سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الازدحام يؤثر على هياكل وموتور السيارات ويهدر الزيت والوقود..سائق: الركاب يرفضون دفع أجر أعلى فى الازدحام.. وطلاب: يجب تغيير مواعيد الخروج من المدارس عن انتهاء عمل الموظفين
ثمانية مليارات دولار هو حجم التكلفة الاقتصادية لأزمة المرور التى تتكلفها مصر سنويا وفقا للبنك الدولى. يعبر هذا الرقم عن حجم الخسائر الاقتصادية التى تتحملها مصر بسبب الأزمات المرورية والتى تؤثر سلبا على الوضع الاقتصادى بالضرورة، ناهيك عما تسببه من ضغط نفسى للأفراد وتأثير سلبى على حجم العمل والإنتاج بسبب الوقت الضائع بدون فوائد تذكر. عبر عدد من المواطنين عما يتعرضون له يوميا من تأثيرات سلبية بسبب أزمة المرور تبدأ من التأثير السلبى على السيارات، وهيكلها إضافة إلى ما تسببه من فقد كميات كبيرة من البنزين والتعطل اليومى عن عملهم. يقول عادل إبراهيم صاحب محل لقطع غيار السيارات إن الأزمة المرورية تؤثر سلبا على هيكل السيارات، وتؤدى إلى تهالكها السريع، موضحا أن الانتظار ساعات طويلة يتسبب فى إهدار الزيت الذى يؤثر بدوره على موتور السيارة، ناهيكم عما يتسبب فيه من خسائر للوقود، إضافة إلى تأثيره على بقية أجزاء السيارة التى تقف ساعات طويلة فى وضع الدوران دون حركة. وتابع إبراهيم حديثه قائلاً: «كما أن التكدس يتسبب فى تلوت الهواء نتيجة ما تصدره السيارة من عوادم ملوثة للبيئة». واتفق معه فى الرأى يوسف إدريس أحد العاملين بمحطات البنزين قائلاً: «تتسبب الأزمة المروية فى خسائر يومية، خاصة باستهلاك الوقود، وزيت للسيارات وهو ما يتحمله المواطن بالأساس ويخلق لديه شعورا من الضيق بسبب ما يضطر لدفعه يوميا من أموال فى صورة مصروفات للبنزين»، ويتسبب التكدس المرورى فى خسائر يومية للسائقين بشكل خاص ومنهم على إبراهيم سائق تاكسى ويقول «أتعرض لخسائر مالية يوميا بسبب الأزمة المروية، من فقد فى الوقود والزيت، إضافة إلى التشاجر مع الركاب الذين يرفضون دفع أجرة مرتفعة الثمن بسبب التكدس المرورى وأتحمل أنا نتيجته من الخسائر فى النهاى» وتؤثر الأزمة المرورية سلبا على الطلاب وتتسبب فى تأخرهم على المدارس والجامعات ويقول لؤى مهاب الطالب فى الصف الثالث الثانوى «أستيقظ يوميا قبل ميعادى بساعة مبكرا خوفا من التكدس المرورى الذى قد يعرضنى لعدم حضور الحصص الأولى فى المدرسة، إضافة إلى تأخرى مدة تصل لساعة فى طريق عودتى للمنزل». وطالب لؤى بتغيير مواقيت خروج الطلاب والموظفين بحيث لا يكونون فى نفس المواعيد التى تسبب تكدسا مروريا يوميا من الصعب حله. وتقول لبنى على الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الحقوق «يتسبب الازدحام المرورى فى تأخرى يوميا عن المحاضرات. «اليوم السابع» سألت عددا من الخبراء الاقتصاديين حول التأثير السلبى لأزمة المرور وما تسببه من خسائر يومية على الاقتصاد إضافة إلى تأثيرها السلبى على السيارات، والوقود. اللواء أحمد عاصم المنسق العام للإعلام المرورى قال إن لأزمات المرور تأثيرا بالغا على الاقتصاد القومى، إضافة إلى الوقت الضائع وتأثيره على العملية الإنتاجية وأيضًا فى عمليات نقل البضائع من وإلى المناطق المختلفة، وما يتطلبه الأمر من الوصول فى أوقات محددة إضافة إلى تأخر العاملين وعدم انتظام الحركة الإنتاجية، فى جهات العمل والمصانع فى جميع المناطق. وأضاف عاصم أن الجهود الأخيرة المبذولة من قبل الحكومة ومن خلال الوزارات المعنية وبصفة خاصة وزارة النقل والمشروع القومى للطرق بتكلفة إجمالية 37 مليار جنيه، وخروح 4000 كيلو متر إلى النور وفقا لمواصفات عالمية، على شبكة الطرق السريعة الصحراوية والزراعية وداخل المدن إضافة إلى التطوير