افتتاح 3 مساجد بعد الإحلال والتجديد بسوهاج    أسعار البيض اليوم الجمعة في بورصة الدواجن    "الوزراء" يكشف حقيقة اتصال البنوك بالعملاء هاتفيًا بدعوى تحديث بيانات حساباتهم    إصابة 14 شخصا في هجوم باليابان    جيش الاحتلال يشن هجوما ضد أهداف لحزب الله في لبنان    موعد وصول حافلة منتخب مصر لملعب أدرار استعدادا لمواجهة جنوب أفريقيا    حملات مرورية تضبط 120 ألف مخالفة و62 حالة تعاطي مخدرات بين السائقين    تفاصيل الحالة الصحية للفنان محيي إسماعيل بعد نقله للعناية المركزة    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    الصحة: تبادل الخبرات مع ليبيا لمواجهة ارتفاع معدلات الولادات القيصرية    هيئة الدواء: هذه الأخطاء الشائعة في استخدام الأدوية تهدد صحتك    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    أحمد عبد الوهاب يكتب: حل الدولتين خيار استراتيجي يصطدم بالاستيطان    رئيس وزراء السودان: نحن أصحاب مبادرة السلام ولا أحد يفرض علينا القرارات    وزيرا الإنتاج الحربي وقطاع الأعمال العام يبحثان تعزيز التعاون المشترك    موعد مباراة المغرب ومالي في أمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    خطوات هامة لضمان سلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع لجنة المسؤولية الطبية    وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة شركات صاني الصينية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة    وزارة التضامن تفتتح غدا معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالبحر الأحمر    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    هل انتهى زمن صناعة الكاتب؟ ناشر يرد بالأرقام    نقل الفنان محمود حميدة للمستشفى بعد تعرضه لوعكة.. اعرف التفاصيل    كلية المنصور الجامعة تعزّز الثقافة الفنية عبر ندوة علمية    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بقنا    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26-12-2025 في محافظة قنا    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 26-12-2025 في قنا    كامل الوزير: إلزام كل مصنع ينتج عنه صرف صناعي مخالف بإنشاء محطة معالجة    زيلينسكي: اتفقت مع ترامب على عقد لقاء قريب لبحث مسار إنهاء الحرب    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    مسؤول أمريكي: إسرائيل تماطل في تنفيذ اتفاق غزة.. وترامب يريد أن يتقدم بوتيرة أسرع    شروط التقدم للوظائف الجديدة بوزارة النقل    زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى توسيع الطاقة الإنتاجية للصواريخ والقذائف    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    معركة العمق الدفاعي تشغل حسام حسن قبل مواجهة جنوب إفريقيا    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 42..مناورات اللحظة الأخيرة بين مبارك وأوباما..مبارك التقى فرانك وايزنر وقال له إنه سيترشح ثم عاد وقال لن أترشح فأصيب أوباما بارتباك
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 08 - 2014

سوف يتوقف مبارك كثيرا عند مايسميه مؤامرة على إسقاط النظام، لكنه لا يستطيع وهو خارج السلطة أن يتجاهل الأخطاء التى ارتكبها والتحذيرات والأجراس التى دقت له، وكانت المؤشرات واضحة، ولو كانت هناك مؤامرات فقد بدأت بعد التأكد من فقدان مبارك قدراته التى ميزته طوال فترة حكمه، ولم يكن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يمكنه الضغط على مبارك، لولا أنه كان متأكدا أن مبارك لم يعد هو نفسه الذى رآه فى الولايات المتحدة قبل شهور قليلة، والذى أبدى له غضبا لمجرد أن بعض أعضاء إدارة أوباما حدث مبارك عن الديمقراطية.
بعد مظاهرات يناير، كان العالم يتابع، وحسنى مبارك أحد أهم حلفاء أمريكا الذى تراوحت العلاقة بينهما بين الصعود والهبوط. عاصر مبارك 6 رؤساء أمريكيين من نهاية حكم الرئيس كارتر مرورا بالجمهورى رونالد ريجان لفترتين، ثم الجمهورى جورج بوش الأب فترة، ثم الديمقراطى بيل كلينتون فترتين، وجورج دبليو بوش لفترتين، وأخيرا باراك أوباما فى فترته الأولى. خلال هذه السنوات حافظ مبارك على علاقته بالولايات المتحدة مقتديا بالرئيس السادات أن أمريكا معها %99 من أوراق اللعب فى الشرق الأوسط، لكن الأمر لم يخل من شد وجذب.
