قال أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن تحقيق الأمن الغذائى فى المنطقتين العربية والأفريقية يرتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق التنمية الزراعية الشاملة والمستدامة، مؤكدا على أن اقتصاديات الدول العربية والأفريقية تعتبر القوة المحركة للنمو والمصدر الرئيسى للغذاء. ولفت وزير الزراعة فى كلمته أمام اجتماع وزراء الزراعة العرب والأفارقة اليوم بشرم الشيخ، إلى أن قطاع الزراعة يستوعب نسبة من إجمالى الأيدى العاملة ويمثل 20 % من إجمالى الصادرات السلعية، وتمثل المواد الخام الزراعية ثلثى القيمة الصناعية المضافة، كما أنه مصدر هام للدخل والوظائف لنسبة كبيرة من صغار المزارعين. وأضاف وزير الزراعة أن الموارد الزراعية فى العالمين العربى والأفريقى تتميز بإمكانيات هائلة ومساحات شاسعة من الأراضى القابلة للزراعة وتنوع البيئة الزراعية وكثرة المراعى والغابات والثروة الحيوانية، إضافة إلى توفير رأس المال البشرى والمادى والسوق الواسعة والمعرفة العلمية، فضلا عن الخبرة فى الرى وأساليب الحفاظ على التربة وإدارة الموارد المائية. وأوضح الوزير أنه رغم هذا الرصيد الضخم فإن أرقام المؤشرات الغذائية تشير إلى عجز غذائى فى معظم السلع الغذائية وهو ما انعكس فى ارتفاع أعداد المتضررين من الجوع وسوء التغذية، حيث ينخفض متوسط ما يتناوله الفرد من سعرات حرارية إلى أقل من الحد الأدنى لمعايير التغذية. وأكد أباظة على استمرارية مشكلة العجز الغذائى خلال السنوات القادمة فى ضوء انخفاض الإنتاج الغذائى خلال العقدين الماضيين نتيجة إهمال الاستثمار فى القطاع الزراعى وارتفاع عدد السكان الأصليين. وطالب وزير الزراعة بضرورة استغلال الموارد المتوفرة فى الإقليمين الأفريقى والعربى، وذلك عن طريق تعزيز التعاون بين الدول التى تتمتع بموارد مالية وقدرات تكنولوجية وأراضى ومياه وقوى بشرية مع تعزيز الاستثمارات فى الأنشطة الزراعية والأغذية بتشجيع إقامة مشاريع مشتركة يقوم بها القطاع الخاص بدعم من الحكومات لتوفير بيئة اقتصادية جاذبة لتحفيز رجال الأعمال فى المنطقتين على توجيه اهتماماتهم إلى هذا المجال الإقليمى، كما طالب أباظة بضرورة الاهتمام بالتعاون فى إدراة الموارد المائية وأساليب الرى وتنمية البنية الأساسية والمهارات، مشيرا إلى حاجة المنطقتين إلى تعزيز قدراتهما لتحقيق مستويات الجودة والأمان. وأضاف "لابد من بناء القدرات البشرية والمادية وتبادل المعلومات والخبرات المتوفرة بما يؤدى إلى زيادة الإنتاجية وتعزيز الروابط بين التنمية الزراعية والصناعية". كما طالب أباظة بتوسيع نطاق التجارة البينية العربية والأفريقية فى الاتجاهين وتقوية الروابط بين الشركات العاملة فى هذا المجال لتوسيع أسواق المنتجات والخدمات المتوفرة بما يؤدى إلى زيادة الاعتماد المتبادل.
