أكدت الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة ان المجلس ووزارة الأسرة والسكان لهما هدف واحد هو النهوض بالأسرة وقالت ان العنف ضد المرأة أهم معوقات التنمية في المجتمع ولفتت الي أن الرجال يمثلون نسبة كبيرة في عضوية المجلس واشارت الي أهمية ضبط الانفاق المالي علي الدعاية حتي لا تكون المرأة ضحية لها في الانتخابات. وكشفت ان18 حزبا استجابت لمبادرة التدريب السياسي للسيدات وانه تم تدريب1700 من الكوادر النسائية علي خوض الانتخابات وسبل التلاحم الجماهيري. وأوضحت أن أهم التشريعات التي سيكون للمرأة دور فيها هي تعديل قانون الأحوال المدنية برفع سن توثيق الزواج للفتاة والالزام بالفحص الطبي كشرط لتوثيق الزواج. وقالت ان معظم الشكاوي التي تصل الي المجلس تأتي من السيدات البسيطات والريفيات واعتبرت ذلك إنجازا لتوعية المرأة بحقوقها مهما كان مستواها المعيشي. * ونحن نحتفل بمرور10 سنوات علي انشاء المجلس القومي للمرأة هل مازلت كأمين عام للمجلس علي صلة بالعاملين القدامي بالمجلس وأخص الأمين العام السابق والقيادات النسائية الأخري. ** أولا كل سنة وكل امرأة مصرية بخير وأخص بالتهنئة السفيرة ميرفت تلاوي الأمين العام السابق وأول أمين عام للمجلس والدكتورة فاطمة خفاجي اول مدير لمكتب شكاوي المرأة, ولأنه لولا مجهوداتهما لما كان الاستمرار, ولقد تركتا المجلس لمناصب أعلي وارقي وهما شرف للمجلس وعنوان لكل امرأة في مراكز صنع القرار. * هل هناك اختصاصات مشتركة بين المجلس ووزارة الأسرة والسكان. ولماذا لا يظهر هذا التعاون؟ ** المجلس والوزارة يشتركان في هدف العمل العام لصالح المرأة والأسرة المصرية والمجلس له حق الاقتراح فقط للسياسات التي تستهدف النهوض بالمرأة وتمكينها ويتابع تنفيذها وتقييمها, وتضيف د. فرخندة قائلة ان السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة لشئون الأسرة والسكان تقوم بدور بارز منذ كانت أمينا عاما للمجلس القومي للطفولة والأمومة في مجال الطفولة وقضاياها. * أين الرجال من قضايا المجلس ومن المجلس نفسه؟ ** يمثل الرجال نسبة كبيرة من عضوية المجلس ويتم اختيارهم من الشخصيات المرموقة المعنية بقضايا المرأة الي جانب مجموعة من المستشارين وبالأمانة العامة وفي عضوية مكتب شكاوي المرأة, واللجنة التشريعية وهناك أكثر من ألف محام متطوعون لخدمة قضايا المرأة, ويجب أن نذكر ان من قاموا بالدفاع عن تعيين القاضيات بمجلس الدولة معظمهم رجال, وهذا يدل علي ايمان الرجال في مصر بدور المجلس وهوالنهوض بالمرأة والأسرة بمن فيها الرجل. * صرحت أكثر من مرة بأن المجلس هيئة حكومية؟ فمامعني ذلك وهل الفئات الأخري من النساء والفتيات ليس لهن مكان بالمجلس؟ ** المقصود بأن المجلس جهةحكومية هو أنه انشئ بقرار جمهوري وأنه يتبع رئيس الجمهورية وله شخصية اعتبارية ويتكون من ثلاثين شخصية عامة هم أعضاء المجلس ويصدر قرار تشكيلهم من رئيس الجمهورية وهذا لا ينفي ان المجلس لكل المصريات بدليل وقوف المجلس مع المرأة العاملة من خلال انشاء22 وحدة تكافؤ الفرص بالوزارات وهي تابعة للوزراء مباشرة, وفي القطاع الخاص تم ادماج المرأة في قوة سوق العمل ومطالبة الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الادارية بمتابعة هذا البرنامج للتغلب علي ضعف مهارات المرأة في الفترات التي تقضيها بعيدة عن العمل وذلك خلال نمط العمل عن بعد وهومتوافر منذ عام1995. وتضيف أن المجلس بالتعاون مع وزارة التنمية الادارية قام بتفعيلة من خلال ضوابط وقواعد لتطبيقه وضمان نجاحه, كما تم انشاء مركز لتنمية مهارات المرأة, ومساعدة صاحبات المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر في تسويق منتجاتهن من خلال الموقع الإكلتروني أفكار جيدة وفيما يختص بدور المجلس مع فتيات الجامعات فالمجلس يتعامل مع جميع الجامعات المصرية من خلال عقد الندوات, واختيار فتيات منهن للقيام بالمشاركة المجتمعية علاوة علي تنظيم الدورات التدريبية, وتنمية المهارات للحاسب الآلي واللغة الانجليزية وتنمية مهارتهن في سوق العمل والمشروعات الصغيرة. * ماذا يشغل المجلس من خلال لجانه التشريعية تحديدا بعد اقرار نظام الكوتا؟ والتشريعات الاجتماعية؟! ** دور المجلس هو الاقتراح فقط وليس سن القوانين, ولكن من حقنا مراجعة القوانين قبل عرضها علي مجلس الشعب, ولذلك فنظام الحصة كان اقتراحا تبناه رئيس الجمهورية وأصدر به قرارا باضافة32 دائرة علي مستوي الجمهورية خاصة بالمرأة فقط وكذلك تمكين المرأة من الترشح في باقي الدوائر الأخري وعددها222 دائرة. وسيتم تطبيق ذلك في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وتدرس اللجنة التشريعية بالمجلس حاليا مدي الحاجة لادخال تعديل تشريعي يقضي بتشديد العقوبة في جرائم الانتخابات لضمان عملية انتخابية سليمة دون أعمال عنف أو بلطجة أو تمويل زائد علي والمطالبة بالتشديد علي تفعيل اختصاصات اللجنة العليا للانتخابات بشأن تحديد السقف المالي للدعاية الانتخابية مما يؤدي الي تكافؤ الفرص بين المرشحين المهم هو ضبط الانفاق المالي علي الدعاية * قام المجلس بجهود في التدريب السياسي للسيدات وخاصة من الأحزاب فهل تحقق الغرض من ذلك؟ ** لقد استجاب18 حزب لهذه المبادرة وقام المجلس بتوجيه خطابات لكل رؤساء الأحزاب المصرية, والواقع أنه كان يهمنا الأحزاب الأخري وليس الحزب الوطني لأن الحزب الوطني به برامج تدريب سياسي لأعضاءه, ولكن هذه الميزة غير متوافرة في الأحزاب الأخري, وقد قام المجلس بتدريب1700 كادر نسائي من مختلف الأحزاب, وقد اعترفت بعض الأحزاب بهذا الجهد, معترفين بعدم توافر هذا التدريب في أحزابهم, وأعلن حزب الوفد عن ترشح15 سيدة, والجمهوري عن10 سيدات, والتكافل عن7 سيدات, والخضر3 سيدات والشعب25 سيدة, والتجمع سيشارك ب7 سيدات هذا بخلاف مشاركة الأحزاب الأخري ولكنهم لم يحددوا عدد المرشحات. * هل المجلس يعد قائمة لمرشحات يمثلن المجلس نفسه؟! ** بالطبع لا فكل المرشحات سيدعمهن المجلس وكلهن سيمثلن المجلس, ولا توجد قائمة أو أسماء يختص بها المجلس. * ما هو القادم من التشريعات الاجتماعية؟ ** تعديل قانون الأحوال المدنية رقم126 لسنة2008 برفع سن توثيق الزواج للفتاة والالتزام بالفحص الطبي كشرط توثيق الزواج وكذلك اقتراح مكتب الشكاوي بعض التعديلات التشريعية مثل شروط استحقاق المطلقة للمعاش بعد الطلاق من المؤمن عليه أو صاحب المعاش سواء تزوجت أم لم تتزوج, اضافة نفقة الأخت الي قرار صندوق تأمين النفقة ببنك ناصر. بل وقام المجلس بتعديل اجتماعي اقتصادي لا يعلمه الكثيرون وهو رفع التميز في الاعفاء الضريبي والأخذ بمفهوم الممول فيما يتعلق بحدود الاعفاء دون تمييز بين الرجل والمرأة, وكان السبب في تضمين هذه الفقرة في قانون الضرائب هو دراسة أعدها المجلس. * الجميع يطلق عليه مجلس النخبة, والبعض يجعله مجلس الهوانم, فأين دور المجلس من المرأة البسيطة الريفية والصعيدية!! ** معظم الوافدات علي مكاتب الشكاوي بفروع المجلس بالمحافظات من السيدات البسيطات والريفيات, وهذا انجاز للمجلس بتوعية المرأة الريفية بحقوقها, الا أن المجلس لم ينس المرأة الريفية علي الاطلاق فهي عماد المجتمع وكل مانريده أن نجعلها مثقفة متعلمة, واستطاع المجلس الوصول إلي هؤلاء السيدات من خلال مشروع المنيا المتعدد الأهداف ومشروع المرأة حافظة التراث, ومشاريع المرأة الريفية واستخراج المستندات