أيد الدكتور على رضوان، عميد الأثريين العرب، قانون الآثار الجديد، لأنه يغلظ العقوبة على كل من تسول له نفسه سرقة الآثار والاتجار بها، وعبر عن ذلك قائلا: "لا بد أن نصفق له لأنه يحاول حماية آثارنا"، واعترف رضوان أن القانون المعمول به حاليا الصادر عام 1983 به العديد من الثغرات، وأن العقوبة به كانت تافهة رغم أنه شارك فى إعداده، جاء ذلك خلال حفل التكريم الذى عقده له معرض الكتاب بمناسبة حصوله على جائزة مبارك فى العلوم الاجتماعية العام الماضى. كما رفض رضوان مناقشة قانون تجارة الآثار الذى طرحه أحمد عز، وقال "الدول التى تسمح قوانينها بالاتجار فى الآثار هى تتاجر بآثارنا، وليس آثارها، وضرب مثلا بأعظم قطعة فى متحف الحضارة بمونتريال بكندا، وهى "ماكينة خياطة"، ومن المستحيل أن يفرط الكنديون فيها. وتحدث رضوان عن الدكتور "محمد الكحلاوى، الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب، وقال "هو واحد ممن عاشوا حياتهم فى قدس الأقداس، وهو فارس جسور فى الحق إذا حدث صدق، يحاضر فى علم المصريات، وكأنه مسكون بحب مصر، وهو أول من جمع شتات الأثريين العرب فى اتحاد يقف لكل محاولات تهويد القدس، لذلك فإن جائزة مبارك جاءت تتويجا لحياته العلمية والفكرية". ثم سرد رضوان للحضور سيرته الذاتية وعشقه للآثار منذ الصغر فقال "ولدت على مقربة من معركة أحمد عرابى مع الإنجليز، وكانت جدتى لأبى تحكى لى قصة هذه المنطقة، وما حدث فيها ومن هنا بدأ عشقى للآثار". وأضاف "عندما كنت طالبا فى المرحلة الثانوية قرأت كتابا ل"جيمس هنرى بريستل"، وكان مفتشا للآثار، فوضع مقدمة للكتاب قص فيها سيرته الذاتية فحلمت أن أصير مثله، وعندما دخلت الجامعة أصرت أسرتى على إلحاقى بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، واستجبت لهم، إلا أننى اكتشفت وجود قسم للآثار فحولت أوراقى إليه، وبعد التخرج عينت مفتشا لآثار الفيوم وبنى سويف بعدها طلب الدكتور سليمان حزين، رئيس جامعة أسيوط وقتئذ أن يرسلنى فى بعثة لدراسة الآثار بألمانيا، بشرط أن أفتتح قسم الآثار بجامعة أسيوط بعد عودتى، وبالفعل حصلت على الدكتوراه عام 1968 من ميونيخ وقابلت زميلا لى من قسم الفلسفة بالصدفة وسألنى "الأخ من مصر؟ "فأجبته نعم، وكان الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، لذلك فعندما أقابله الآن أسأله "الأخ من مصر"؟. ويستكمل "بعد أن أتممت بعثتى فوجئت بخروج الدكتور سليمان حزين على المعاش، فعينونى مدرسا للآثار بكلية التجارة حتى تم افتتاح كلية الآداب بجامعة أسيوط، فعملت بقسم التاريخ، بعدها بسنوات أصدر الرئيس السادات قرارا بإنشاء كلية الآثار جامعة القاهرة، وشاء القدر أن أكون عميدا لها. اختتم رضوان حديثه قائلا: "أجمل ما فى الوجود أن تكون أمينا وصادقا مع نفسك، فمن يزرع الشوك لن يجنى العنب".