منة" مؤسسته ل"اليوم السابع" "فى البداية لم أكن أعرف شيئًا عن المجموعات أو الأسواق على "فيسبوك"، ولكن بالصدفة انضممت إلى مجموعة للتجارة وأعجبتنى الفكرة جدًا فأنشأت "سوق الموسكى" ودعيت إليه أسرتى ومعارفى على أساس أن كل من يريد بيع شىء زائد عن حاجته يفعل ذلك من خلال المجموعة، مع الوقت انتشر أكثر وأصبح عدد الأعضاء أكبر من 50 عندما بدأت إلى 17 ألفا الآن". ولأن سوق الموسكى مخصص للتجار فإن مهمة مديريه لا تتوقف على البيع أو الإعلان عن المنتجات، بل يضعون أيضًا "قوانين السوق" أو المجموعة، وينظمون طريقة العرض عليه، ويحرصون على تحذير الأعضاء من أى تاجر غير أمين أو "نصاب"، وتقول "أم منة" "أكثر من مرة أطلب من الفتيات اللاتى تعرضن للنصب من إحدى التاجرات أن يقدمن بلاغًا للشرطة ولكنهن يرفضن، لكن لو أنا مكانهن سأفعل هذا". فى الوقت نفسه أكسبت الخبرة "أم منة" فى التجارة عبر "فيسبوك" حصانة لا بأس بها من النصب، وتنصح المشترين: هناك إشارات تدل على أن هذه التاجرة نصابة أولها السعر الذى يجب أن يكون منطقيا، "ما ينفعش حاجة ب160 ألاقى واحدة بتبيعها وكاتبة ب80 كده هى بتنصب"، وكذلك التى تصر على ألا تبيع إلا إذا أرسلتى لها "عربون" أو "مقدم" بخدمة تحويل النقود عبر الموبايل، وكذلك التاجرة التى تكون من نفس المحافظة وتصر ألا تسلم البضاعة إلا من خلال شركة شحن". أما عن أسباب تفضل الكثيرين للشراء من خلال "فيسبوك" وليس المواقع المتخصصة فى البيع "أونلاين" تقول "غالبية هذه الأسواق تعرض المنتجات بأسعار غالية إلى حد ما بينما أسعار "فيسبوك" تكون قريبة من المحلات، وترسل مندوبًا بعد أسبوع غير أن الموجود على "فيسبوك" من كل نوع مصرى وصينى وتركى وسورى، وأهم ميزة هى أنه يمكنهم الفصال فى السعر، كذلك تسليم البضائع يكون يدًا بيد مع التاجر ويرون أشياءهم بنفسهم". ومن وجهة نظرها كمشترية تقول "منة الله وحيد" "فيه ميزة مهمة جدًا على "فيسبوك" مش متوفرة على المتاجر الأونلاين، وهى إنى ممكن أشوف أى حاجة تعجبنى بره على النت وماحدش عارضها، وأحط صورتها واسأل لو حد ممكن يبيعها لى"، وتضيف "كمان مش برتاح لإنى أستخدم فيزا ومتهيألى مش كل الناس فى سنى عندهم حساب فى البنك، ومعظم الناس بتخاف تتسرق". أما "سارة شمس" فتدير مع زوجها "سوق حمام التلات" والذى خصصته لتجارة كل ما يهم المرأة، وتقول "اخترت هذه البضائع لأنها أكثر ما تشغل ست البيت فهى دائمًا مهتمة بتوضيب وشياكة البيت والمطبخ، واخترت هذا الاسم لأنه سوق معروف إنه فيه كل حاجة". البيع عبر الإنترنت ليس الخبرة التجارية الوحيدة لدى "سارة" فهى عملت فى وقت سابق بمجال التسويق، ولكنها الآن تحلم بأن تفتح محلها الخاص وتقول "نفسى أفتح محل بس مفيش فلوس فأفضل النت". موضوعات متعلقة بالصور.. صينى يحمل منزله على كتفه ثلاثة أشهر