نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز تقريرا يرصد الضغوطات الدولية التى يواجهها الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان"، فيما يتعلق بموقف حكومته من التنظيم المتطرف "داعش"، حيث تواجه حكومته اتهامات بالتقاعس عن التدخل لدفع توغل داعش داخل بلدة "كوبانى" "عين العرب" السورية ومنعه وصول الإمدادات إلى المليشيات الكردية التى تقاتل داخل البلدة. وقد شهد الشارع التركى تظاهرات تطالب الرئيس التركى باتخاذ موقف أكثر حزما حيال التنظيم الإرهابى الذى نشر الرعب فى ربوع كل من سوريا والعراق، ولكن أردوغان تجاهل تلك الأصوات بإصراره على استقلال أجندة تركيا وعدم تصرفها بناءا على تعليمات خارجية، وأضاف ايضا فى خطابه الذى وجهه لمظاهرة داعمة له فى مدينة "طرابزون" يوم الجمعة بأن تركيا استضافت أكثر من 200 ألف لاجئ كردى مما يجعلها فى غنى عن المزايدة بالنسبة لموقفها من أزمة سوريا. ويرى التقرير أن إصرار الرئيس التركى "أردوغان" على إسقاط الرئيس السورى بشار الأسد- الذى كان حليفه فى الماضى- يعميه عن التنظيم الأصولى "داعش" أو عن المشاركة الفعالة فى التحالف الدولى الذى تقوده أمريكا ضد التنظيم، رغم أن أمريكا والقوى الغربية باتت ترى فى داعش التهديد الحقيقى وليس بشار الأسد. وقد شهدت تركيا مظاهرات واشتباكات بين أكراد ومناصرين لحكومة أردوغان خلال الأسبوع الماضى أدت إلى مقتل ما يزيد عن 30 مواطن منهم شرطيين، مما زاد من حجم الضغوطات الداخلية على حكومة أردوغان. وكان وزير الدفاع الأمريكى "تشاك هاجل" قد طالب أردوغان بفتح قاعدة "انجرليك" الجوية فى جنوبتركيا لتوجيه طائرات منها ضد التنظيم الأصولى داعش، ومن جانبه طالب مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا "ستيفان دى ميستورا" الحكومة التركية بالسماح للمقاتلين الأكراد بالعبور إلى تركيا ودعم المقاتلين الأكراد فى بلدة "كوبانى".