بدأ العد التنازلى لانطلاق النسخة ال22 من مسابقة كأس الخليج، التى تستضيفها المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 13 – 26 نوفمبر الجارى، وذلك بمشاركة ثمانية منتخبات هى السعودية، البحرين، الإمارات، الكويت، قطر، سلطنة عُمان، اليمن، العراق. وتقام بطولة كأس الخليج أو "خليجى 22"، وسط العديد من الأحداث السياسية الساخنة التى تشهدها منطقة الخليج بصفة خاصة، والمنطقة العربية بصفة عامة، والتى تطغى على الجانب الرياضى من منافسات البطولة، فى ظل الأوضاع الأمنية والسياسية التى تمر بها الدول المشاركة فى المسابقة كالعراق واليمن. المنتخب العراقى يشارك فى هذا البطولة، وسط حالة من الألم والحزن التى تسيطر على لاعبيه، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فى البلاد، حيث نجح تنظيم "داعش" فى الاستيلاء على بعض المحافظاتالعراقية مثل الموصل، فى الوقت الذى يرتكب فيه التنظيم "جرائم حرب" بحق شعب بلاد الرافدين حيث القتل والتمثيل بالجثث والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة، وفرض النفوذ داخل المدن، التى تم الاستيلاء عليها. يأتى هذا فى الوقت الذى لم تسلم فيه العاصمة العراقية "بغداد" من التفجيرات اليومية، التى توقع عشرات القتلى والجرحى بين صفوف الأبرياء، على الرغم من الجهود الكبيرة التى تبذلها الحكومة العراقية لإعادة الأمن والأمان إلى العاصمة، التى تعد الهدف الرئيسى لتنظيم "داعش". من ناحية أخرى، يبدو أن عبارة "اليمن السعيد" أصبحت من الماضى، فى ظل شبح الحرب الأهلية الذى يخيم على البلاد منذ عدة أسابيع، وبالتحديد منذ بدء الحوثيين فى الاستيلاء على المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى، حتى تمكنوا من الاستيلاء على العاصمة اليمنية "صنعاء"، لبسط نفوذهم على نظام الحكم الحالى فى البلاد. "الحوثيون"، ليست الجماعة الوحيدة التى تهدد أمن واستقرار اليمن، فهناك "تنظيم القاعدة"، الذى يشن عمليات إرهابية بحق الجيش اليمنى، فى الوقت الذى بدأ فيه بمحاربة "الحوثيين"، فى إطار صراع "السنة – الشيعة"، الذى يسيطر على الدولة. فى ذات الصدد، بدأ ما يسمى بتنظيم "الحراك الجنوبى"، فى اتخاذ خطوات تصعيدية، يسعى خلالها لإعلان استقلال جنوب اليمن عن الدولة الأم، وانهيار الوحدة التى قامت يوم 22 مايو عام 1999 على يد الرئيس السابق على عبد الله صالح، ويبدو أن مستقبل اليمن بات مجهولًا فى ظل الصراعات السياسية والمسلحة التى تشهدها البلاد. على صعيد آخر، نجحت جماعة الإخوان الإرهابية فى شق الصف الخليجى، بعدما اتخذت دولة قطر مقرًا لها، عقب قيام ثورة 30 يونيو، التى نجحت فى إنهاء نظام الإخوان، الذى استمر عامًا واحدًا، حيث باتت تلك الجماعة تشكل تهديدًا قويًا لأمن وسلامة دول الخليج، وسط حالة من الاندهاش سيطرت على شعوب الخليج جراء موافقة قطر على احتضان تلك الجماعة الإرهابية. وقررت دول السعودية والإماراتوالبحرين سحب سفرائها من دولة قطر فى خطوة غير مسبوقة منذ قيام مجلس التعاون الخليجى، ولا يزال الموقف غامضًا بشأن "عودة المياة لمجاريها" بين الدول الثلاث من جهة ودولة قطر من جهة أخرى.