سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. فى ذكرى رحيله.. ياسر عرفات رئيس فلسطين الذى جسد صمود أمة.. مجزرة دير ياسين عجلت بحمله السلاح فى وجه الاحتلال.. ونكسة 67 تشهد أولى عملياته الفدائية.. وشارون يحاصره فى رام الله لإضعاف المقاومة
تحل اليوم الثلاثاء، الموافق الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس والقائد الفلسطينى لياسر عرفات، وهو قائد الشعب الفلسطينى ومفجر ثورته الحديثة، وأحد أبرز القادة العظام فى العالم خلال القرن العشرين، خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، أعاد الحياة لاسم فلسطين ولقضية شعبها فى الوعى الإنسانى، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية. عرفات يؤدى السلام الوطنى ومنذ ولادته حتى استشهاده، كأن فلسطين كانت على موعد مستمر معه ومع ذاتها، فقد حمل "ياسر" فى مسيرة حياته كلها فلسطين، وطنا وقضية، أملا وهما، حملها والتصق بها إلى درجة صار فيها الاسمان مترادفين لسنوات طويلة، أن ذكرت فلسطين، ذكر عرفات، وإن قلت عرفات، عرف الجميع أنك تعنى فلسطين. المولد والنشأة ولد فى زاوية آل أبو السعود فى الجهة الجنوبية الغربية من الحرم القدسى الشريف فى 24 أغسطس عام 1929، اسمه الحقيقى محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسينى، عرفه الناس مبكرا باسم محمد القدوة، واسمه الحركى "أبو عمار" ويُكنى به أيضًا. يلتقط صورة بسلاحه وبحسب ما نشره الموقع الرسمى للرئيس الراحل ياسر عرفات، فإنه انتقل وشقيقه فتحى بصحبة ابن خالة أمهما راجى أبو السعود إلى القاهرة فى العام 1937 فى رحلة بالقطار مرورًا بغزة وخان يونس وسيناء، ولكن علاقة ياسر بالقدس لم تنقطع بعد وصوله إلى القاهرة، وكان خاله يذهب إلى القاهرة لإحضار أبناء وبنات أخته لقضاء الصيف فى القدس فى كل عام، واستمر ذلك حتى بدايات الحرب العالمية الثانية. دراسته تدرج ياسر عرفات بالمراحل التعليمية المختلفة، حيث التحق بمدرسة "مصر الحديثة" التى كانت على مقربة من منزله بحى السكاكينى بالقاهرة، وفى عام 1947 انتقل عرفات إلى مدرسة فاروق الأول الثانوية، وفى عام 1948 التحق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، وخلال هذه المراحل التعليمية المختلفة، تفتح الوعى السياسى لدى ياسر، وشارك فى العديد من المظاهرات السياسية، ومما يروى عنه أنه أثناء دراسته بالمرحلة الابتدائية نظم أول جنازة عسكرية فى حياته، فى قط له يسمى "مشمش"، ونظمت الجنازة بمساعدة زملائه بالمدرسة. وفى ذات العام الذى التحق فيه بالجامعة ارتكب الاحتلال الإسرائيلى مذبحة دير ياسين، فقرر عرفات حمل السلاح والذهاب إلى فلسطين للدفاع عن أهله ووطنه، ثم عاد إلى القاهرة بعد هزيمة الجيوش العربية فى حرب فلسطين. وفى العام 1949 عاد ياسر عرفات إلى كلية الهندسة، ومنذ ذلك الوقت أخذت النشاطات السياسية جل وقته إضافة إلى دراسته الجامعية وعمله كمدرس رياضيات فى مدرسة ليلية لتحمل نفقات دراسته المساعدة فى نفقات الأسرة التى تراجع وضعها المادى، خاصة بعد أن قررت السلطات المصرية إبعاد الأب عبد الرؤوف فى 1949 إلى غزة بحجة انه فلسطينى غيرحائز على إقامة دائمة فى مصر. عرفات وصدام حسين أسس عرفات مع عدد من الطلاب الفلسطينيين رابطة اسموها "رابطة الطلاب الفلسطينيين" فى عام 1950وانتخب ياسر عرفات رئيسا لها فى العام 