المرأة أقدر من الرجل، والرجال لديهم وهم بأن النساء عاجزات دائما، هكذا بدأت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة حديثها ل"اليوم السابع"، مؤكدة تفاؤلها بوضع المرأة فى البرلمان المقبل، مشيرة إلى الدور الحقيقى الذى تقوم به الأحزاب السياسية لدعم النساء فى الانتخابات. فى البداية ما الميزانية المخصصة للمجلس القومى للمرأة وكيف يستغلها المجلس؟ - الميزانية المخصصة للمجلس لا تتعدى 30 مليون جنيه، 53٪ منها يصرف رواتب للموظفين ولوسائل الدعاية والملصقات الخاصة بأنشطة المجلس وجزء منها يخصص لإقامة الندوات والمؤتمرات المختلفة ويذهب الجزء المتبقى لمكتب شكاوى المرأة الذى يختص بتلقى الاستغاثات وتقديم الاستشارات القانونية ودعم المتضررات فى رفع الدعاوى القضائية . لماذا يكون المجلس القومى فى معظم الأحيان رد فعل وليس فاعلا فى الكثير من الإشكاليات التى تواجه المرأة؟ - نحن نرصد أبرز القضايا التى تواجه المرأة خاصة فى المجتمعات الفقيرة إلا أن تطبيق الحلول لابد أن يكون من جهة أخرى، وخير دليل قضية زواج القاصرات التى انتشرت بالحوامدية حيث قامت الفتيات بعرض مسرحية تجسد معاناتهم بعد إصرار الأهل على زواجهم وحاولنا عرض هذا العمل عبر شاشات الإعلام الرسمى والخاص إلا أن واجهنا العديد من القيود. ما أبرز هذه القيود التى واجهتكم؟ - عوامل التمويل وافتقاد وسائل الإعلام المواد التوعوية التى تبرز معاناة النساء فى القرى والريف فهناك إهمال جم بقضايا المرأة فى أجندة وسائل الإعلام . ما رأيك فى تمثيل المرأة فى البرلمان المقبل؟ - على الرغم من إلغاء نظام الكوتة إلا أن وضع المرأة يعطيها تمثيلا إيجابيا، أنا حاربت خلال وجودى بلجنة الخمسين للحصول على "المادة 11" والتى لم تقصر تمثيل النساء فقط على الفئات بينما تستطيع بموجبها المرشحات أن تضمن نحو 70 مقعدا ضمن مقاعد مجلس النواب . هل المرأة المصرية قادرة على خوض منافسة حقيقية فى ظل النظام الفردى؟ - المرأة ليست فئة وإنما هى نصف المجتمع وتكاد تكون أقدر من الرجل، فالرجال فقط هم من لديهم وهم بعجز المرأة لذلك أتوقع تفوق العديد من المرشحات من خلال النظام الفردى، فضلا عن أهمية دور المرشحات عبر الفئات وأبرزها فئة الفلاحين وذوى الإعاقة حيث إن المجلس يسعى إلى دعم الرائدات الريفيات بمختلف القرى والنجوع والبالغ عددهم 20 ألف سيدة. كيف يمكن أن تدعم الأحزاب السياسية المرشحات فى البرلمان؟ - على الرغم من وجود 94 حزبا على الساحة السياسية إلا أن الأحزاب ورقية ودعمها للمرأة ليس عن قناعة تامة وإنما مجرد ظاهر فقط، وخير دليل هو مهاجمة رئيس حزب الوفد السيد البدوى ضدى عندما كنت أدافع عن حقوق المرأة بالدستور بلجنة الخمسين . وكيف تستطيع المرأة أن تخلق فرصا جيدة للمنافسة فى الحياة الاجتماعية والسياسية؟ - رئيس الدولة والقيادة السياسية عليهم أن يولوا اهتماما للقضايا الاجتماعية فمثلما أعطت الدولة اهتماما بمشروع قناة السويس يجب أن تعطى أهمية لتغير العديد من المفاهيم الاجتماعية، حيث إن حلقات التنسيق بين الوزارات والكيانات بالدولة تسير فى حلقة مفقودة وعلى أنظمة الدولة أن تدرك أن "بناء البشر أهم من بناء الحجر حيث تقتصر على تحقيق الإصلاح الاقتصادى دون الالتفات إلى الإصلاح الاجتماعى وهو ما يجعل المواطن البسيط لن يشعر بأى إصلاح . من وجهة نظرك ما أهم القضايا التى تطالبى المرشحات بطرحها فى أولى جلسات البرلمان؟ - أخطر القضايا التى تواجه الأسرة المصرية الآن هى خطورة ارتفاع معدلات الطلاق من خلال الإرادة المنفردة والتى بلغت 154 ألف حالة طلاق أمام المأذون فهل يعقل أن أهم عقد للأسرة لا يوجد له نص تشريعى خاص به فالشخص عندما يرغب فى شراء سيارة يضطر إلى توثيق العقد فى الشهر العقارى وعندما يرغب فى الزواج أو الطلاق فإن سطرا واحدا يحدد مصير أسرة بأكملها. - هل انتشار الظاهرة يرجع إلى عامل تشريعى أم مجتمعى من وجهة نظرك؟ - انتشار الطلاق يرجع إلى العامل التشريعى والمجتمعى معا، فمن الضرورة وضع تشريعات تحكم حالات الزواج والطلاق وما يطبق الآن من قوانين تخالف الدين والدستور الذى يكفل حق المرأة عند الطلاق فأتمنى تطبيق الشريعة الإسلامية على المرأة، لأن الدين أنصفها فى الحرب والسلام وفى حقوقها المدنية . لماذا لم يطرح المجلس القومى للمرأة إجراء تعديلات بقانون الأحوال الشخصية مع الجهات المعنية؟ - المجلس طالب كثيرا أن يجرى تعديل فيما يتعلق بقوانين الزواج والطلاق وأن لا يترك الأمر فى زمام المأذون، الذى تحكمه لائحة تعود إلى عام 1955 ولم تشهد تغيرا حتى الآن، ورغم أن المأذون الشرعى يتبع وزارة العدل إلا أنه لا يتقاضى راتبه من الوزارة بل يتقاضاه من الزوج مما يجعل لديه حافز لارتفاع معدلات الطلاق والزواج لكسب مزيد من المال . من وجهة نظرك لماذا إذن اعترضت المنظمات النسائية عندما رغب الإخوان بتطبيق الشريعة على النساء؟ - الدين الإسلامى أعظم رسالة بالعالم لحقوق الإنسان والبشرية ودعوات جماعة الإخوان إلى تطبيق الشريعة كانت تهدف إلى الرواج لهدم الإسلام لأن من يروج لشائعة أن عدم ختان الإناث نقص للدين وأن الرسول تزوج عائشة لا يدرك مفاهيم تعاليم الدين الصحيح. ما سر الصدام الراهن بينك وبين الدكتورة فاطمة خفاجى رئيس مكتب الشكاوى ولماذا كان قرار استبعادها مفاجئا كما زعمت؟ - المكتب مستمر فى العمل ولن يغلق واستبعاد خفاجى جاء نتيجة إنهاء العقد المبرم معها تزامنا مع إنهاء معونة الاتحاد الأوروبى التى كان من المقرر انتهائها فى 15 أكتوبر الجارى، وادعائها أن قرار استبعادها كان مفاجئا عار تماما من الصحة فهى كانت تعلم بموعد إنهاء عملها والمجلس قام بإخطارها. لكن هناك تصريحات للدكتورة فاطمة خفاجى تفيد أنك رفضتى اعتماد عدد من المنح المالية لدعم المكتب؟ - نعم رفضت منحة مؤسسة "كير" لأنها كانت تهدف لدعم النساء السوريات وهو ما يقف حائلا أمام مهمة المجلس فى تولية الاهتمام للسيدات فى مصر وتقديم الدعم الملائم لهن فى المقام الأول. ومع إنهاء معونة الاتحاد الأوروبى لمكتب الشكاوى.. هل تم تخصيص ميزانية للمكتب لمزاولة مهامه؟ - طالبت وزارة التعاون الدولى بتخصيص ميزانية للمكتب لأنه يخدم قضايا المرأة الفقيرة أو المقتدرة ويقدم العديد من الاستشارات القانونية. ما نوعية الشكاوى التى تقدم للمكتب؟ - تتنوع بين شكاوى تعرض عدد من النساء العاملات للنقل التعسفى فى عهد الإخوان فضلا عن تعرضهن لحوادث التحرش خلال العمل. هل شعرت بتغير نظرة الغرب لمصر خلال زيارتك الأخيرة للمشاركة فى فعاليات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة؟ - نظرة الدول الغربية تغيرت كثيرا نحو مصر فان مطالبة أوباما للقاء مع الرئيس السيسى دليل على تغير العلاقات بين الجانبين بصورة إيجابية، ولكن هذا لا يعنى أن مصر مازالت مهددة من الخارج والداخل إلا أن الشعب المصرى أثبت أنه قادر على مواجهة أية مؤامرات فمن يقدر على جمع 64 مليار جنيه فى أسبوع واحد لا خوف عليه. موضوعات متعلقة : التلاوى: دستور مصر منح المرأة حقوقا عديدة وخصص لها 25% بالمحليات