بروتين زنبة وحلويات اللحوم وجهان لعملة واحدة، فلا يمكننا ذكر المخاصى والفشة والكرشة والممبار دون أن نذكر عائلة "زنبة" أكبر عائلات المذبح ومصر فى مجال تجارة حلويات الحيوانات، وعلى الرغم من أن أنشطتها تشمل الجزارة وتربية المواشى أيضا، إلا أنها تفوقت وأثبتت جدارتها فى هذا المجال وأصبحت من أهم موزعين " الحلويات" لمطاعم مصر المختلفة. "سلخ، تنظيف، تسليك" يكمن فى هذه الكلمات المراحل التى تمر بها الكوارع أو العكاوى أو حتى لحمة الرأس للوصول إلى الشكل أو المنتج النهائى الصالح للتسوية، فعلى الرغم من اعتقاد البعض سهولة هذه المهنة مقارنة بالجزارة والدباغة والسنانة وغيرها من الحرف المرتبطة بعيد الأضحى بشكل كبير، إلا أنها فى الحقيقة من أصعب الحرف التى تتطلب المزيد من الدقة والنظافة فضلا عن إتباع قواعد وأساليب التخزين السليمة التى تمكن من الاحتفاظ بهذه الحوائج أطول وقت ممكن دون أن تفسد أو يتغير لونها أو طعمها. " تجارة وتصنيع الحلويات هى الاستغلال الأقصى للثروة الحيوانية وده اللى بيميزها عن غيرها من الصناعات واللى بيميز مصر بها عن باقية الدول اللى بيعتبروا الحوايج مجرد بواقى من الحيوانات وبيتخلصوا منها" . هكذا بدأ حديثه "محمد زنبة " أحد أفراد العائلة موضحا أهم المراحل التى تمر بها الحوائج بداية من فصلها عن جسم الحيوان نفسه مرورا بالسلخ والتنظيف، وصولا إلى التقطيع والتجهيز. وأضاف، لأننا عائلة متخصصة ومش بنشتغل شغل فردى فبنبدأ فى تجميع كل الحوايج اللى خارجة من ذبايح غيرنا من الجزارين فى المذبح وخارجه، وده طبعا غير ذبائحنا الخاصة، واللى بنقوم بفصل حوايجها بنفسنا زى الأحشاء الداخلية للحيوان "الكرشة، الممبار، الكبد، الكلاوى"، والأعضاء الخارجية " العكاوى، الكوارع" والرأس واللى بتعتبر مصدرا مهما جدا فى الحيوان لأنها بتمتلك حوالى 405 من الحوائج زى "الجوهرة، اللسان، المه، لحمة الرأس". مضيفا "وبعد التجميع نبدأ السلخ واللى بيختلف عن عمليات السلخ العادية الخاصة بسلخ الحيوان الصحيح، لأن كل الأعضاء بتوضع فى "الغلاية" وهى عبارة حوض مياه كبير متركب على فرن درجة حرارته مرتفعة، وبتتساب لمدة 10 دقائق، تحت ملاحظة الجزار، وبعد كده نأخذ اللى نحس أن جلده بدأ يتقشر علشان يبقى سهل معانا أثناء السلخ ومياخدش وقت كبير، بعد كده نرجع نجمع كل الحوايج مرة ثانية فى حوض ونشغل خراطيم المياه بحيث تنزل أى بقايا ونستمر فى تغير المياه مع حكهم بفرشاة مخصصة. وفى النهاية نبدأفى تقسيم الحوايج كل صنف فى جانب ويشتغل على كل صنف مجموعة من الجزارين يقطعوه ويحضروه بحيث يكون جاهزا للتخزين ووضعه فى صناديق الثلج قبل نقله للمطاعم سواء داخل القاهرة أو خارجها، ولإجادتنا لكل المراحل دى قدرنا نكون أهم إمبراطورية الحلويات فى مصر تحت اسم " بروتين زنبة".