أصاب بحيرة شديدة حينما أتابع تعليقات بعض من يوصفون بالنشطاء، على ما تتعرض له مصر من إرهاب، فمنهم من ترى فى كتابته الشماته، وكأنه يعيش فى دولة معادية لمصر أو يقف فى خندق معادى للجيش المصرى، ربما يكون لديهم مشكلة مع الحكومة لكن هذه المشكلة لا تعطيهم أبداً مبرراً للشماتة فى استشهاد جنودنا على أيدى الإرهابيين الخونة. من واقع متابعتى ستجد أن هناك أنواعا من النشطاء الفيسبوكيين، الغالبية منهم لا تسمع لهم صوتاً إلا فى تغريدة على تويتر أو بوست على الفيس بوك، وحتى لا يتعرض للهجوم تراه يكتب بطريقة ملتوية، وكأنه متوجع من الحادث، لكنه يتعامل بطريقة بث السم فى العسل، ولن أسرد هنا أمثلة أو أسماء، لأنهم معروفون لنا جميعاً، لكن ما ليس معروفا لنا هو، لماذا يفعلون ذلك خاصة من يجاهر بالشماتة من بينهم، ولماذا هانت مصر عليهم إلى هذه الدرجة، وهل مشهد شهدائنا أو صراخ أم على ابن فقدته لم يحرك فيهم أى نخوة أو ضمير؟ أعتقد أن هؤلاء يحتاجون للعلاج النفسى أكثر من الهجوم عليهم أو اتهامهم بالخيانة. الجزء الآخر من النشطاء «خاص بالنوعية إللى تتحفك كتاباتهم» ويتملكهم الغيظ من فرط ما يكتبون من أكاذيب وشائعات لا تمت للواقع بصلة، وحينما تدخل على بروفايل أحدهم على فيس بوك ستجد أنه يتحدث من تركيا أو لندن أو قطر، وهى الوجهات الثلاثة التى اختارها نشطاء الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، وحينها ستعلم أنك أمام شخص باع عقله للدولار أو الريال، وأنه لا يفيد معه نقاش. المحصلة أن هناك خطأ حدث وما زال يحدث، فالمصرى لم يكن بهذه الصورة التى نراها عبر كتابات البعض وتدويناتهم على الإنترنت.. لم يشمت فى موت أحد حتى وإن كان معارضاً له.. لا يتمنى لبلده الانتكاسة حتى وإن كان نظام الحكم بها ليس على هواه.. المصرى لم يكن أبداً شتاماً ولا هداماً، وإنما تجده دوماً مدافعاً عن بلده أينما حل، لا تتغير نظرته للبلد بتغير أنظمة الحكم فيها.. ينتقد الحكومة ويكشف عوراتها، لكنه أبداً لا يخون البلد أو يقلل من جيشها وإنما يقف خلفه ويشد من أزره وقت أن يتعرض للمحن.