عقد مركز الإعلام والتعليم والاتصال التابع لهيئة العامة للاستعلامات المصرية بمدينة نصر صباح اليوم، ورشة عمل للتعريف بدور المأذونين فى التوعية الصحية للمقبلين على الزواج. شارك فى الورشة كل من الدكتورة عزة العشماوى رئيس وحدة منع الاتجار بالأطفال بوزارة الدولة للأسرة والسكان، والدكتورة سحر السنباطى رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة، والدكتور سمير الألفى نائب مدير مشروع الاتصال للصحة، والسفير إسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بالإضافة إلى 20 مأذوناً مسلماً وقساً مسيحياً. وأكدت سحر السنباطى رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة، أن الإعداد لمواجهة المشكلة السكانية لابد أن يبدأ منذ لحظة عقد القران، مشيرة إلى أهمية الدور الذى يقوم به المأذون فى توصيل المعلومات الصحيحة عن المعرفة الإنجابية من أجل فهم أعمق لمفهوم الحقوق الإنجابية للأسرة المصرية. وأكد السفير إسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن القضية السكانية ليست فى حاجة إلى معلومات، لأن الجميع لديه معلومات عنها، ولكن هناك فجوة بين المعرفة والممارسة، وهذه تحتاج إلى إقامة حوار واتصال مباشر بين قادة الرأى والجمهور، مشيراً إلى أن المأذونين هم قادة رأى ولهم كلمة مسموعة ومؤثرة فى المجتمع، ومن هنا يظهر دورهم فى التوعية الإنجابية، ومحاربة كثرة الإنجاب بمطالبة المقبلين على الزواج بعمل الفحص الطبى وأخذ المشورة. وأرجع الدكتور سمير الألفى نائب مشروع الاتصال للصحة، أهمية اشتراك المأذونين فى التوعية الإنجابية للمقبلين على الزواج إلى أنهم لديهم قدرة على توصيل الرسالة بالمعنى السليم للجمهور المستهدف، والذى سيمثل بعد ذلك الزخم السكانى، ويتسبب فى زيادة خطورة القضية السكانية، حيث يتم تسجيل من 600 إلى 800 ألف حالة زواج فى العام بمصر. وطالب الألفى بضرورة اتفاق المأذون مع العروسين قبل عقد القران على أهمية الفحص الطبى والمشورة والتى تتم من خلال إعطاء معلومات، وتقديم كل الإجابات على الأسئلة التى تدور فى عقولهم بدلاً من لجوء الشباب إلى المعرفة من الإنترنت، والتى قد تقدم معلومات خاطئة عن الزواج فى ظل غياب دور الأب والأم فى توعيتهم قبل الزواج. وأكد الألفى على أن الجمهور إذا شعر بصدق وأهمية الرسالة بالنسبة له فإنه سيقوم بإتباع السلوك المطلوب، وهذا ما حدث فى عام 2003 عندما قامت هيئة الاستعلامات بالتعاون مع وزارة الصحة بعمل حفل زفاف جماعى ل 300 عريس وعروسة فى محافظة المنيا، وقبل إتمام الفرح بعدة أشهر قام المسئولون بعقد دروس توعية للعرسان، وشرح أهمية الفحص الطبى والمشورة، ثم مطالبتهم بعمل الفحص، لكن دون إجبار عليهم وكانت النتيجة هى ذهاب العرسان لعمل الفحص، لأنهم شعروا بفائدته التى ستعود عليهم بعد الزواج. وبعد ذلك قامت الهيئة باصدار كتاب "مبروك"، والذى يحتوى على جميع المراحل التى سيمر بها المقبلون على الزواج، وتم الاتفاق مع جمعية المأذونين ليقوم كل مأذون بتوزيع الكتاب على الراغبين فى الزواج ثم اتجهت الهيئة إلى الكنسية للاتفاق معها أيضاً على تنفيذ نفس التجربة. وعن دور الكنسية فى التوعية الإنجابية تحدث القس باخوميوس لليوم السابع قائلاً: "إن الكنسية تقوم بهذا الدور فى مرحلة الخطوبة، وتوضح للمقبلين على الزواج أهمية الفحص الطبى لتجنب المشاكل التى قد تنجم بعد الزواج، نتيجة عدم الإنجاب، خاصة أن فى المسيحية لا يوجد طلاق، فإذا وجدنا مشاكل متعلقة بعدم الإنجاب، والحالة ميؤوس منها يتم الفصل بينهما، أما إذا وجدنا مشاكل من السهل معالجتها فيتم تخصيص كرسات للعلاج حتى يشفهم ربنا".