قالت مجلة (ذى أيكونومست) إن مصطلحات (العزلة) و(الدعم) و(الاعتماد على الذات) المستخدمة بين النخبة السياسية والتجارية موسكو تعنى الشيء نفسه فى مواجهة العقوبات الدولية التى نجمت عن دعمها للمتمردين فى شرق أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم، وخطوة فى مواجهة فترة طويلة من العداء الدبلوماسى والصعوبات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الغربية. ورصدت المجلة فى تقرير نشرته فى نسختها الورقية تسارع وتيرة عملية العداء الدبلوماسى والصعوبات الاقتصادية تجاه روسيا، مشيرة إلى استجابة الكرملين السريعة فى السادس من الشهر الجارى للضغوط الغربية وأعلانه حظر وتقليل الواردات الزراعية من الدول الفارضة للعقوبات على روسيا. وأشارت إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أظهر دعمه للمتمردين بعد تحطم الرحلة (إم اتش 17) فى الشهر الماضى، وأنه يقدر فهمه الخاص لمصير مكانة روسيا التاريخية أكثر من الرفاة الاقتصادى لبلاده وسمعتها العالمية، وأنه يفهم جيدا خوضه رهانا محفوفا بالمخاطر. وأوردت المجلة قول نائب مجلس الدوما من الحزب الموالى للكرملين (روسياالمتحدة): "إنه من الخطأ التفكير فى بوتين كونه شخصية تجارية، فهو شخصية تاريخية بعد جعله لروسيا مركزا للاكتفاء الذاتى من الطاقة". وردا على ذلك، لفتت إلى قول بوتين خلال اجتماعه بمجلس الأمن الروسى الشهر الماضى "لحسن الحظ، روسيا ليست عضوا فى أى تحالف، الأمر الذى نعتبره ضمانا لسيادتها". ونوهت (ذى ايكونومست) بأن الكرملين يدعى بفخر أنه سيسعى لتعويض السلع والخدمات الغربية بأخرى محلية، ومثالا على ذلك، الأجزاء ذات تقنية عالية فى صناعة الأسلحة، وأضافت أن إحلال الواردات الغربية بإمكانه النجاح لو لم تكن كبرى الشركات الروسية تعمل حاليا بقدرة شبه كاملة وبحاجة ماسة إلى استثمارات جديدة، والتى ستعانى من نقص الإمدادات بعد تقلص التمويل الأجنبى. وأشارت إلى أنه سيكون على بوتين دفع الموارد المالية للبلاد إلى أقصى حدودها إذا كان يريد الوفاء بوعود الإنفاق الاجتماعى التى قطعها أثناء عودته إلى الرئاسة فى مايو من عام 2012. ونوهت أنه فى الوقت الذى تتوقع روسيا نمو إجمالى ناتجها المحلى بنسبة 5 بالمائة فى السنة؛ يتوقع صندوق النقد الدولى نمو إجمالى الناتج المحلى الآن لهذا العام بنسبة 2ر0 بالمائة فقط. وأفادت المجلة أن بوتين قد اقترح بالفعل فرض ضريبة مبيعات تقدر ب3 بالمائة كوسيلة لملئ الثغرات فى الميزانيات الإقليمية، وأعلنت الحكومة أيضا أنها ستستنزف اشتراكات تقاعد الأموال الخاصة لحساب الميزانية الاتحادية، مما دفع نائب وزير التنمية الاقتصادية أن يعلن أنه "يشعر بالخجل" من هذه الخطوة، وتم إعفائه من منصبه فى اليوم التالى. ورأت فى ختام تقريرها أن تلك المشاكل لم تلق بالضرر على بوتين حتى الآن، بل نال شعبية أكثر من أى وقت مضى وأثبتت أجهزة دعايته أن الخطوات التى اتخذها فعالة للغاية، وأظهر استطلاع للرأى نشر هذا الاسبوع من قبل مركز ليفادا، وهو مؤسسة فكرية فى موسكو، أن 74 بالمائة من الروس لديهم وجهة نظر سلبية تجاه أمريكا والغرب، وهو أعلى رقم سجل فى تاريخ روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.