حذرت جامعة الدول العربية، مجدداً من مغبة استمرار النهج العدوانى للاحتلال الإسرائيلى ومن سياسات حكومة الاحتلال المتطرفة التى تقود إلى حرب دينية لن تقف عند حدود فلسطين فحسب، بل ستمتد إلى مناطق واسعة أخرى من العالم، إذا ما تمادت إسرائيل وأبقت على تجاهلها للقانون الدولى وعدم احترام شعائر ومقدسات المسلمين والمسيحيين فى المدينةالمحتلة وفى مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة. وقال قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بجامعة الدول العربية برئاسة السفير محمد صبيح، فى بيان له اليوم الثلاثاء، إن الجامعة تتابع باهتمام بالغ وبقلق كبير ما يجرى فى القدسالمحتلة وبشكل خاص فى المسجد الأقصى المبارك، حيث انطلقت جماعات إسرائيلية متطرفة بقيادة عدد من عتاة رجال الدين اليهود ومن خلال نداءات موجهة لكل اليهود للتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك بحجة ما أسمته (أداء الحج والصعود إلى جبل الهيكل)، فيما أقدم غلاة المستوطنين المتطرفين بحماية من جيش وشرطة الاحتلال بالهجوم بشكل مباغت ومن باب المغاربة على المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين المعتكفين فيه فى الوقت الذى منعت فيه هذه القوات دخول المصلين من الرجال والنساء لتسهيل اجتياح هذه المجاميع الإرهابية المتعصبة وفى مقدمتها جمعية (العاد) المتطرفة (اتحاد جماعة الهيكل) وغيرها ساحات المسجد الأقصى، حيث جرى الاعتداء على رجال الأوقاف المسلمين العاملين فى المسجد الأقصى إضافة إلى رجال الدين وكذلك المصلين من الرجال والنساء، وكل ذلك يجرى أمام أنظار سلطات الاحتلال الإسرائيلى وبموافقتها وبرعاية مباشرة من جيش وقوى الأمن الإسرائيلي.. وأضاف البيان، :"خلال الساعات الماضية صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على المصلين والمتواجدين داخل المسجد الأقصى وساحاته حيث استخدمت هذه القوات المحتلة القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع وكذلك الرصاص الحي، الذى أوقع العشرات من الجرحى والمصابين". وتابع:"إن هذا العدوان المستمر والخطير والمتصاعد هو انتهاك صارخ جديد للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية وفى مقدمتها قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، ويتناقض تماماً مع حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى فلسطين". وأوضح بيان الجامعة، إنه فى الوقت الذى تطالب فيه جامعة الدول العربية مجلس الأمن بتحمل مسئوليته من خلال التدخل الفورى لوقف العدوان الإسرائيلى على المسجد الأقصى المبارك تطالب أيضاً المنظمات الدولية الأخرى ذات الصلة باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية القدسالمحتلة وأهلها ومساجدها وكنائسها وكافة أماكنها المقدسة والتاريخية، إذ أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسئولية الكاملة عن هذه الجرائم النكراء الخطيرة التى لن تؤدى إلا إلى المزيد من حالة الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، وإلى حرب لن يخمد أوارها إذا ما سعى الاحتلال إلى إشعال فتيلها.