أُميون بدرجة دبلوم.. قد يتعجب البعض عندما يعلمون هذه الحقيقة المؤلمة، حقيقة أن نسبة لا يُستهان بها من طلاب الدبلومات الفنية قد تتعدى حدَّ الستين بالمائة لا يُجيدون القراءة والكتابة، وياليت الأمر يقتصر على الطلاب بتلك المرحلة فقط، ولكنه يصل إلى الخريجين أيضاً من تلك الدبلومات، فهناك نسبة كبيرة منهم لا يقرأون ولا يكتبون. والسؤال الآن يا معالى وزير التربية والتعليم، هل هذا المنتج سيستطيع بأدنى درجات الاستطاعة أن يُقدم ولو النذر اليسير لأجل بناء مصر؟! إن الإمام على رضى الله عنه يطالعنا بقوله "لن تُحل المشكلات بالتبرير أو النسيان ولكنها تُحل فقط بمواجهة الشجعان"، فهل نمتلك الشجاعة الكافية لنواجه هذا الخطر!! التعليم الفنى يكلف الدولة مليارات من قوت المساكين، ثم هو يصبح وبالاً وعبئاً إضافياً على الدولة! فهل يتحرك أحد من ناحية لإنقاذ تلك المليارت التى تُنفق هدراً وبطراً، ومن ناحية أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجيال فشلت بإرادة الآخرين وليست بإرادتها، وتحول مصيرها من البناء إلى الهدم، ومن النفع إلى الضرر. إننى أهيب بكل رجل شريف فى مصر، من داخل السلطة أو من خارجها، نحن يا سادة لا نريد من طلبة الدبلومات التفوق العلمى، ولكننا نريد منهم أن يجيدوا القراءة والكتابة، ويتقنوا أى مهنة يتعلمونها فى مدارسهم، فقط هذا ما نريده، وهذا فقط هو ما يجعلهم مواطنون صالحون قادرون على بناء الوطن والمساهمة بحق فى صناعة نهضته. إن طلاب الدبلومات يمثلون قنبلة موقوتة إذا لم تُسرع بإبتكار الحلول لاحتوائهم وإعادة تأهيلهم، فهؤلاء ينتشر بينهم العنف والتدخين سجائر وما هو أكبر من السجائر، وسوء أخلاق لا حدَّ له من البعض منهم، ثم على الجانب الآخر ضعف التحصيل العلمى وانعدام قيم احترام الأساتذة. إننى أصرخ بكل ما أوتيت من قوة، يا وزير التربية والتعليم، نحن شركاء فى هذا الوطن ولا نريده إلا أعظم وأقوى وطن، لذا أرجو من سيادتكم القيام بثلاث خطوات هامة وعاجلة لإنقاذ التعليم الفنى فى مصر، فأولاً ضرورة النظر بأقصى سرعة إلى مناهج الدبلومات الفنية وإعادة صياغتها لتناسب الطلاب من ناحية ولتنمى لديهم الأخلاق والقيم من ناحية أخرى. وثانياً ضرورة تدريس مادة المواطنة وتغيير منهجها بالكامل ليركز على القيم والأخلاق المطلوبة وليدق ناقوس الخطر حول التدخين والعنف، وثالثاً إعادة صياغة منظومة المهن التعليمية كى يتعلم الطلاب بحق ويساهمون فى صنع وبناء الوطن.