حث الإسلام الشباب على الزواج وبناء الأسرة القوية المتماسكة لاستمرار الحياة الزوجية بلا مشكلات تنغص على الزوجين حياتهما ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم باختيار الزوجة الصالحة، فقد روى البخارى فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك). وروى الإمام أحمد بن حنبل فى مسنده أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك). والهدف من الزواج إعفاف النفس وصونها عن المحرمات، وإنجاب الذرية الصالحة التى تنشأ فى جو أسرى سليم تسوده السكينة والحوار الهادئ بين أفراد الأسرة. الخلافات الأسرية تشرد طفلى: لا يخلو بيت من حدوث حالات خلاف بين الزوج والزوجة، وتلك سنة الحياة وطبيعة البشر، ولكن عندما تتفاقم الخلافات بشكل مخيف، وترتفع الصيحات بالتهديد والوعيد أمام الأبناء والجيران فإن ذلك يعد تهديداً للحياة الزوجية واعتداء على حقوق الأبناء الذين يصابون بالفزع والخوف، ويتعرضون للكوابيس المزعجة، وقد يتعرضون لضغوط وأمراض نفسية عديدة تهدد حياتهم فى المستقبل. وما تطالعنا به وسائل الإعلام المقروءة والمرئية من تفاقم أحداث العنف بين الأزواج والزوجات فى بلادنا العربية يدعو للحسرة على ما وصل إليه حال الأسرة المسلمة. فقد انتشرت حالات ضرب الأزواج لزوجاتهم بل وضرب الزوجات لأزواجهن بالعصى والآلات الحادة وارتفاع معدلات الطلاق بنسب مخيفة، ففى المجتمع المصرى بلغت نسبة معدل الطلاق 40% بمتوسط 240 مطلقة يومياً وبواقع حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق، وأن إجمالى عدد المطلقات فى مصر بلغ مليونين و458 ألف مطلقة (حسب إحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بالقاهرة 2004م). وفى المملكة العربية السعودية، أعلنت وكالة الأنباء السعودية فى العام 2004م (نقلا عن دراسة أجرتها وزارة التخطيط بالمملكة) أن نسبة الطلاق ارتفعت فى العام 2003م عن السنوات السابقة بنسبة 20% وأنه يتم طلاق 33 امرأة يومياً، وأنه فى مدينة جدة السعودية تصل نسبة الطلاق 40%. وفى الكويت تبين من دراسة أجرتها (إدارة التوثيقات الشرعية بوزارة العدل فى العام 2003 م) أن نسبة الطلاق فى الكويت بلغت 40% خلال النصف الأول من العام 2003م وهناك دول أخرى ترتفع فيها نسبة معدل الطلاق التى ترجع أهم أسبابه إلى البعد عن الدين، وافتقاد الحوار الناجح بين الزوج والزوجة، وترجع كذلك للضغوط الاقتصادية الطاحنة الناتجة عن متطلبات الحياة العصرية "المادية". أطفال الشوارع: تعلن معظم دول العالم عن الأعداد الحقيقية لأطفال الشوارع الذين بلغ عددهم فى العالم نحو 250 مليون طفل مشرد، إلا أنه ليست هناك إحصاءات عن أطفال الشوارع فى معظم البلاد العربية، لتحرجها من الإعلان عن الظاهرة، وإن أعلنت بعض الدول فإنها لا تعلن عن الأعداد الحقيقية، ما يصعب إيجاد الحلول للمشكلة التى تتفاقم يوماً بعد يوم نتيجة الخلافات الأسرية وزيادة نسب معدلات الطلاق وسوء معاملة الصغار فى البيوت بسبب الفقر، أو زواج أحد الأبوين أو كليهما بعد الطلاق ما يدفع الأطفال إلى حافة التشرد وتفضيل الشارع على جحيم البيت حتى وإن جعل منهم فريسة سهلة لمنعدمى الضمير الذين يستخدمونهم فى أغراض خبيثة كترويج المخدرات والسرقة وممارسة الرزيلة. * من واجب الحكومات وهيئات المجمع المدنى رعاية هؤلاء الأطفال وإنشاء دور الرعاية الاجتماعية لهم ليمارسوا حقهم فى اللعب والتعليم والتثقيف والرعاية الصحية كغيرهم من الأطفال. * أن تشارك جميع الجهات الاجتماعية والإعلامية والتربوية فى توعية المقبلين على الزواج بضرورة الحوار ومناقشة الأمور الزوجية بالتفاهم والاحترام المتبادل مع أهمية رعاية الأطفال وتوجيههم وتنشئتهم تنشئة صحيحة وأن الطفل له حق على أبويه حتى وإن انفصل أحدهما عن الآخر مع ضرورة إلزام الآباء برعاية أطفالهم ومحاسبتهم على إهمالهم فى حق الأبناء قبل أن يتحول هؤلاء الأبرياء إلى قنابل موقوتة تهدد سلامة المجتمع وأمنه. * روائى وكاتب أدب أطفال