1951وتعرف على كمال الدين حسين وخالد محيى الدين فى مؤتمر طلابى كبير عقد فى جامعة الملك فؤاد، وفى المؤتمر القى ياسر عرفات كلمة باسم فلسطين بعد أن أقنع منظمى المؤتمر بإدراج كلمة فلسطين ضمن جدول أعمال المؤتمر، وفيها قال"أيها الزملاء، لا وقت للكلام ولندع الرصاص يتكلم". وشارك عرفات فى دورة تدريب عسكرى نظمتها الجامعة لمدة ثلاثة أشهر ثم فى دورة صيفية أخرى لمدة شهرين، وحصل على شهادة ضابط احتياط، وعين ضابطا مسئولًا عن الإعلام والتدريب لطلاب الهندسة الراغبين والمؤهلين للمشاركة فى الأعمال الفدائية والمقاومة العسكرية ضد البريطانيين فى منطقة قناة السويس. فازى اسرعرفات فى انتخابات رابطة طلاب جامعة القاهرة فى العام 1952 واصبح رئيسا للرابطة، وبقى محتفظا بالمنصب حتى نهاية دراسته فى العام 1955. عرفات طفلا رضيعًا فى حصن والدته عام 1934 ومنذ ذلك العام أصبح ياسر عرفات معروفا على مستوى الحركة الطلابية العالمية، وشارك فى مؤتمرات طلابية فى عدة دول، مثل بلغاريا ،الاتحاد السوفيتى، تشيكوسلوفاكيا، بولندا وألمانيا الشرقية، وأنشا خلالها شبكة واسعة من العلاقات والصداقات والتحالفات، وكانت قضيته الأساسية شرح أوضاع شعبه ونضاله الشجاع أمام الرأى العام العربى والعالمى ،والمطالبة بحقوقه السياسية والإنسانية العادلة. بعد ثورة يوليور1952 سعى رئيس رابطة طلاب جامعة القاهرة "ياسر عرفات" إلى لقاء الرئيس محمد نجيب ،وسلمه "عهد وفاء من الطلاب الفلسطينيين"مكتوبا بدمهم وفيه الكلمات"لا تنس فلسطين"، ونشرت الصحف المصرية فى اليوم التالى صورة نجيب يستقبل عرفات، وكانت تلك أول صورة لياسرعرفات فى سلسلة طويلة لاحقة تنشر له مع سياسيين وعظماء. اعتقلت السلطات المصرية ياسر عرفات بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر على يد جماعة الإخوان المسلمين فى أكتوبر 1954 لأنه كان ناشطا طلابيا ويعتبر من المتعاطفين مع الإخوان مع أنه لم ينضم إليهم، ومكث عرفات شهرا فى السجن. عرفات ينام أرضًا بأحد الكهوف تخرج ياسر من الجامعة فى العام 1955، وعقب تخرجه أسس رابطة الخريجين الفلسطينيين. ووسع علاقاته مع الاتحادات الطلابية والمنظمات السياسية على امتداد العالم ،وواصل التردد على الضفة الغربيةوغزةوالأردن. وفى عامى 1956-1957، عمل ياسر عرفات مهندسا فى الشركة المصرية للإسمنت فى المحلة الكبرى، وهى منطقة صناعية ضخمة تقع فى دلتا النيل. نضاله بعد التخرج التحق عرفات بالجيش المصرى بعد وقوع العدوان الثلاثى عام 1956، التحق كضابط احتياط فى وحدة الهندسة المتمركزة فى بورسعيد، واستخدم عرفات كل المعلومات التى تلقاها من قبل فى معسكر للجيش المصرى. فى عام 1957 سافر عرفات للعمل فى الكويت، وهناك أسس مع رفقائه من الفلسطينيين، حركة التحرير الوطنى الفلسطينى "فتح"، وكانت حركة دون أى أيدولوجية سياسية، ولا تهدف إلا للكفاح المسلح من أجل تحرير الأراضى الفلسطينية. عرفات يأكل مع أبناء الشهداء عند وقوع العدوان الإسرائيلى على الدول العربية فى الخامس من يونيو 1967 عقد ياسر اجتماعا للقيادة العسكرية الفلسطينية وتقرر فيه المشاركة فى الحرب، وتوجهت وحدات من الفدائيين إلى هضية الجولان. وعندما سمع عبر الإذاعة صوت جمال عبد الناصر معلنا الهزيمة والنكسة واستقالته فى اليوم السادس للحرب، قال عرفات "كأن صاعقة ضربتنى"، ولكنه لم يتأخرعن التحرك لمواجهة الوضع الجديد مع سقوط بقية فلسطين" الضفة الغربية وقطاع غزة " وسيناء والجولان تحت الاحتلال الإسرائيلى. وقررت قيادة "فتح" بضغط من عرفات و"أبوجهاد" استئناف الكفاح المسلح ،وتقرر أيضا نقل مقر قيادة الفدائيين إلى الأرض المحتلة. يلتقط صورة مع طفل فلسطينى وفعلا دخل عرفات إلى الأرض المحتلة فى يوليو 1967 عبر نهر الأردن بهدف تقييم الأوضاع والإشراف على سير العمليات. ونفذ العملية الفدائية الأولى بعد الحرب يوم 31 أغسطس 1967 واتجه عرفات أولًا مع ثلاثة ضباط نحو جنين، شمال الضفة الغربية ثم التجأ إلى كهف يقع فى محيط بلدتى طوباس وقباطية، وأقام فيه أول مركز للقيادة، ثم توجه بعد ذلك إلى منطقة طولكرم، وأقام فى مكان قريب من دير الغصون، راح ينظم خلايا من المقاتلين فى كل مكان يحل فيه، ويرسل أكثرهم براعة فى دورة تدريبية مكثفة فى سورية، التى كان التعاون معها فى هذا الميدان وثيقًا. وفى نابلس، شمالا، أنشأ مركز نشاطات ل "فتح". واكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مخبأه واقتحم جيش الاحتلال فجأة الشقة التى كان يقيم فيها، لكنه كان غادرها قبل ذلك بوقت قليل. توجه عرفات من نابلس إلى رام الله وتركها قبل وقت قليل أيضا من اقتحام جنود جيش الاحتلال لها حيث اعتقلوا حينها فيصل الحسينى الذى كان قادما للقاء عرفات. كوميكس عرفات وانتقل ياسرعرفات ليقيم فى بيت رقم 4 فى شارع "سانت مارك" فى القدس، وظلت قوات الاحتلال تطارده، فاقتحمت البيت رقم 4 لكنها لم تعثر إلا على أسلحة وخمسة مقاتلين. كان ياسرعرفات قد غادرإلى بيت لحم حيث كان على موعد مع كوادر من "فتح"، وهنا أيضا فى بيت لحم أفلت من الاعتقال، وتوجه عرفات خلا ل تواجده فى الأرض المحتلة إلى الخليل ووصل يافا أيضا. توجه بعد ذلك إلى الأردن عقب تكرار الملاحقة له من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، وهناك أنشأ مقرا لحركة "فتح"، وواجه عرفات خلال ترأسه للحركة، جبهة التحرير الفلسطينية العديد من الأزمات، مثل أزمة أيلول الأسود فى الخلافات التى وقعت بين حركة فتح والمملكة الردنيه، ومجازر صبرا وشاتيلا، والحرم الإبراهيمى، وغيرها. عاد أبو عمار إلى فلسطين عام 1994 عقب مذبحة الحرم الإبراهيمى، وتوقيعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى رابين اتفاقية انسحاب جيش الاحتلال من غزة وأريحا، ليستقبل الشعب الفلسطينى قائده بعد طول غياب. فى يوليو1994، تسلم عرفات ورابين وبيريس، برعاية اليونسكو، جائزة هوفويه بوانيى وذلك فى جو ودى للغاية، وتخللته مصافحة بين عرفات ورابين وبيريس وسط تصفيق الحاضرين. يحمل السلاح وفى نوفمبر 1994، تسلم عرفات مع رابين والملك حسين جائزة السلام، التى منحت لهم من صندوق رونالد ريغان فى لوس أنجيلوس. بعدها بأسبوع، تسلم عرفات ورابين والملك حسين جائزة أستورياس، التى تحمل اسم ولى عهد العرش الإسبانى، الذى قدمها لهم بنفسه. اختتمت تلك السنة بجائزة نوبل للسلام التى منحت لعرفات ورابين وبيريس. وأصدر حزب الليكود اليمينى الإسرائيلى بيانا عنيف اللهجة جاء فيه: رابين وبيريس يلحقان الإهانة بالشعب اليهودى بتقبلهما جائزة نوبل شراكة مع قاتل شعبهما. بعد فشل قمة كامب ديفيد عام 2000 ضاعفت إسرائيل من حملاتها على ياسر عرفات، ومع ذلك أصر عرفات على مواصلة المفاوضات وتواصلت فعلا فى القدس وتل أبيب دون تسجيل أى تقدم. وفى هذه الأثناء