كان الأمريكيون كثيرا ما ينظرون لمبارك نظرات متناقضة، ويعتبروه مراوغا، وأنه يحافظ دائما على شعرة العلاقة معهم لكنه كثيرا ما كان يخدعهم، لأنهم كانوا يعتبرونه مراوغا، له خبرة فى السلطة مكنته من السيطرة على السلطة فى أكبر دولة عربية لثلاثة عقود. ويعتبروه أستاذا فى فن البقاء، لأن مبارك عاصر الكثير من الأحداث سقطت أنظمة وتفككت إمبراطوريات وقامت حروب وإرهاب وبقى مبارك فى السلطة. كان حليفا مهما وإحدى ضمانات استقرار السلام. أما مبارك فقد كان دائما ما يقول «المتغطى بالأمريكان عريان»، وأن أمريكا لا تساند أحدا، لكنها تعرف مصالحها.
ولهذا عندما قامت مظاهرات يناير 2011 كان هناك حالة من القلق والارتباك فى الإدارة الأمريكية وأيضا فى إسرائيل وذكرت «كيم غطاس» مراسلة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، وإحدى المقربات من دوائر صنع القرار الأمريكى: كانت هناك نقاشات واسعة فى أروقة الإدارة الأمريكية حول الموقف فى مصر بعد اندلاع المظاهرات فى الشوارع.. كان بعض المسؤولين يدركون خطر انهيار مؤسسات الدولة، بشكل يلقى مصر فى جوف هاوية عميقة، خاصة أن مبارك لم يكف عن التلويح بأن البديل له، هو فوضى الإرهاب والتطرف»، وكانت إسرائيل أيضاً تشعر برعب من أن يتم استبدال نظام مبارك بحكومة متطرفة، ومهما كان السلام مع مبارك بارداً، ظل يحافظ على معاهدة السلام.
هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابقة فى إدارة باراك أوباما قدمت رصدًا لمواقف إدارة أوباما من ثورة 25 يناير، وكانت هيلارى حتى اليوم الأخير لمبارك، تعتبره حليفا ثابتا وقويا للولايات المتحدة. أحد مساعدى أوباما قال: «نحن نعرف مبارك. ولا أحد يعرف ما قد يأتى بعده. وعندما لا تعرف ماذا بعد. من الصعب أن تطالب أى شخص بأن يذهب». لكن أوباما كانت وجهة نظره: «إذا لم نطلب من مبارك الذهاب، لن يستطيع البقاء لقد فقد السيطرة».
هيلارى كلينتون كانت تعرف مبارك جيدًا وعبرت عن قلقها من «تبديل ديكتاتور معتدل بمتطرف منتخب لا نعرفه. وكان لتحفظها جزء شخصى، هو علاقتها وزوجها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كيلنتون مع الرئيس حسنى وزوجته سوزان، فى إبريل 1993، استقبل كلينتون مبارك فى البيت الأبيض. وقالت هيلارى: أنا أعتبر مبارك وزوجته صديقين لعائلتى.
هيلارى كلينتون تحدثت فى مذكراتها «خيارات صعبة»، عن الانقسام داخل الإدارة الأمريكية من أحداث يناير 2011، وتقول إنها دفعت باتجاه بدء مبارك فى عملية انتقال منظم للسلطة، يكون فيه دور ما لرئيس المخابرات عمر سليمان، وصنفت نفسها ضمن الحرس القديم الذين كانوا خائفين من الرحيل الفورى لمبارك ومعها جو بايدن، نائب الرئيس، ومستشار الأمن القومى توم دونيلون، ووزير الدفاع روبرت جيتس، بينما جيل الشباب. وعلى رأسهم سامنثا باور، كبيرة المستشارين فى السياسة الخارجية، كانوا يلحون على أوباما قائلين: لا يمكننا أن نوقف التاريخ ونعرض مصداقيتنا للخطر.
