أسعد عبد السلام لم يكن يتخيل أن يعيقه المرض عن مواصلة ما حلم به، فمنذ أن كان طفلا فى العام الثانى من عمره، أصيب بإعاقة حركية فى قدمه، مما زاد معاناته، خصوصا أنه يعانى قصر القامة، وهو ما أثر عليه تأثيرا سلبيا من تعرضه لسخرية الآخرين. لم يكن يعرف كيف يتصرف حتى قرر أن يتعلم على يد أحد من أصحاب الكتاتيب بمحافظه الشرقية القراءة والكتابة، ليستطيع أن يلتحق بإحدى الأعمال التى تضمن له عيشة كريمة، وبالفعل التحق بمدرسة لتأهيل المعافيين حتى استطاع أن يتعدى مرحلة الإعاقة الحركية بعد فترة وصلت لأربع سنوات، بعدها قرر أن يفتح إحدى الورش بمنطقه شبرا لتصليح السيارات وهو فى الخامسة عشر من عمره. عقب ذلك استطاع أن يؤسس محلا لبيع الزهور، إلا أنه أصيب تلك الفترة بالقلب، الأمر الذى أثر على طاقته الإنتاجية بشكل لم يجعله قادرا على مواصلة العمل حتى احتاج للجلوس فترة فى المنزل، إلا أنه تعرض فى تلك الفترة لواقعة نصب أسفر عن ضياع المحل منه، حيث أخذ منه أحد الأشخاص المحل الخاص به مستغلا وضعه الصحى. لكنه قرر عدم الاستسلام للمرض، وظل مواظبا على العلاج بمستشفى القصر العينى حتى يتجاوز مرحلة المرض، وبالفعل استطاع أن يشترك فى أحد الأندية الرياضية التى تؤهله لتخطى مرحلة المرض، وبالفعل تعدى تلك المرحلة بعد خمس سنوات من تأثر قلبه بمجموعة من الأزمات. والآن يعمل فى إحدى محلات بيع الملابس، وقد تعدى مرحلة المرض، واستفاد من تجربة مرضه قائلا لمن يهمه الأمر "أن القضاء المرض لا يوجد فيه مستحيل، وأن تخطيه يتطلب الإرادة فقط من بعد توفيق الله".