قال مصدر في جبهة "النصرة" إن تنظيم "خراسان" لا وجود فعليا له على الأرض في سوريا، وأن واشنطن استخدمته ودعمت رواية وجوده لضرب "النصرة" وغيرها من الفصائل الإسلامية المنضوية تحت لواء المعارضة السورية. وفي تصريحات لوكالة "الأناضول" عبر سكايب (برنامج التواصل المرئي عبر الإنترنت) من داخل سوريا، أوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه وفقاً لسياسة التنظيم، إن الولاياتالمتحدة التي شكلت وتقود التحالف الدولي لضرب "داعش" شنت قصفاً على معاقل لجبهة "النصرة" في ريفي حلب وإدلب شمالي سوريا قبل يومين، على أنها تابعة لتنظيم "خراسان" التابع للقاعدة، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من عناصر الأولى. وأضاف المصدر أن تنظيم "خراسان" لم نسمع به سابقاً وليس له أي وجود فعلي له على الأرض، وتم استخدامه ودعم رواية تواجده في سوريا وتخطيطه لشن هجمات ضد مصالح أمريكية وأوربية خارجها، لضرب أي تنظيم إسلامي معارض للنظام السوري تحت تلك التسمية، فضلاً عن ضرب "داعش". ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس/ آذار 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها يعلمون أن لجبهة النصرة وبعض الفصائل الإسلامية الأخرى مثل "أحرار الشام" شعبية واسعة ورصيداً لدى الثوار السوريين لأنها تختلف فكراً ومنهجاً عن "داعش" وساهمت في سيطرة المعارضة على مناطق واسعة من البلاد وأخرجتها عن سيطرة قوات النظام، لذلك قرر التحالف إطلاق رواية "خراسان" للتغطية على قصف تلك التنظيمات ومنعاً للحرج أمام الثوار. ولفت المصدر إلى أن مظاهرات عدة خرجت، أمس الأربعاء، في ريفي إدلب وحلب رفع فيها المشاركون لافتات ورددوا هتافات منددة بقصف قوات التحالف لمعاقل النصرة في سوريا. كما لفت إلى أن الأمريكيين ركزوا في تصريحاتهم الأخيرة حول القصف المزعوم ل"خراسان" على أن التنظيم يتخذ من سوريا مقراً لشن عمليات خارجية، ليكون الأمر أكثر إقناعاً كون لا وجود فعلي لها على الأراضي السورية ولم يذكر أن عناصره شاركوا في أي عمليات قتالية ضد النظام أو غيره. من جهته قال خليل الابراهيم القيادي في "جيش القادسية" وهو فصيل تابع للجيش الحر في المنطقة الشرقية، إنه لم يسمع سابقاً بتنظيم مقاتل في سوريا يدعى "خراسان" قبل إعلان الأمريكيين عن قصف مقراته في سوريا الثلاثاء الماضي. وفي تصريحه لوكالة "الأناضول" قال الابراهيم، إنه حتى لو صح الحديث عن تواجد هذا التنظيم، فالسؤال هو لم لم يتم الحديث عنه من قبل المسؤولين الأمريكيين أو في الدول الحليفة لها قبل قصف معاقلهالمزعومة، مشيراً إلى أن الأمر لا يتجاوز أن يكون "عباءة" يلبسونها للفصائل الإسلامية التابعة للمعارضة تحت تلك التسمية من أجل تنفيذ هجمات ضدها. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها نفذت فجر الثلاثاء الماضي، ضربات جوية ضد أهداف لجماعة "خراسان" التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، لإحباط "هجوم وشيك كانت تخطط له بالتآمر ضد مصالح أمريكية وغربية". من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو منظمة حقوقية تعرف نفسها على أنها مستقلة ومقرها بريطانيا، ومصدر آخر في النصرة لل"الأناضول"، إن نحو 65 عنصراً من جبهة النصرة قتلوا في قصف للتحالف الدولي على مواقع لهم في ريف حلب الغربي، وريف إدلب فجر الثلاثاء الماضي، نافين أن يكون القتلى من تنظيم "خراسان" بحسب ما أعلن البنتاغون. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الأسبوع الجاري، عن مسئولين استخباراتيين أمريكيين، أن جماعة "خراسان" ظهرت العام الماضي باعتبارها الخلية التي يمكن أن تكون الأكثر إصراراً فى سوريا على استهداف الولاياتالمتحدة أو منشآتها فى الخارج بهجمات إرهابية، ويقودها محسن الفضلى، وهو عضو بارز في تنظيم القاعدة.