أوباما تعامل بوجهتى النظر وكان يعلن تأييده للشباب فى المظاهرات ويرسل مسؤولين للقاهرة للقاء مبارك.
وقد أيدت مذكرات وزير الدفاع الأمريكى فى فترة أوباما الأولى، روبرت جيتس، ما ذكرته هيلارى التى قالت: لم يكن مبارك يستمع لأحد، واقترحت على أوباما إيفاد السفير السابق فى القاهرة فرانك ويزنر ليحمل رسالة إلى مبارك يطالبه فيها بإلغاء قانون الطوارئ، ويتعهد بعدم ترشيح نفسه أو ابنه جمال كوريث له. وافق أوباما. وفى 31 يناير، التقى ويزنر مع مبارك، وقال إنه كان عصبياً متوتراً ومضطرباً، لكنه لم يكن مستعداً للتخلى عن السلطة، هذا العجوز العنيد، صم أذنيه، ولم يكن يفكر فى تغيير طريقته فى إدارة الأمور. لم يكن حاسما فيما يخص الترشح أو البقاء، وتعامل بمناورة بأنه ينوى الترشح لفترة جديدة فى 2011. وفى نهاية اللقاء قال إنه لن يقضى يوما بعد نهاية فترته.
سافر ويزنر إلى ميونخ، حيث كان ينعقد مؤتمر الأمن الدولى لمناقشة الوضع فى مصر، وقال فى إحدى الجلسات: إن مبارك يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا فى مستقبل مصر. أبدى أوباما اعتراضه وقال لهيلارى كلينتون إنه غير راض عن هذه الرسائل التى تدعو إلى الارتباك.
كانت هناك نقطة تثير قلق الإدارة الأمريكية كما ذكرت مراسلة بى بى سى كيم غطاس: «أن وراء مبارك مؤسسة هائلة لم تمس، قادرة على إدارة الأمور به أو بدونه. كانت الولايات المتحدة واعية تماماً بمدى حجم وقوة الجيش المصرى، خاصة بعد أن التزم بعدم إطلاق النار على المتظاهرين فى الشوارع. وأبدت هيلارى مخاوفها من أن يأخذ الجيش السلطة.
كان مبارك قد عين عمر سليمان نائباً له بغير حماس، على أمل تهدئة المتظاهرين، وتقول هيلارى لا تعيين سليمان ولا الحوار الوطنى نجحا فى طمأنة المتظاهرين. بعدها، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً، أعلن أنه يساند المطالب المشروعة للمتظاهرين، ويتعهد بعدم إطلاق النار. كان من المفترض أن تكون هذه إشارة شديدة الوضوح لمبارك، بأنه لا سبيل أمامه للاستمرار فى السلطة.
كانت علاقة مصر بأمريكا فى عصر مبارك متشعبة، فى الثمانينيات كان مبارك حريصاً على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وفى التسعينيات حصل تقارب فى العلاقات بين البلدين بعد مشاركة مصر فى حرب تحرير الكويت، وظلت العلاقة مع إدارة بيل كلينتون مستقرة، حتى مباحثات كامب ديفيد الثانية مع الفلسطينيين عندما ضغط الرئيس كلينتون على عرفات لقبول وضعية مختلفة للقدس واللاجئين، ورفض عرفات، وطلبوا من مبارك الضغط على عرفات، لكن مبارك رفض وساند وجهة نظر عرفات، عندها حدثت فجوة مع كلينتون وبعدها تم استهداف عرفات، واستمرت الفجوة فى عهد إدارة جورج دبليو بوش، وكانت العلاقة بين مبارك وبوش مترددة، بين التقارب والتباعد، خاصة أن مبارك كان متحفظا على غزو الولايات المتحدة للعراق وشهدت العلاقة مع الولايات المتحدة فى عهد بوش منعطفات مختلفة كان مبارك رافضا للمشاركة فى الحرب على العراق على عكس موقفه من تحرير الكويت، لأنه كان يرى صدام غازيا، وقد سرب الأمريكان أن مبارك أبلغ إدارة بوش بامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية، وهو ما نفاه مبارك واعتبره افتراء.
