قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، إن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تمتع الأطفال والشباب فى جنوب السودان بما يستحقونه من احترام وبما يُتاح لهم من فرص للتنمية"، جاء ذلك خلال زيارتها لدولة جنوب السودان برفقة ليلى زروقى، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، وفورست ويتيكر، المبعوث الخاص لليونسكو. جاء ذلك خلال هذه الزيارة المشتركة، تحدث هؤلاء الشخصيات بصوت واحد عن أهمية التعليم والمصالحة وبناء السلام، فضلاً عن حماية الأطفال المتضررين جراء النزاعات المسلحة. التقى كل من إيرينا بوكوفا وليلى زروقى وفورست ويتيكر فخامة السيد سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان. وخلال هذا اللقاء، جدد فخامة رئيس جنوب السودان التزامه بإعطاء الأولوية للتعليم باعتباره حجر الزاوية للانتعاش من الصراع الدائر ولبناء السلام الدائم. ومن جانبها، قالت إيرينا بوكوفا: "إن المعرفة إنما تشكل أقوى الضمانات ضد أعمال العنف وضد النزاعات. ويواجه جنوب السودان مهمة مضنية للتغلب على التحديات المطروحة فى ما يتعلق بالأمية وتعليم الفتيات. وما يُشجعنى هو ما أبداه فخامة الرئيس من التزام شخصى بجعل التعليم أولوية قصوى. ونحن نحتاج إلى قيادة من هذا القبيل من أجل التعليم، وذلك لتمكين أطفال وشباب جنوب السودان من بناء بلادهم". أما ليلى زروقى، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فقد شددت أثناء هذا اللقاء على ما تحدثه النزاعات من تأثيرات مدمرة على الأطفال. كما أنها قالت: "إن فخامة الرئيس قد أكّد لنا أن قوات الأمن الوطنى فى البلاد لن تتوانى عن إخلاء أى مدرسة تُستخدم لأغراض عسكرية. وقد التزم فخامة الرئيس أيضاً بالعمل مع الأممالمتحدة لتنفيذ خطة العمل تنفيذاً كاملاً ولوضع حد لممارسات تجنيد الأطفال والحيلولة دونها، وهى الممارسات التى تقوم بها حركة الجيش الشعبى لتحرير السودان". جدير بالذكر أن دولة جنوب السودان هى إحدى الدول الثمانى المشتركة فى الحملة العالمية "أطفال.. لا جنود" التى أطلقتها فى مارس 2014 الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف. ترمى هذه الحملة إلى وضع حد لممارسات تجنيد واستخدام الأطفال والحيلولة دونها، وهى الممارسات التى تقوم بها قوات الأمن الحكومية التى أدرجها الأمين العام للأمم المتحدة فى قائمة الدول التى تجند وتستخدم الأطفال فى النزاعات. وقد أعلن فورست ويتيكر دعمه بصورة رسمية لهذه الحملة. أعرب فورست ويتيكر، المبعوث الخاص لليونسكو، عن ارتياحه للترحيب الحار الذى أبداه فخامة الرئيس بشأن إطلاق "شبكة الشباب صانعى السلام" فى المنطقة الاستوائية، وذلك فى معرض حديثه عن لقائه معه الذى تناولا فيه الأنشطة التى تضطلع بها مؤسسته المعروفة تحت اسم "مبادرة فورست ويتيكر للسلام والتنمية" الرامية إلى تعزيز السلام والمصالحة من خلال تعليم السلام والتدريب المهنى والتكنولوجيا فى جنوب السودان. التقى الوفد بالشباب النازحين جراء النزاع والذين يعيشون الآن فى مخيّم تحت حماية الأممالمتحدة فى جوبا. وشرح هؤلاء الشباب للوفد كيف أنهم يواجهون الآثار الناجمة عن النزاع وما هى طموحاتهم للمستقبل. جدير بالذكر أن "مبادرة فورست ويتيكر للسلام والتنمية" توفر الدعم للشباب المقيمين فى هذا المخيّم من أجل تعزيز قدراتهم من خلال أنشطة تتعلق ببناء السلام. تشمل هذه الأنشطة عدة برامج من بينها برنامج "سينما من أجل السلام"، وهو برنامج حاز نجاحاً باهراً لدى جمهور الشباب. ويتمثل هذا البرنامج فى عرض أفلام عن السلام والحيلولة دون النزاعات وتحقيق المصالحة يتبعها مناقشات تفاعلية وأداء أدوار بغرض توعية جماهير الشباب بالقيم والمبادئ التى تستند إليها ثقافة السلام واللاعنف. قالت المديرة العامة: "على الرغم من جميع الصعوبات التى تواجه الشباب جراء النزاع الدائر فى جنوب السودان، فإن استعدادهم للمشاركة يلهمنى ويجعلنى أدرك أن هناك أملاً للغد. فمن خلال نواياهم سينشأ جنوب السودان الجديد".