كانت البداية بتتر مسلسل "الخواجة عبد القادر" وقصيدة الحلاج فى حب النبى محمد، وبدايتها تقول "والله ما طلعت شمس وما غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسى"، وهى الكلمات الصوفية الرائعة التى أضفت بهاءً وحالة من الروحانيات الرائعة على المسلسل ومتابعيه، فأحبوها، وحفظوها عن ظهر قلب. ويبدو أن الشعب المصرى بطبعه ميالاً إلى الأناشيد، والابتهالات الصوفية، إذ استعان فريق مسلسل "السبع وصايا" والذى يعرض هذا العام على الشاشات الصغيرة، بقصيدة "الفراديس" من كلمات الشاعر الصوفى محيى الدين بن عربى، لما لمسوه فى نفوس المصريين من الميل إلى الصوفية، وأناشيدها، فأظهرت القصيدة الصوفية فى أروع ثيابها، وتقول فى مطلعها: "فللهِ قومٌ فى الفراديسِ مذ أبتْ قلوبهم أن تسكن الجوَّ والسما ففى العَجَلِ السرُّ الذى صدعتْ له رعودُ اللظى فى السُفلِ من ظاهر العَجَى وأبرقَ برقٌ فى نواحيهِ ساطعٌ يجلِّلُهُ من باطنِ الرِجلِ فى الشوى فأولُ صوتٍ كان منه بأنفه فشمّته فاستوجبَ الحمدَ والثنا وفاجأهُ وحىٌ من اللهِ آمرٌ وكان له ما كان فى نفسه اكتمى"... وكلمات القصيدة تروى قصة خلق سيدنا آدم وأكله من الشجرة المحرمة، ويُقصد بالفراديس وهى الأرض ولا يقصد بها السماء والجنة وهو المعنى المتعارف عليه، ولما خُلق آدم نفخ الله فيه فدبت فيه الروح من هول النفخة التى حدثت فى جسمه عطس بسبب دَب الروح فيه، فشمته الله فقال الحمد لله وأثنى على الله". وبرغم أن فهم كلمات التتر استعصى على الكثيرين، لصعوبته، إلا أنه استطاع أن يخلق حالة من الروحانيات، المحببة لدى المصريين، وأن يضفى رونقًا جماليًا فى نفوسهم.