من يتمتعون بتقدير الذات ويعرفون قدر أنفسهم من الداخل معرفة سليمة وصادقة بثبات ويقين يدركون جيدا أنه شرط أساسى من شروط العمل الجاد والمثمر، فهم أسعد حالا ممن حولهم، وأفضل صحة، وأكثر إنتاجية ممن ينظرون إلى أنفسهم نظرة تدنٍ وانهزامية. يقول تشارلز جارفيلد: «أبرز عنصر يشترك فيه من بلغوا ذروة الأداء هو إيمانهم الراسخ الذى لا يتزعزع بأنهم سينجحون». تقدير الذات يشعرك بالثقة والأهمية والرغبة فى أداء أى عمل بأنك جدير بأن تنجزه بطريقة ناجحة بل ومبهرة كونك تدرك قدراتك التى تؤهلك للقيام بما تريد. تقدير الذات له تأثير عميق على جميع جوانب حياتك، فهو يؤثر على مستوى أدائك فى العمل، وعلى علاقاتك مع الآخرين، وعلى طريقة التفاعل معهم، وفى قدراتك على التأثير عليهم، كذلك له تأثير مبهر على صحتك النفسية والجسدية. يقول ناثانيال براندين: «من جميع الأحكام التى نصدرها فى حياتنا ليس هناك حكم أهم من حكمنا على أنفسنا». المقصود هنا بتقدير الذات هو فكرة الإنسان عن نفسه وقيمتها، وتقيمهما ومدى أهليتها وكفاءتها، ومدى قدرتها على التكيف والتعامل مع التحديات التى تواجهها ، ولن يتحقق ذلك إلا إذا قبل الإنسان ذاته على ما هى عليه، دون قيد أو شرط، وأنه أهل للحياة، وجدير بأن يحياها، أى يشعر بوجوده فى الحياة وأنه عنصر فعال فيها، مما يجعله يشعر بالرضا والسعادة تجاه دوره فى الحياة. لذلك مهما حاول البعض من بث روح التحفيز الذاتى لنفسه وهو لا يقدر ذاته ويعطيها حق قدرها، فلن يحقق نتائج إيجابية ومرجوة على النحو المطلوب، كونه قد يكون تحفيزًا وقتيًا ينتهى ويتبخر بمجرد أى عائق، وعلى النقيض من ذلك من يدرك حقيقة ذاته، يكون التحفيز بمثابة خطوات إيجابية يسعى إلى أن يراها واقعًا ملموسًا وفعليًا. وتقدير الذات كثيراً ما يكون متغيرًا بتغيير التأثيرات والعوامل الداخلية والخارجية التى يتعرض لها أى إنسان، وقد يكون له أبعاد متعددة نتيجة ما يعترض الإنسان من مواقف حياتية مختلفة من خير وشر، ويمكن تقدير وتعزيز الذات بمرور الوقت. لذلك كف عن تدمير نفسك عن طريق بقائك ضحية للظروف، والظلم والقهر والاضطهاد، لذلك حاول رفع تقديرك لذاتك بتحررك من أفكارك المقيدة لك، ومعتقداتك الزائفة، والتى عفا عليها الزمن، وماضيك السلبى، بغض النظر عن عمرك أو تجاربك، أو ظروف نشأتك، فكل خطوة إيجابية تخطوها فأنت تعزز من علو شأنك بإعادة البناء وتنظيم الذات من الداخل. يقول روبرت إتش.شولر: «الأوقات العصيبة لا تدوم أبداً، لكن الأقوياء يدومون». حمل نفسك مسئولية الارتقاء بحياتك، واعتز بذاتك، واتخذ قراراتك التى من شأنها تغيرك للأفضل، عن طريق تحديد أهداف طويلة الأجل وقصيرة الأجل وتكون فى استطاعتك تحقيقها ولا تبخس من قيمة قدراتك وتذكر دائماً أنك حالة فريدة من نوعها.