والتحديث الذى تشهده الإدارات المرورية الآن، كلها فى النهاية مؤشرات إيجابية تشير إلى غد أفضل. وطالب عاصم بوضع الخطط القصيرة والطويلة الأجل، لإزالة الإشغالات والتصدى لكل صور المخالفات وتنظيم الانتظار على شبكة الطرق، ووضع المعالجات الهندسية التى تسمح بتدفقات مرورية، بما يحقق ارتفاع معدلات الانسياب المرورى من جهة والحد من معدلات حوادث الطرق من جهة أخرى تعد واحدة من مسببات أزمة المرور تكدس عدد السيارات بشكل يسبب التكدس المرورى، ووفقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فعدد المركبات المرخصة فى مصر، بلغ 6.86 مليون مركبة حتى 30 يونيو من العام الماضى، وجاءت محافظة القاهرة فى المرتبة الأولى ب2.03 مليون مركبة. ووفقا لدراسة قام بها الجهاز عام 2008 فحجم الخسائر فى الوقود التى تتكبدها مصر فى شكل فاقد يومى للوقود بلغ إجمالى قيمة المواد البترولية والزيوت والشحومات المستهلكة فى السيارات أثناء فترات الانتظار 12 مليون جنيه فى العام وهى تمثل %0.1 من إجمالى الإنتاج، وأشارت دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أنه قد بلغ إجمالى قيمة التعويضات التى صرفتها شركات التأمين نتيجة حوادث السيارات فى مصر حوالى 518.4 مليون جنيه للتأمين الإجبارى ونحو 400 مليون جنيه للتأمين التكميلى عام 2008. يقول دكتور عماد نبيل استشارى طرق ومرور إن أزمات المرور لها مجموعة من الخسائر منها بشرى ومنها اقتصادى ووفقا لدراسة قامت بها هيئة المعونة اليابانية فى مصر فإن الشخص فى مصر معرض لخسارة سبعة جنيهات فى الساعة، فى الرحلة الواحدة بسبب الأزمة المرورية، إذا حدث تأخير فى الرحلة مدته 12 دقيقة فقط، أى ما يعادل نسبة فقد 250 مليون جنيه فى القاهرة الكبرى فقط، وأكد نبيل أن من هنا تأتى أهمية وضع الحلول المروية المتكاملة للتخلص من الأزمات وهذا ما قامت به محافظة القاهرة بالتعاون مع القوات المسلحة من وضع خطة لحل التقاطعات وتثبيت الكاميرات فى الطرق، بما يسهم فى تحقيق جدوى اقتصادية بتقليل حجم الخسائر اليومية الناتجة عن التكدس المرورى. وفى سياق متصل قال الدكتور عبد الرحمن عليان أستاذ بكلية التجارة جامعة عين شمس إن للأزمات المرورية العديد من الخسائر الاقتصادية وبعملية حسابية بسيطة وإذا افترضنا أن الشخص يخسر حوالى 50 جنيها نتيجة عن التأخير بسبب أزمة المرور فإن معدل الخسارة اليومية فى القاهرة فقط يصل إلى حوالى 15 مليون جنيه، إضافة للخسائر الأخرى النفسية فالزحام الشديد والتكدس المرورى يؤثران سلبا على نفسية المواطنين ويخلقان حالة من التوتر والضغط العام، إضافة لما يسببه من حوادث يومية. ومن جهته طالب الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية بوضع ضوابط ومعايير وقوانين للمساعدة فى حل الأزمة المرورية فى مصر متمثلة فى اختبار السائقين والتأكد من عدم تناولهم للكحوليات، وقدرتهم على العمل والقيادة ساعات طويلة. وشدد عبده على ضرورة تعديل القوانين المرورية وإعادة إصلاح وتمهيد الطرق، وتغليظ العقوبة على المخالفين سواء برفع قيمة الغرامات أو غيرها مما يمنع ما يحدث فى الطرق من تكدس يومى. وأكد عبده أن التأثيرات السلبية للأزمات المرورية عديدة من أهمها تأثيرها السلبى على السياحة واحد من أهم مصادر الدخل فى مصر. وفى نفس السياق قال اللواء يسرى الروبى خبير المرور الدولى والتدخل السريع فى الحوادث إن المشاكل والأزمات المروية تكلف مصر مبالغ كبيرة، لكن ليس بالحجم الذى صورته دراسة البنك الدولى. وقدر الروبى الخسائر المادية المباشرة لأزمة المرور من 20 إلى 25 مليار جنيه مصرى فى السنة، إضافة للخسائر فى الوقت والناتج عن غلق الطرق والتلوث والانشغال بالمرور والحوادث.