الرسمية رقم قومي, عقود زواج, عقود طلاق, شهادات وفاة لتستطيع المرأة في الريف والصعيد والبدو الحصول علي الميراث والعلاج واثبات حقها من الدولة. ويجب عدم نسيان أهم مشروع قام به المجلس منذ2002 وتم تطويره بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني وهو مشروع المرأة المعيلة من خلال مشروعات اقتصادية صغيرة بدون فوائد, وكانت البداية في مشروع تربية الدواجن وخسرت فيها المرأة كثيرا بعد انتشار وباء أنفلونزا الطيور, وتم اعفاء المرأة في ذلك الوقت من الأقساط التي عليها, واتجهت المشروعات الي الماشية والأغنام والبقالة, والأدوات المنزلية, والخردوات, وبيع الخضر والفاكهة ومنتجات النخيل والألبان, والحياكة وصل المجلس الي تنفيذ ستة آلاف مشروع للمرأة المعيلة من خلال41 جمعية أهلية,بأربعين قرية تشمل20 محافظة بالوجهين البحري والقبلي. * ماهي أهم القضايا التي تواجه المرأة الريفية ومازال مسكوتا عنها ولايستطع المجلس حلها؟! ** المرأة الريفية هي أكثر المضارين في كل أزمة والمجلس لايستطيع الوصول لكل امرأة, ولكن علي الرغم من شيوع حرمان المرأة الريفية والصعيدية بل وفي المدن المصرية بصفة عامة, من عدم حصولها علي الميراث الا انها اما راضية أولا تريد الدخول في مشاكل من أجل ذلك بالرغم من انه حق شرعي, ولذلك تم تضمين مادة واحدة الي قانون المواريث معاقبة كل من امتنع دون وجه حق عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي بالحبس مدة لاتزيد علي سنة وغرامة لاتقل عن ألف جنيه ولاتزيد علي عشرة الاف جنيه, وفي حال العود تكون العقوبة أشد. الا أن الغريب هو أن عدد المحرومات من الميراث يصل الي92% الا أنهن يرفضن خروج جزء من تركة الأب اليها أو الي زوجها وخاصة اذا كان الميراث أرضا زراعية مستسلمين لمظلة العادات والعرف والتقاليد!!* ماذا يشغل المجلس في المرحلة الحالية؟! ** العنف ضد المرأة هو عنوان صغير لقضايا كثيرة كبيرة مترابطة وتستحق الاهتمام علي المستوي الوطني ولذلك كان الاتجاه الي تأسيس مشروع مناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. كثيرون يتهمون المجلس القومي للمرأة بأنه سبب العنف الموجه ضد المرأة!! ..تقصدي لجوء السيدات للمجلس واحساسهن بالحماية من خلال جعل الرجال والدولة والدين يتجهون لمهاجمة المرأة, اذا كان هذا هو المفهوم فهو غير صحيح ولكن الصحيح ان هذا العنف ورصده بالاحصاءات( سواء في العمل أو المنزل أو المحاكم أوالدولة) والمجلس جعل المرأة تتكلم وتعلن, وهذا مارفضه الرجال, ولكن الظروف الاقتصادية والأزمة ونزول المرأة للعمل كل ذلك جعل الرجل عنيفا تجاه المرأة في المنزل والعمل والشارع. * ماذا تتمني د. فرخندة حسن في المرحلة القادمة, ولايجب أن يكون من خلال المجلس؟. **.. الحقيقة نفسي في طفرة بالتعليم وخاصة في الصغر, ويجب التشديد علي مفهرم ا لمواطنة ودراسته في المراحل المختلفة من الدراسة, لضمان دمج السيدات في نواحي الحياة. كمان نفسي أري ال1700 امرأة اللاتي تدربن نازلين الانتخابات لان نزولهن للمعركة الانتخابية في حد ذاته نصر كبير للمجلس ولايهم النتيجة, ولكن كلمة في أذن كل مرشحة هو اختيار برنامج كل امرأة الانتخابي يجب أن ينبع من احتياجات الناس وتضيف د. فرخندة بأن علي كل سيدة مرشحة أن تدرس احتياجات أهل دائرتها وتعمل علي مساعدتهم في حلها. * تشغلك الانتخابات القادمة بشكل لافت, لماذا؟! ** نتيجة الانتخابات القادمة هي النجاح الحقيقي لدور المجلس وخاصة عندما تصل من تستحق الي كرسي البرلمان وهذا في الواقع هو الهدف, تشريعات وعملنا تدريبا وقمنا به, المهم هو وصول المرأة المناسبة لتمثل الفئة التي تناسبها وهذا هو الاحتفال الحقيقي للمجلس.