السناجب والأفاعى تقود انقلابا كرويا على أرض الغزلان

«الساحرة المستديرة» مقولة شهيرة فى كرة القدم تعبر عن حال كرة القدم المتغير دائما ولا تخضع اللعبة لأى معايير يحدد من خلالها الفريق الفائز إلا مع صافرة نهاية كل مباراة، ولكن ما يحدث فى بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليا بأنجولا زاد من سحر كرة القدم، وحير النقاد والرياضيين.
فالمعروف فى كل بطولة، سواء قارية أو عالمية أو حتى الدوريات المحلية، أن هناك فريقا أو منتخبا يكون الحصان الأسود للبطولة لتحقيقه نتائج غير متوقعة، ولكن أن تشهد بطولة الأمم تواجد أكثر من فريق يحمل لقب الحصان الأسود فهذا هو سحر الكرة الحقيقى. ما فعلته منتخبات موزمبيق وبنين والجابون وأنجولا وبوركينا فاسو من نتائج يستحق أن نطلق عليه «انقلاب كروى فى أفريقيا » فالجابون الملقبة بالفهود السوداء فازت على أسود الكاميرون إحدى القوى العظمى فى القارة السمراء وهذا الفوز ليس وليد الصدفة، فقد تواجد المنتخبان معا فى تصفيات كأس العالم الأخيرة وفازت أيضا الجابون على الكاميرون، ليؤكد المنتخب الجابونى أنه قادم بقوة لزلزلة العرش الأفريقى من أسفل المنتخبات القوية.
وأيضا منتخب بوركينا فاسو الملقب بالخيول والذى أحرج أفيال كوت ديفوار فى أول مباراة للفريقين وانتزع تعادلا مستحقا زاد من أملهم فى التأهل لدور الثمانية فى حالة التعادل فقط مع منتخب غانا فى ظل انسحاب المنتخب الرابع فى المجموعة وهو منتخب توجو.
منتخب أنجولا أو الغزلان، كان من المفاجآت فى البطولة بعد تقديمه أداء قويا أمام منتخب مالى العريق والمطعم بنجوم كبار أمثال كانوتيه وكيتا وممادو ديارا الذين يلعبون فى أكبر الأندية الإسبانية، إشبيلية وبرشلونة وريال مدريد على الترتيب، بعد أن تقدموا عليهم برباعية نظيفة قبل أن يحقق منتخب مالى المعجزة بالتعادل فى آخر ربع ساعة، وحقق المنتخب الأنجولى فوزا مستحقا بقيادة البرتغالى مانويل جوزيه على منتخب مالاوى الذى فجر كبرى مفاجآت البطولة فى أول مباراة له بالفوز على منتخب الجزائر صاحب إحدى البطاقات الأفريقية فى المونديال بثلاثية نظيفة.
الفرق التى كانت صغيرة لم تعد هكذا بل أصبحت كبيرة بنتائجها وأدائها فى البطولة المقامة على أرض الغزلان، ونجحوا باقتدار فى قيادة انقلاب كروى رهيب غيّر من مفهوم الكرة الأفريقية وأعاد للقارة السمراء بريقها على مستوى العالم، وأنها ستظل القارة التى تمد الفرق الأوروبية الكبرى بنجوم سمراء تتألق فى سماء العالم، لتكون هذه البطولة امتدادا ناجحا لفوز منتخب شباب غانا بكأس العالم للشباب التى أقيمت بمصر العام الماضى، والتى أكد فيها شباب غانا أن الكرة الأفريقية قادرة على منافسة نظيرتها فى أوروبا وأمريكا الجنوبية أصحاب الريادة فى المحافل العالمية. بطولة أنجولا رسالة شديدة اللهجة لكل منتخبات العالم قبل مونديال جنوب أفريقيا الذى سيقام الصيف المقبل.