دخل زعيم الليكود إرئيل شارون مرة أخرى على الخط، قرر زيارة الحرم القدسى الشريف فسارع عرفات إلى تحذيررئيس الوزراء باراك من خطورة السماح بإتمام الزيارة وما قد يترتب عليها من تفجر للأوضاع، لكن نصيحة عرفات لم تلق أذنا صاغية فى إسرائيل. ذكرى استشهاد أبو عمار نفذ شارون زيارته يوم 28 سبتمبرتحت حراسة نحو ثلاثة آلاف من قوات الأمن الإسرائيلية، ونجح فى استفزاز الفلسطينيين الذين رفضوا الزيارة وخرجوا فى تظاهرات واسعة جوبهت بقمع وحشى من القوات الإسرائيلية مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، وبذلك اندلعت الانتفاضة الشعبية الثانية وليدخل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى مرحلة جديدة. تفاقم العنف واتسع نطاق المواجهات.. تدهور الموقف كثيرا، وقدم باراك استقالته من منصب رئيس الوزراء يوم 9 ديسمبر 2000 بعد أن تدهورت شعبيته إلى الحضيض. لقد فشل فى تحقيق السلام مع الفلسطينيين وفشل فى قمع ووققف الانتفاضة. الحصار فى رام الله شعر شارون بأن المعطيات الأميركية والعالمية الجديدة تعطيه الفرصة التى يتوجب عليه استغلالها لإكمال مخططه ضد عرفات. فأعلنت إسرائيل يوم 8/12/2001 أن قرار مغادرة الرئيس عرفات لمدينة رام الله خاضع لها وحدها، لتبدأ مرحلة محاصرة الزعيم الفلسطينى فى رام الله. وبعد خمسة أيام فى 13/12/2001 تحركت آليات عسكرية إسرائيلية بينها دبابات حول مقر الرئيس عرفات، وقرر شارون منعه من الخروج إلى أى مدينة أخرى، وفى ذات الوقت قصفت الطائرات الإسرائيلية مقر الرئاسة فى "المنتدى" بغزة.ولأول مرة منذ قيام السلطة الوطنية منع عرفات من التوجه إلى مدينة بيت لحم لحضور احتفالات عيد الميلاد فى 24 25/12/2001. يرفع الكوفيه الفلسطينية ثم بدأ حصار مقر عرفات يأخذ شكلًا تصعيديًا وبدأت الدبابات تقترب من المقاطعة فى رام الله ثم تنسحب لتعود إليها بعد ساعات، وظل عرفات كعادته يستقبل كبار الزوار والوفود الدولية والمساعدين والمواطنين فى مقره المحاصر. وفى 26/3/2002 عقدت القمة العربية فى بيروت دون أن يتمكن عرفات من حضورها لأن شارون هدد بأنه لن يسمح له بالعودة إلى الأراضى الفلسطينية. وفاة عرفات واصل ياسر عرفات صراعه مع المرض، لكن بات واضحا للجميع أن الرجل الذى نجا من عشرات محاولات الاغتيال والقصف المباشر وصارع الأهوال فى حياته يوشك على الانتقال إلى الرفيق الأعلى. تجمع المئات من الفلسطينيين والفرنسيين أمام مستشفى بيرسى ونظمت تجمعات ومسيرات وصلوات فى أنحاء العالم حبا وقلقا وطلبا للشفاء. وفى اليوم الثامن من الشهر توجه وفد فلسطينى يضم محمود عباس وأحمد قريع ونبيل شعث وروحى فتوح من رام الله إلى باريس لمتابعة الوضع الصحى للرئيس عرفات وللاطلاع على التفاصيل التى لم تكن متاحة بموجب القانون الفرنسى الذى ينص على سرية المعلومات الطبية للمريض، وعلى إعطائها فقط لأقرب شخص فى أسرته، وكانت زوجته سهى هى الأقرب قانونيا. مع الرئيس العراقى صدام حسين وبعد اجتماع الوفد الفلسطينى مع الرئيس الفرنسى جاك شيراك تأكدت الأنباء المقلقة وأصبح من الواضح أن عرفات فى وضع صعب وأنه يقضى ساعاته الأخيرة. ولم يتغير الوضع فى اليوم التالى إلا بتأكيد حدوث تدهو آخر على صحته، وأنه "يصارع" الموت بعد أن كشف الناطق باسم الجهاز الطبى فى الجيش الفرنسى أن حالة الرئيس عرفات الصحية "ازدادت خطورة فى الليل" وأنه دخل فى غيبوبة أعمق"، وتم استدعاء الشيخ تيسير بيوض التميمى قاضى القضاة الشرعيين فى فلسطين ليكون إلى جانب الرئيس، وللتأكد من الالتزام بالتعليمات الدينية مع تطور حالة الرئيس. أبو عمار أمام الكعبة وفى إسرائيل دعا شارون مسئولى الدفاع إلى اجتماع لمناقشة مسألة جنازة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، الذى تدهورت حالته الصحية بشكل خطير.