الأسرة المصرية من الطبقة المتوسطة فسحتها العائلية المفضلة السينما والغدا برا بتعمل ده وقت ما تسمحلها ظروفها المادية والدراسية للأولاد والعمل للأباء. من كام يوم خرجنا أنا وأسرتى طلبا لهذه الفسحة الجميلة روحنا أحد المولات الشهيرة وكان الأقبال لدخول السينما غير عادى تحس إنك فى يوم عيد مش مجرد ويك إند.. طوابير طوابير وأنا الحقيقة لما بشوف ناس كتير بحب اتفرج على وشوشهم بستمتع بوجودى قريبة من الناس مع أن الزحمة ممكن تكون خانقة.. إنما فى الظروف اللى زى دى بتكون أحد بواعث البهجة. شكل الناس وهيه واقفة مبتسمة ومبسوطة متأنقة أطفالا وكبارا وشبابا ستات ورجالة.. من كل المراحل العمرية.. نقللى حالة من الروح المعنوية المرتفعة وحسيت إننا كلنا واقفين فى طوابير الفرح منتظرين ناخد نصيبنا منه. أد إيه الشعب المصرى جميل؟! رغم كل العيوب المجتمعية اللى بنعانى منها لكن حانفضل شعب بيحب الحياة والفن والجمال عنده طموحات دايما إنه يعيش بشكل أفضل بيكافح دايما عشان يطلع من الطبقة اللى هوه فيها للطبقة الأعلى بكل السبل والطرق.. طيب وقلبه حنين وعاطفى جدا بيتأثر بسرعة بالأحداث اللى بتحصل حواليه.. وبيتعاطف أسرع مع أى حد بيعانى حتى لو غلطان.. لكن الأهم إنه بيحب بلده بإخلاص شديد وإن بوصلته الفطرية دايما هيه اللى بتقوده لما تتشابه عليه الطرق وتلتبس الحقائق. كل الحاجات دى فكرت فيها وأنا بقلب عنيا فى الوشوش الحلوة الفرحانة.. بس ما قدرتش أمنع نفسى كالعادة من إنى أتخيل الناس دى كان حايحصلها إيه لو كان استمر الإخوان بمخططهم الشيطانى اللى أصبح معروف للجميع إلا من ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة فهم لا يفقهون فى حكم مصر. الناس اللى خارجة للدنيا حسه بالأمان فى دولتها والثقة فى حكومتها ورئيسها ماشية على وشها الأمل فى بكرة يجى بالخير والرخاء والفرح بأن ربنا نجاهم من مصير مظلم.. كان ممكن ببساطة تكون واقفة فى طوابير منظمات الإغاثة الدولية هدومهم مقطعة ووشوهم بائسة لأنهم لاجئين حرب طائفية كان هايشعلها الإخوان فى مصر بالتعاون مع التيارات الجهادية المنتشرة فى العالم العربى حاليا أمثال أنصار بيت المقدس وداعش زى ما بنسمع كل يوم وبنتفرج على مشاهد الشعوب العربية من العراق وسوريا واليمن وليبيا وأخيرا لبنان وهيه مشردة ومشتتة بعد ما كانوا مكرمين معززين فى بلادهم الجميلة اللى كلها خير حتى لو كان فى ظروف اقتصادية أسوأ أو طبيعة حياة مش مريحة بالتأكيد كان وضعهم أفضل من الحالى ألف مرة وتصور أنت عدد سكان مصر ال 90 مليون كان ممكن يكون منهم كام لاجئ؟ والسؤال الأهم كانوا حايروحوا فين؟ مع العلم أنه كل ما كانت تحصل كارثة ولا حرب فى دولة عربية شقيقة كانوا أهلها بيهربوا لمصر طلبا للأمان وكانوا بيتعاملوا كأصحاب بلد وبيت.. إنما مين اللى كان ممكن يفتح للمصريين بلده والمنطقة كلها مشتعلة وحدودنا مولعة؟ وهل المصريون كانوا هايقبلوا بده؟ مع إن تاريخهم كله فى الحروب لم يعرف إلا الهجرة الداخلية بين مناطق ومحافظات مصر؟ أو كان ممكن الناس دى يكونوا واقفين فى أحد طوابير داعش لنحر الرقاب اللى بيستمتعوا جدا بتنظيمها وتصويرها وكأنهم فى صباح عيد الأضحى بعد الصلاة والبشر ما هم إلا نعاج وخراف خلقت للذبح. أو كان ممكن الناس دول يتحولوا لجثث وأشلاء بتتوزع صورهم على شبكات التواصل والعالم بيتفرج عليهم ويمصمص شفايفه كالعادة فى صمت دون أى تحرك دولى والمؤسسات الإخباريه تذكر فى الأول أساميهم لحد ما يتحولوا بمرور الوقت وكثرة الأعداد لمجرد أرقام تتقال فى ثوانى ومحدش يفتكرها وكان اللى راحوا دول مافيش لكل واحد فيهم قصة تستحق السرد أو الوقف عندها وأهل وأحباب ثكلى بأوجاع الفراق. أو كان ممكن يكونوا واقفين فى طوابير التجييش للجماعات الإرهابية عشان كل واحد فيهم يتحول لمجاهد زى ما بيقولوا عليه يعنى آلة سفك دماء بريموت كنترول صهيونى إنتاج أمريكى يقتل أهله وأصحابه باسم دين مختلق لا علاقة له بالإسلام دين الرحمة والسلام مع أخ ليه رفيق فى القتل والذبح جاى من أوروبا ولا أمريكا ولا من أى مصيبة فى العالم عشان يساهم فى حروب الإبادة ضد العرب. كل اللى فات ده كان سيناريوهات وارد جدا ومنطقى إننا نعيشها لولا رحمة ربنا بينا ونجاح ثورة 30 يونيو 2013 ودور الشعب الواعى والجيش العظيم فى إسقاط الاخوان للأبد. افتكروه دايما عشان تعرفوا أنتوا عملتوا ايه وليه وخلى عندكم يقين إنه رغم أن الأمور لسه ما وصلتش للشكل اللى بنتمناه والكهربا والميه لسه بتقطع وفى بعض الحوادث الإرهابية من الوقت للتانى بتقع هنا وهناك وعندنا بعض التحفظات على أداء الحكومة إلا أننا الحمد لله بنعيش فى مصر حاليا كواحة من الأمان وسط صحراء قاحلة من الإرهاب والتدمير بتحيط بنا من كل مكان. وعندنا القدرة إننا نخطط لمستقبل بلدنا ونطمح للأفضل ونقف فى طوابير من الفرح نبحث عن السعادة ونستمتع بجمال أم الدنيا. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها