بعد3 أيام من المناقشات الموسعة أنهي مؤتمر وزراء الزراعة العرب والأفارقة أعماله أمس بشرم الشيخ, واصدر إعلان شرم الشيخ الذي يتضمن عددا من التوصيات المهمة التي ترسم مستقبلا جديدا للتنمية الزراعية في مصر, وتقرر إحالة هذه التوصيات إلي مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في طرابلس. أكد السيد أمين اباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن تحقيق الأمن الغذائي في المنطقتين العربية والإفريقية يرتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق التنمية الزراعية الشاملة والمستدامة, مؤكدا ان اقتصاديات الدول العربية والإفريقية تعتبر القوة المحركة للنمو والمصدر الرئيسي للغذاء. جاء ذلك, في كلمته امام اجتماع وزراء الزراعة العرب والأفارقة أمس بشرم الشيخ التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف. واضاف ان قطاع الزراعة يستوعب نسبة من اجمالي الايدي العاملة, ويمثل20% من اجمالي الصادرات السلعية, وتمثل المواد الخام الزراعية ثلثي القيمة الصناعية المضافة, كما انه مصدر مهم للدخل والوظائف لنسبة كبيرة من صغار المزراعين. وأوضح ان الموارد الزراعية في العالمين العربي والإفريقي تتميز بإمكانات هائلة ومساحات شاسعة من الاراضي القابلة للزراعة وتنوع البيئة الزراعية وكثرة المراعي والغابات والثروة الحيوانية اضافة إلي توفير رأس المال البشري والمادي والسوق الواسعة والمعرفة العلمية, فضلا عن الخبرة في الري واساليب الحفاظ علي التربة وإدارة الموارد المائية. وأكد أباظة استمرارية مشكلة العجز الغذائي خلال السنوات المقبلة في ضوء انخفاض الإنتاج الغذائي خلال العقدين الماضيين نتيجة إهمال الاستثمار في القطاع الزراعي, وارتفاع عدد السكان الاصليين مطالبا بضرورة استغلال الموارد المتوافرة في الاقليمين الافريقي والعربي, وذلك عن طريق تعزيز التعاون بين الدول التي تتمتع بموارد مالية, وقدرات تكنولوجية واراض ومياه وقوي بشرية مع تعزيز الاستثمارات في الانشطة الزراعية والاغذية بتشجيع إقامة مشاريع مشتركة يقوم بها القطاع الخاص بدعم من الحكومات لتوفير بيئة اقتصادية جاذبة لتحفيز رجال الأعمال في المنطقتين علي توجيه اهتماماتهم إلي هذا المجال الاقليمي. وفي سياق متصل قرر وزراء الزراعة العرب والافارقة بنهاية اجتماعات المؤتمر الوزاري الأول للتنمية الزراعية والأمن الغذائي ان يتم عقد الاجتماع مرة كل سنتين في كل من إفريقيا والمنطقة العربية بالتناوب واعتماد خطة العمل المشترك, كما وافق المؤتمر علي ان تستضيف المنظمة العربية للتنمية الزراعية وحدة تسهيل الخطة التي تقرر إنشاؤها لمتابعة تنفيذ الخطة. وأشار إعلان المؤتمر الختامي الذي يحمل اسم قرار شرم الشيخ إلي دعوة مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمانة الدول العربية لإعداد مقترح مفصل بشأن وحدة التسهيل تمهيدا لعرضها علي قمة رؤساء الدول الذي سينعقد في ليبيا بنهاية2010 إلي جانب إعداد مقترح لتحديد آليات تمويل خطة العمل للتنمية الزراعية المشتركة. وفي السياق ذاته, أوصي خبراء الزراعة المشاركون بالمؤتمر العربي الإفريقي للتنمية الزراعية والأمن الغذائي المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ ان يخصص10% من الميزانية العامة بكل دولة لقطاع الزراعة, كما يجب أن يسجل قطاع الزراعة معدل نمو سنوي قدره6% أو أكثر علي ان يتم اختيار إنشاء مراكز امتياز للبحوث والتكنولوجيات الحديثة كالهندسة الوراثية والتكنولوجيا الاحيائية, والعثور علي موارد اخري للمياه العذبة, وكذلك استخدام الهندسة الوراثية في إنتاج مجموعات متنوعة من المحاصيل التي تتحمل الملح والجفاف. وانتقد التوصيات هجرة أعداد هائلة من المزارعين من مزارعهم الصغيرة بسبب هيمنة الشركات الكبري, وكبار المستثمرين علي مساحات كبيرة من الاراضي فضلا عن استخدام الميكنة, كما تشكل قضية تفتت الملكية الزراعية عقبة لبلوغ أقصي مستوي إنتاج للمحاصيل.