قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إستراتيجية إدارة أوباما الخاصة بسوريا تلقت انتكاسة كبيرة أمس بعدما أخرج مقاتلون مرتبطون بالقاعدة المعارضين المدعومين من الولاياتالمتحدة من معاقلهم الأساسية، واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة، مما أثار انشقاقات واسعة النطاق، وأنهى آمال واشنطن فى أن تجد بسهولة شركاء سوريين فى حربها ضد تنظيم داعش. وأوضحت الصحيفة أن المعارضة المعتدلة التى تم تدريبها وتسليحها من قبل الولاياتالمتحدة إما استسلمت أو انشقت لتنضم إلى المتطرفين، مع اكتساح جماعة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة للمدن والقرى التى يسيطر عليها المعتدلون فى محافظة إدلب الشمالية، فيما بدا أنه حملة منسقة لهزيمة الجيش السورى الحر المعتدل، حسبما أفاد قادة المعارضة ونشطاء ومحللون. وفر مقاتلون معتدلون آخرون هاربون وتوجهوا إلى الحدود التركية مع اقتراب المتشددين، فيما يشير إلى هزيمة كبيرة لقوات المعارضة التى كانت واشنطن تعتمد عليها كحصن ضد تنظيم داعش. ولا يزال المعتدلون يحتفظون بوجود قوى فى جنوبسوريا، إلا أنها ليست عاملا أساسيا هناك. ونقلت واشنطن بوست عن مسئول رفيع المستوى بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إن البنتاجون يراقب التطورات عن كثب بأفضل صورة ممكنة إلا أنه لا يستطيع أن يتحقق بشكل مستقل من التقارير من الأرض. وأوضحت الصحيفة أن جبهة النصرة ينظر إليه كجماعة أقل تطرفا من داعش، وقد شاركت مع المعارضة المعتدلة فى المعارك ضد داعش فى وقت مبكر هذا العام، إلا أنها أيضا على قائمة الولاياتالمتحدة للمنظمات الإرهابية وهى الجماعة الوحيدة فى سوريا التى أعلنت رسميا تحالفها مع قيادة القاعدة. وتابعت واشنطن بوست قائلة أن قاعدة جبهة النصرة كانت أول الأهداف التى تم ضربها فى الهجمات الجوية الأمريكية التى بدأت على سوريا فى سبتمبر الماضى. ويقول النشطاء إن التوترات التى سببها الهجوم ساهمت فى نجاح دفعة الجماعة ضد المعارضة المعتدلة. وقال رائد فارس، الناشط البارز فى إدلب أن استهداف النصرة بالضربات الأمريكية جعل الناس تشعر بالتضامن معها لأنها تحارب النظام، بينما تساعد الضربات النظام. والآن يعتقد الناس أن أيا كان فى الجيش السورى الحر ويحصل على دعم أمريكى هو عميل للنظام. وقال المقاتلون الفارون إنهم خشوا أن الهزيمة قد تعنى نهاية الجيش الحر، الذى سعت الولاياتالمتحدة للترويج له كبديل لنظام الأسد وداعش. الصحيفة