ومن مثل المصريين فى حبهم للنبى صلى الله عليه وسلم ولأهل بيته، وللصلاة عليه فى كل حين . ألم يلحظ أحد أننا الشعب الوحيد الذى اخترع "الصلاة عالنبى" لتهدئة النفوس حين اشتعال الغضب، فيهتف أحدنا "صلى عالنبى فى قلبك يا شيخ وصلوا عالنبى يا جماعة " ونحن من عرفنا الأنبياء جميعًا وآمنا بهم، فكنا أول من قال "كل من له نبى يصلى عليه" ونحن من نقول حين نرى مشهدًا جميلاً "اللهم صلى عالنبى إيه الجمال ده" وحتى حين ننسى شيئًا ونحاول تذكره نقول "اللهم صلى عالنبى أنا كنت حاططها فين"..! وحتى فى "الماضى الجميل" حين كان الغزل حلالاً راقياً ممتعاً ,كان الرجل حين يرى فتاة جميلة يقول قولة الراحل العظيم توفيق الدقن الشهيرة "صلاة النبى أحسن" وأما إذا شعر الإنسان بأنه تم التغرير به أو صدم فى توقعاته، فهو يكتفى بالصلاة على النبى بل ويعتبرها مكسبه الوحيد، فيقول " كسبنا صلاة النبى". .. كل هذا حدث بدون توجيه ولا إملاء من أى شخص وبدون أن يأمرنا أحد بل وبدون اتفاق مسبق . إنها عجينة شعب يمزج حياته بحب دينه وأنبيائه جميعًا دون وصاية. حتى فُجِعنا فى تلك الجماعة المأفونة التى أرادت أن تكون وصية علينا فتكفر هذا وتخون ذاك وتريد أن تأمرنا فنطيع وكعادتها الخبيثة، تخلط الدين الحنيف بكل مآربها المشبوهة. فكما رفعت شعار "الإسلام هو الحل" ثم فوجئنا بها لا ترى فى الإسلام حلاً بل سلمًا تصعد عليه لتحقيق أغراضها. ..هاهى ترفع شعار "صلى عالنبى.. صليت عالنبى النهاردة" .! طيب مالك أنت إذا كنت صليت عليه أم لم أصلِّ ومنذ متى والمصريون ينتظرون " بوستر" أو ملصق، ليتذكروا نبيهم صلى الله عليه وسلم ! وكأنها فى ذلك لم تتعلم من عقاب الله لها سبحانه وتعالى حين سلبها "مُلك مصر" بسبب خبث نواياها وتمسحها بالدين وجعله. أكرمكم الله.. فوطة يمسحون بها خطاياهم وذراعًا يبطشون بها فالقرآن تستخدم آياته فى محاربة وسب معارضيهم ولىّ ذراع الآيات الكريمة كتلبيس ابليس حتى يغسلون أدمغة تابعيهم بأنهم على حق وباقى المجتمع كافر ووو. أرجوكم لا يقولن أحد وما الخطورة فى ذلك ولماذا تضخمون أى أمر وتلصقونه فى "الإخوان" لأن خطورة تلك الشعارات الدينية تزداد يومًا بعد يوم والغرض منها ليس بريئًا كما يظهر بل الغرض بث الفتنة. وعليه فسنجد البسطاء حين تمنع الدولة تلك الملصقات يرددون بكل سفه أن هؤلاء "العلمانيين" الكفرة الذين انقلبوا على الحاكم المسلم "مرسى" ويهاجمون الدين ويريدونها علمانية. هكذا سيفسرها لهم مللهم وشيوخهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون, وهذا هو المطلوب بالضبط، وصم الدولة المصرية بالكفر ومحاربة الدين وتأجيج النفوس ضد الحاكم "الكافر" فى وجهة نظرهم. انظروا حولكم وشاهدوا بأم رأسكم علاَم تلعب أمريكا والإخوان وجماعاتهم الإرهابية فى سوريا وأفغانستان والعراق وغيرها من الدول التى ترزح تحت نير طائفيتهم، إنهم الآن وبعد ضياع حلمهم بُملك مصر، يراهنون على تمزيق الأمم بالطائفية والعنصرية البغيضة، مستعملين فى ذلك شعارات حق أريد بها باطل، وشيوخ فتنة ينفثون سمومهم فى كل حدب وصوب لتشريد الأمة العربية، وعلى ما يبدو فإن "سقوط الإخوانجية" المدوى فى مصر والذى لم تحسب أمريكا له حساباً أجبرها على التصرف بسرعة, فسوريا لم تسقط للآن سقوطاً كاملاً ولم يكتمل حلم تفتيتها والحرب دائرة ولا أحد عاد يفرق بين الحق والباطل، فكان الحل هو "داعش" لضرب سوريا والعراق وليبيا وتمزيق أوصالهم كما تمزق اليمن "الذى كان سعيدًا" قبل ظهور الست توكل ومموليها، فتحول إلى 6 مقاطعات تنام على انفجار وتصحو على مجزرة. هذه هى الحكاية وراء "صلى عالنبى" انظروا لما يفعلونه بالإسلام وبالدول التى ظهروا فيها كمسيخ دجال يزيف الحقائق، ويتبعه عميان القلوب وقولوا لى. ما الذى يكسبه الإسلام من ملصقات بهذا المعنى فى أمة يضربها الجهل وانعدام الوعى فى مقتل وتقف على شعرة من الاحتقان الطائفى. ثم إننا لانحتاج تلك الملصقات لنصلى عالنبى بل نحتاج أن نلتف حول بعضنا البعض فلاوقت للتفتت والعراك والتطاحن والطائفية وإلا فإن مصيرنا لن يبتعد كثيراً عن مصائر الآخرين.