وبعد غزو العراق بدأت الولايات المتحدة تضغط من أجل الديمقراطية فى الأنظمة العربية بينما مبارك كان يعلن أن الإصلاح مستمر من الداخل. كان هذا التوقيت بين 2003 و2004، وبعدها قال مبارك إن الأمريكان يريدون منه الرحيل عن الحكم. وقد ذكر أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق فى مذكراته أن مبارك أبلغه عام 2005 أن الأمريكيين يريدون منه الرحيل يقول أبوالغيط: سار معى الرئيس، وأنا أقترب من باب الصالون المتسع الذى استقبلنى به، فى الدور الأرضى بقصر الاتحادية فى هليوبوليس، وقال جملة موجزة، صدمتنى، ولم أتحدث بها مع شخص قط.. قال إنه لا يستبعد أن تكون لدى الأمريكيين رغبة فى إقصائه عن الحكم. يقول أبوالغيط: دُهشتُ لهذا القول... ويقول أبوالغيط إنه استمع كثيرا لمبارك وهو يقول: المتغطى بالأمريكان «عريان». رددها فى نقاشاته حول أوضاع باكستان، وما وقع للجنرال مشرف من اضطرار إلى التخلى عن السلطة فى عام 2008.
كان مبارك زار مزرعة الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش فى تكساس عام 2004. وغضب عندما حدثه بعض مساعدى بوش عن الديمقراطية، وتوقف مبارك عن زيارة أمريكا، وأرسل جمال مبارك 2006. وكثيرا ما كانت الإدارة الأمريكية تستخدم فى ضغوطها على مبارك فى القضايا الإقليمية، أوراقا داخلية، يستقبلون معارضين أو يضغطون فى الكونجرس لخفض المعونات.
وكانت الزيارة الأخيرة لمبارك إلى واشنطن 2010 وغضب من صدور بيان من البيت الأبيض 1 سبتمبر، أشار إلى أن الرئيس أوباما أكد خلال لقائه بمبارك على أهمية وجود منافسة سياسية مفتوحة، وانتخابات شفافة فى مصر، غضب مبارك وكان هذا قبل شهور قليلة من مظاهرات يناير.
مع أحداث يناير كانت الإدارة الأمريكية تائهة بين سيناريوهين وكما وصف مسؤول أمريكى: إما أن نشهد تكرار عام 1989 عام سقوط سور برلين وما أعقبته من الانفتاح السياسى والاقتصادى بأوروبا الشرقية، وسيناريو عام 1979 شهد الثورة الإسلامية بقيادة الخومينى فى إيران، وكانت التوصية لا نريد خومينى آخر فى مصر.
يوم 1 فبراير، أعلن مبارك أنه لن يسعى لإعادة ترشح نفسه، لكنه لم يشر إلى عدم ترشح ابنه جمال. واتصل أوباما بمبارك فى نفس يوم 1 فبراير فى مكالمة استمرت 30 دقيقة. وقال لمبارك: أنت قائد خدمت بلادك لزمن طويل، لكن الأمور بهذا الشكل لن تتم. وعليك أن تعجل بنقل السلطة. أعرف حبك لوطنك ولا شك أن آخر شىء تريده لبلادك هو عدم الاستقرار.
رد مبارك على أوباما: أنت لا تعرف شعبى، هم يعرفون أننى وحدى القادر على تحقيق الاستقرار فى مصر. فسأله أوباما: ماذا لو كنت مخطئاً؟ رد مبارك: أنت لا تعرف شعبى.. هنا قال أوباما: دعنا نتحدث إذن مجدداً بعد 24 ساعة. لكن مبارك رد: لا، سوف نتحدث بعد بضعة أيام، سيكون كل شىء أصبح على ما يرام.
أوباما قال: ربما كنت محقاً لكن ماذا لو كنت على خطأ؟ المخاطر عالية جداً بالنسبة لك أيضاً. هذا الوضع لن يستمر إلى الأبد. لكن مبارك أنهى المكالمة: أقول لك إننى أنا من يعرف شعبى، أنت الذى لا يعرفه.
وكانت تلك هى آخر مكالمة بين مبارك وأوباما. وفى اليوم التالى، حدثت موقعة الجمل. اتصلت هيلارى كلينتون بنائب الرئيس عمر سليمان. وطمأنها أن هذا الموقف لن يتكرر.
