حكومة كاملة لتطوير العشوائيين

أنا مصدقك.. معرفش ليه أنا مصدقك وحاسس إنك فعلا واحد مننا .. واحد قريبنا .. باصدقك لما بتقول أنا مش أحسن منكم واحنا كلنا زى بعض .. باحسك وأنت بتسمينا "المصريين" لأنها فعلا كلمة جامعة شاملة مانحة مانعة لكل أشكال التطرف والطائفية فمن يشعر أنه مصرى لا يفكر أبدا إلا فى بلده مصر ولا يشعر إلا بهويته المصرية وهذا أمر لا يتنافى أبدا مع دينه السماوى مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا.
وبما أننا (زى بعض) صديقى الرئيس فإنى أريد أن أهمس فى أذنك – لكن بصوت عال قد يسمعه كثير من الناس – وأنت أكيد تعرف أكثر منى فأنت حبيب المصريين، أن المصريين الذين تقصدهم طبعا ليسوا هم فقط الفنانين والإعلاميين والرياضيين ورجال الأعمال، وأن الشباب الذين تناديهم ليسوا هم فقط طلبة الجامعات أو طلبة كليات الشرطة والجيش.. وأنت صرحت أكثر من مرة أنهم من أتيت من أجلهم ومن حاربت لأجل خاطرهم ... فقراء هذا الشعب، ولكنى أريد يا .. صديقى الرئيس .. أن أوسع دائرة الضوء على طبقة هى ليست من الفقراء ولا الأغنياء ولكنها أصبحت هى غالب الجسد المصرى .. هؤلاء الذين تُلتقط لهم الصورة وهم يأكلون أى حاجة.. تجدهم ملتفين على عربيات الفول وتجدهم يلهثون حول عربة (التقاطيع) – وهى لمن لا يعرف أجزاء العجل التى لا يعرفها الأغنياء من فشة وزور وطحال وممبار وغيره، وتجدهم ملقين على سلالم المستشفيات الحكومية وسط القاذورات والتلوث فى انتظار قرص دواء أو أشعة لا يستطيعون دفع ثمنها ... هؤلاء الذين يأكلون أى حاجة ويسمعون أى حاجة ويتعلمون أى حاجة ويعالجون بأى حاجة .. هم (عشوائيين) هذا الشعب الذى أفرزته سنوات طويلة من الظلم والجفاء والتجاهل .
إنك يا صديقى الرئيس تحتاج لمجهود شاق لتصنيف هذا الشعب ورفع مستوى هذا العشوائى ليرقى إلى درجة ( فقير) .. وخذها كلمة من العبد الفقير إلى الله : مثلما جعلت وزارة لتطوير العشوائيات نرجو أن يكون هناك حكومة كاملة لتطوير العشوائيين فقد أصبحنا شعبا نعيش العشوائية فى كل شىء فى المأكل والملبس والمسكن والحركة والعمل ... ليتك صديقى الرئيس تجعل من مستشاريك عددا من هؤلاء العشوائيين الذين يوصلون لك الرسالة "صح" وينقلون لك الصورة أبيض وأسود وليست ألوان.
صادق هؤلاء يصدقوك ويصدِقوك ويكونوا خير معين فهم رمانة ميزان الشارع المصرى.
ربنا يعينك.