شحاتين الألفية الجديدة يشهد لهم بالتجدد والابتكار فى خلق طرق جديدة للشحاتة تفضى أيضا فى النهاية إلى الحصول على حفنة من الجنيهات من داخل حافظة نقود المصريين، حيث استطاعوا مجاراة الأزمة الاقتصادية، وكسروا كل القواعد المتعارف عليها فى الشحاتة واستعطاف القلوب الرحيمة سواء أكانت بالوقوف على أبواب المساجد أو ببيع المناديل على ارصفه الطرق بدعوى المرض أو كفالة طفل يتيم. ولا تتعجب عندما أخبرك أن تلك الحالات متكررة ومتشابهة، والشىء الملفت للانتباه أنهم يلاقون الدعم المادى من المارة بدعوة "اهو كله بثوابه"، اليوم السابع يلقى بالضوء على بعض من تلك النماذج المثيرة. امرأة جميلة تقف على قارعة الطريق تحمل بيديها طفلا، تلبس أفضل ما لديها من الثياب وتضع أرقى أنواع الماكياج الحريمى، بل لو اقتربت منها قليلا تستطيع أن تلتقط عطورها الغالية، تلك السيدة تتبع أسلوبا مختلفا فى الشحاتة فهى تجمع "ندر محمد المولود اللى جه بعد شوقه". رجل طول بعرض يقف فى وسيلة من وسائل المواصلات العامة يخاطب الركاب بشىء من الجدية والتوتر الشديد، ذاكر الله فى قسمه المتكرر قائلا "امرأة عجوز ليس لها معيل ماتت ومش معانا ثمن الكفن" أو بالنبرة نفسها تسمع "ضربنا عسكرى وتمن الكفالة واقف على 100 جنيه". فتاة رقيقة "باين عليها بنت ناس" ترتدى زى طالبة جامعية تتعرف عليها من حقيبتها المنتفخة بالكتب وزيها الراقى تقترب منك وتطلب على استحياء "ممكن 5ج أصلى اكتشفت أنى نسيت المحفظة وأنا ساكنة بعيد". طفل بريء يجلس على مفارق الطرق فى الميادين العامة يحمل على إحدى قدميه كراسة صغيرة، وعلى الأخرى كتاب منتفخ بالمادة العلمية التى يدعى استذكارها، وهو يجلس بالشارع وإمامه كرتونة صغيرة تحتوى على مناديل وأعواد كبريت. امرأة مبعثرة الملابس رثة المظهر تحمل بعض الورق فى يديها توزعها على الجالسين بمترو الأنفاق تحمل جملتين "تعرضت لحادثة حريق افقدتنى ملامحى وشوهت مظهرى وجوزى طلقنى وعندى 3 عيال اسأل أصحاب القلوب الرحيمة أرجوكو ساعدونى"، أو طفل يحمل الأوراق نفسها مكتوب عليها "أبى وامى توفوا ولدى 3 أخوة وبنتين وليس لنا معيل أو مصدر دخل أرجوكو ساعدونى أنا وإخوتى الأيتام". من جانبها أشارت د. فاطمة الصغير، أستاذة الطب النفسى، إلى أن ظهور مثل تلك العينات الجديدة من الشحاتة نابع فى الأساس إلى التغير المجتمعى الحادث من ظروف اقتصادية وزيادة وعى الأفراد بأسلوب هؤلاء الشحاتين المعتادة، فالبتالى اتجهوا لأساليب أرقى فى الشحاتة.