القلق هو شعور غامض ينتاب الشخص فيشعر بالخوف والتوتر وتوقع حدوث شىء غير سار، كالضيف الثقيل الذى يفاجئنا دون موعد مسبق، يقتحم حياتنا دون استئذان ويفرض نفسه علينا، ولا يمكننا أن نتحاشاه أو نتجنبه. وهناك نوعان من القلق، القلق الطبيعى وهو ما ينشأ نتيجة لموقف جديد نتعرض له كالامتحانات، مشروع خطبة أو زواج، عمل جديد، السفر وغيرهم، أما النوع الآخر فهو القلق المرضى الذى تلعب الوراثة، كيمياء المخ، الشخصية والتجارب الحياتية دورا كبيرا فى ظهوره فى شكل نوبات من الخوف والذعر والفزع دون وجود مبرر منطقى. وحتى نعالج القلق ونتخلص منه لابد أن نصل للسبب الأساسى لهذا الشعور، ونستبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، فالتفكير السلبى يزيد من إحساسنا بالتوتر، لذا لابد أن يكون لدينا ثقة أن كل مشكلة ولها حل، فعندما نسيطر على المشكلة سنتمكن منها ويسهل حلها، من الخطأ أن نلجأ لحلول قد تؤدى لتفاقم المشكلة كأن نلجأ للتدخين أو الكحوليات أو المهدئات التى ستوفر لنا راحة مؤقتة، لكنها ستخلق مشاكل من نوع آخر وأصل المشكلة لن يختفى، فلابد من معالجتها من جذورها. وهناك طريقتان للتخلص من التوتر الذى يؤدى للقلق النفسى، إما أن نتجنب الأحداث والمواقف التى تؤدى إليه وهذا مستحيل ولا يمكن بأى حال من الأحوال، أو نغير من طريقة التعامل مع المواقف والأحداث التى نصادفها من خلال وضع خطة للتعامل معه وتغيير إطار تفكيرنا سيساهم بشكل كبير فى النظر بطريقة إيجابية بدلا من التركيز على الأمور السلبية، حتى لا نصاب بالإحباط. لذا علينا أن نتعلم كيف نواجه ضغوط الحياة اليومية ونتعامل معها، نحدد أهداف واقعية، ننظر للتغييرعلى أنه تحد إيجابى وليس تهديدا، نسعى لحل خلافاتنا مع الآخرين، ممارسة تمارين التنفس والتأمل تساعد على الاسترخاء، العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين والحديث معهم يساعد على رؤية الموقف بطريقة مختلفة، حيث يقدم كل منهم وجهة نظره ورأيه الذى قد يساعدنا على إيجاد حلول، الانخراط فى العمل التطوعى والاجتماعى يمنحنا مرونة أكثر فى التفكير، حيث نرى ظروفا أسوء بكثير من ظروفنا فنعيد النظر لمشاكلنا وننظر لها من منظور مختلف، ممارسة الرياضة أو أى نشاط بدنى نقوم به يؤدى لصفاء الذهن، هدوء النفس والتماسك، ترتيب الأفكار، مجرد الحركة تؤدى لتدفق هرمون الأندروفيين والأدرينالين ويحدث تفاعل كيميائى فى المخ يساعد على تغيير طريقة التفكير، ويبعد القلق والتوتر ويمنحنا الشعور بالسعادة، والأهم من كل ما سبق ذكر الله وقراءة القرآن تبعث السكينة والهدوء والشعور بالأمان والطمأنينة والراحة النفسية، وتحمينا من الوقوع فريسة للقلق والأمراض النفسية بصورة عامة.