وجرى فى الاجتماع رفض طلب الفلسطينيين دفن ياسر عرفات، فى حال وفاته فى القدس، وأبلغت إسرائيل القاهرة بأنها ستسمح بدفنه فقط فى خان يونس فى مدافن عائلته، الأمر الذى رفضه ابن شقيقته ناصر القدوة "مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة" وأبلغ المسؤولين المصريين الإصرار على دفن عرفات فى باحة المسجد الأقصى فى القدس وفقا لرغبته..لكن شارون رفض..وبعد مفاوضات أقنعت القاهرة المسؤولين الفلسطينيين بقبول دفنه فى حال وفاته فى المقاطعة برام الله. وكانت التقارير عن وفاته تظهر بين ساعة وأخرى منذ نقل إلى المستشفى بفرنسا، لكن، وكأنه كان يتمهل فى الرحيل ليتقبل شعبه بأقل قدر من الفجيعة نبأ رحيله، ظل يصارع مرض موته إلى أن أسلم الروح لباريها فى الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادى عشر من تشرين الثانى/نوفمبر 2004. وأكد الشيخ التميمى أن الرئيس مات بينما كانت الأجهزة موصولة بجسده وأن هذه الأجهزة هى التى أبلغت بتوقف النبض والتنفس بأنه استشهد. فى أحد خطاباته رحل عرفات عن الدنيا فعم الحزن فلسطين وأنحاء كثيرة من العالم مع انتشار الخبر.. ونعته القيادة الفلسطينية والرئيس الفرنسى والأمم المتحدة وقادة الدول العربية ومعظم دول العالم. وأعلن الحداد فى فلسطين 40 يوما كما أعلن الحداد فى الدول العربية والإسلامية وعدد آخر من دول العالم وفى الأمم المتحدة. وما زاد فى فاجعة الفلسطينيين علاوة على غياب زعيمهم و"والدهم" أنهم لم يتمكنوا من الوقوف على حقيقة سبب الوفاة، خاصة أنهم متأكدون بأن فى إسرائيل من لم يكن ليتورع عن أى شىء للقضاء على "المزعج" عرفات ولإزالة أبو "الرقم الصعب" فى معادلة الشرق الأوسط. يجلس وسط جنوده وكان احتمال تسميم عرفات واردا بقوة فى تصريحات الأطباء، وكذلك لم يستبعد مسئولون فلسطينيون هذا الاحتمال، بل كان يصل لدى الكثيرين إلى درجة اليقين بان عرفات قتل مسموما. وقال الطبيب أشرف الكردى الذى كان يتابع الوضع الصحى لعرفات منذ نحو 25عاما "لا يوجد تشخيص بعد ومعروف من الناحية الطبية أن الأطباء يجرون تشريحا عندما لا يكون هناك تشخيص."وقال الكردى "أطالب بتحقيق فى مرض الرئيس عرفات وبتحقيق لمعرفة سبب وفاته." وردا على تلميحات بأن عرفات ربما كان يعانى من نوع نادر من سرطان الدم قال الكردى "مع هذاالاحتمال. ما زلت لا أستبعد تسميم عرفات". وفى 12 نوفمبر عام 2004 ودع الآلاف من المشيعيين قائدهم التاريخى، حيث دفن فى ضريح خاص به فى مقر الرئاسة مؤقتًا، لأن عرفات أوصى بدفنه فى ساحة الحرم القدسى الشريف. أقيمت صلاة الغائب على عرفات فى ساحة الأقصى الشريف، وأقيمت جنازات رمزية له فى العديد من دول العالم. أبو عمار بالأردن يرفع علامة النصر يقبل المصحف يشير بعلامة النصر يركب طائرته للمغادرة إلى فرنسا للعلاج طفل فلسطينى يلقى التحية أمام عرفات مع جمال عبد الناصر الوداع الأخير جائزة نوبل للسلام صورة من جنازته كوميكس لعرفات اشتقنالك