علمت هيلارى من قيادات بالجيش أن مبارك سيعلن استقالته مساء 10 فبراير. ورفع رئيس المخابرات المركزية ليون بانيتا تقريرا للكونجرس يقول إن هناك احتمالاً كبيراً بأن مبارك سيتنحى فى هذا المساء.. أما هيلارى فتقول إنها كانت مقتنعة بأن مبارك سيراوغ. وقالت لمعاونيها: لا أتخيل أن هذا العجوز سيقف ويقول: أنا راحل. هكذا ببساطة. استمرت خطبة مبارك 17 دقيقة.. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: ما زلنا نحاول فك ألغاز كلماته. كان مدير المخابرات، يبدو فى صورة الأبله الذى يستقى معلوماته من الإعلام ورفع تقريرا خاطئا.
مساء ذلك اليوم، اتصل وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس بوزير الدفاع المشير حسين طنطاوى، وقال له إن الوضع الآن خطر. وعلى مبارك أن يرحل. وتقول كيم غطاس إن جنرالات الجيش كانوا بالفعل مرهقين ومتوترين، لكنهم كانوا يوازنون بين الخيارات المطروحة أمامهم، ولم يبدوا إعجابهم أو حماسهم للاستماع لنصائح من الخارج.
وعندما ألقى نائب الرئيس عمر سليمان بيان التنحى كان الأمر مفاجأة، فيما بدا للأمريكان وكأن مبارك يلعب معهم فصلا جديدا. لكن الحقيقة أن الأمريكان لم يكن ممكنا أن يمنعوا سقوط مبارك لأنه كان قد تجاهل عشرات التقارير والإشارات، وسقط فى الداخل أولا بعد أن أضاع الفرص.
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 41.. مبارك بعد فوات الأوان.. عمر سليمان رفع لمبارك تقريرا يوم 19 يناير يحذره من المظاهرات لكنه تجاهله وأحاله إلى رئيس الوزراء
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 40.. مبارك وتونس والإنذار الأخير..بعد هروب الرئيس التونسى قال مبارك لعمر سليمان: أنا مش جبان علشان أهرب زى زين العابدين بن على
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 39.. مبارك وعمر سليمان والمشير.. توازن الأمن..اللواء عمر سليمان الذى كان أقرب المقربين لمبارك لم يكن يحظى بثقة كاملة من الرئيس
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 38.. مبارك تحت حصار المرض وزكريا عزمى.. سوزان أجبرته على إلغاء قرار تعيين عمر سليمان نائباً مرتين.. مبارك خرج بعد انتشار شائعة موته يقول:«مش لاقى حد ينفع يترشح»
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 37.. مبارك والشاطر والإخوان.. من التحالف للصدام .. رسالة الجماعة لرئيس المخابرات: لا نسعى إلى الحكم وعلى استعداد تقديم ضمانات ..ورد مبارك: "اتركوهم يعملوا"
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 36 ..مبارك والعادلى.. الأمن والسياسة ..مبارك تردد فى تعيين العادلى بعد حادث الأقصر وفكر فى تعيين وزير من الجيش لولا تحذير زكريا عزمى
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 35 ..مبارك وتحالف جمال وزكريا عزمى وأحمد عز.. أحمد نظيف يقدم سجل إنجازاته فى خمس سنوات ويتحدث عن نسبة النمو ويتجاهل الفقراء.. زكريا عزمى يلعب دوراً مزدوجاً
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 34.. مبارك يترشح وجمال يحكم..ترشح مبارك وفاز لكن جمال هو الذى كسب المزيد من السلطة داخل الحزب والحكومة وسيطر على حكومة نظيف
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. حلقة 33.. مبارك سافر لإجراء جراحة خطرة بألمانيا وقال: اعتبرونى إجازة ورفض تعيين نائب.. أعلن تعديل الدستور من مدرسة المساعى المشكورة وعاد للمنوفية بعد غياب نصف قرن
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 32.. مبارك وجورج بوش والفرص الضائعة..نجا مبارك من حرب الخليج الأولى والثانية وأصر على التلاعب بمطالب الأمريكان بين التغيير والهروب
للاطلاع على المزيد من حلقات مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" أضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.