لسانك حصانك

الكلام هو وسيلة التواصل بين البشر يعبر به الإنسان عن أفكاره وآرائه واحتياجاته. والكلام نعمة وهبها لنا الله فيجب علينا استخدام هذه النعمة بطريقة سليمة، وفيما هو مفيد وأن يكون الكلام دائماً بحساب فلا يصح أن نتكلم فى أى شىء وعن أى شىء، وإنما يجب أن يكون الكلام عن وفى أشياء ندركها جيداً.
كما أن المعلومات التى نتحدث عنها يجب أن تكون معلومات صحيحة ومن مصادر موثوق بها . أقول هذا الكلام بسبب ما نلاحظه فى هذه الأيام من كثرة الكلام، فالكل يتكلم والكل يقول سواء عن معرفة أو عن عدم معرفة، وكل واحد يعتقد أن ما يقوله هو الحق بعينه وهو الصحيح وإن ما يقوله غيره خطأ. ولو أن كل واحد منا حاول أن يقلل من كلامه وأن يدقق فى كلامه لتغيرت أشياء كثيرة فى حياتنا وبدلاً من الكلام الكثير نجعل أعمالنا وأفعالنا هى التى تعبر عنا.
إننى أتعجب من شخص تجده يتحدث عن الحلال والحرام وهو يقبل الرشوة أو شخص يتحدث عن ضرورة إرضاء الله وتجده غير ملتزم فى عمله أو أحد رؤساء العمل يحاسب مرؤوسيه عن تأخيرهم أو انصرافهم مبكراً وتجده فى أحيان كثيرة هو أول من يزوغ من عمله، والأمثلة كثيرة فى حياتنا فى هذه الأيام.
ليتنا نراجع أنفسنا جميعاً وندقق فى حياتنا ونسأل أنفسنا هل مانتكلم عنه باعتباره عيوبا عند الآخرين نفعل مثله؟ واختم كلامى بما قاله الحكماء عن الكلام فكلنا يعرف المثل العربى الشهير : لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك. كذلك هناك قول مشهور : لا تلعن الظلام ولكن أشعل شمعة. وكما يقول مثل آخر: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. وأحد الحكماء يقول : تكلمت كثيراً فندمت أما عن الصمت فلم أندم أبداً .
* موجه لغة فرنسية