العالم فى مشارق الأرض ومغاربها يسابق الزمن وتتوالى الاختراعات والابتكارات حتى سمعنا عن دول أقل منا مكانة وحضارة وموارد، تخترع قطارا بلا سائق، وأخرى ترسل سفينة فضائية إلى القمر. كل يوم ومع كل طلعة شمس، تطالعنا الصحف بالتقدم الهائل لبنى الإنسان فى قارات الدنيا، وسألت عن مصر العظيمة أين هى الآن، وأين مكانها من هذا التقدم الهائل، فوجدتها مشغولة فى الطوابير التى كثرت على أرضها فهى تنتقل من طابور الخبز إلى طابور التموين إلى طابور التراخيص بأنواعها وأشكالها، إلى طابور تذاكر السفر إلى طابور صرف المعاش إلى طابور تقديم مسوغات التعيين المؤقت إلى طابور العاطلين وأخيرا طابور الأنابيب. يا قومنا يا سادتنا أجيبونا، هل هذا يليق بمصر ومكانتها وحضارتها؟ لماذا لا يجتمع أهل الحل والعقد فى مصر بأمانة، ويوفرون ملايين تنفق على تجديد المكاتب ومؤتمرات وندوات وسفريات، وكثير من مظاهر البذخ والأبهة لا داعى لها، ولا تتلاءم مع ظروفنا، إنه ليحزننى أن تعجز مصر عن توفير أنبوبة بوتاجاز فى وقت وصل فيه العالم إلى القمر، ثم نشغل أنفسنا، ماذا نقول: تحيا مصر، أم نقول تحيا جمهورية مصر العربية ،ثم نطوف بأعلامها ونقول هذا هو الانتماء. علاء الطاهر مفتاح - الأقصر