سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير فلسطينى سابق: فوز السيسى منح أملا للفلسطينيين بعدما سقطت قضيتهم من حسابات الحكومات العربية.. مصر طالما لعبت الدور الأكبر والأكثر تأثيرا فى القضية.. نتوقع تصدى الرئيس للتوسع الاستيطانى الإسرائيلى
قال على الجرباوى، الوزير السابق فى السلطة الفلسطينية وأستاذ العلوم السياسية، إن انتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر منح الفلسطينيين ومضة أمل بأن قضيتهم سوف تعود إلى صدارة الشئون العربية، أو على الأقل، سيكون هناك تعديل ما فى ميزان القوى مع إسرائيل. ويضيف الجرباوى فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، الاثنين، إن القضية الفلسطينية دائما كانت محور اهتمام مصر، التى طالما كانت الدولة العربية الأقوى والأكبر ، حيث لعبت القاهرة الدور الأبرز والأكثر تأثيرا فى تحديد موقف العالم العربى من فلسطين، على الصعيد الإقليمى والدولى، موضحا أنه عندما كانت العلاقات بين مصر والقادة الفلسطينيين جيدة، مثلما كانت فى عهد جمال عبد الناصر، لعبت مصر دورا مركزيا وقدمت الدعم، لكن عندما كانت العلاقات متدهورة مثلما كان الحال فى عهد الرئيس أنور السادات ومجددا، على مدى العامين الماضيين، تضاءل تأثير مصر. ويتابع، إن استقرار مصر الداخلى يجعلها نشطة على الصعيد الخارجى، وهو ما يعود بالفائدة على القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه منذ اندلاع ثورة يناير 2011، استنفذت مصر طاقتها فى شئونها الداخلية، التى تركتها عاجزة عن وجود أى تأثير حقيقى على الشئون الإقليمية أو الدولية. ويقول الوزير السابق، إن أغلب الحكومات العربية حاليا، منشغلة بكيفية التعامل مع شعوبها وتتصارع مع الثورات والحروب الأهلية، حيث سقطت القضية الفلسطينية على الهامش وتركوا الفلسطينيين وحدهم فى مواجهة إسرائيل وهو الأمر الذى لا يمكنهم فعله بمفردهم. ومع ذلك، يقول الجرباوى إن انتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر منح الفلسطينيين ومضة أمل بأن قضيتهم سوف تعود إلى صدارة الشئون العربية، أو على الأقل، سيكون هناك تعديل ما فى ميزان القوى أمام إسرائيل. ويوضح أن انتخاب وزير الدفاع السابق سوف يؤثر فى الشأن الفلسطينى عن طريق ثلاثة أمور مهمة: أولا، إن هذه الانتخابات ربما تعيد لمصر الاستقرار الذى يحتاجه الفلسطينيون لدعم قضيتهم، فالسيسى لا يحظى بدعم المؤسسة العسكرية فقط، وإنما مدعوم من قبل شريحة كبيرة من الشعب المصرى الذى يرغب فى العودة إلى الاستقرار والأمن والحياة الطبيعية، ورغم أن هذا لن يحدث سريعا، فإن نتائجه سوف تأتى بسرعة. ثانيا، إن تحقيق الاستقرار فى مصر ضرورى لتعود لمكانتها وتنافس القوى الإقليمية الجديدة التى اغتصبت هذه المكانة. ويشير الكاتب إلى أن نجاح السيسى سوف يكون له تأثير إيجابى على تهدئة أنواء السياسة العربية. فمصر دولة قوية ومركزية واستقرارها سيكون له أثره الإيجابى على جيرانها العرب فى ليبيا وسوريا ولبنان وحتى العراق. إذ أن لملمة فتات المشهد السياسى العربى الراهن هو خطوة حاسمة فى إنهاء تدخل الجهات الفاعلة من غير العرب فى الشئون الإقليمية. ويقول جرباوى، إن فى المستقبل القريب، يمكن لمصر، بدعم من دول الخليج، أن تلعب دورا محوريا فى تحقيق ذلك. ثالثا، فإن مصر لن تكون قادرة على الارتقاء للعظمة الإقليمية السابقة، على غرار تلك التى كانت تتمتع بها فى عهد عبد الناصر، حتى تحرر نفسها من الاستسلام المطلق للولايات المتحدة. إذ حول السادات بلاده لتابع فى المدار السياسى الأمريكى، لذا فإنها حتى نهاية عهد مبارك بدت خاضعة للأوامر الأمريكية. ويشير إلى أنه على ما يبدو فإن السيسى سوف تكون له علاقات مختلفة مع واشنطن من أسلافه. فبينما يواصل الحفاظ على العلاقات القوية مع الولاياتالمتحدة، هناك إشارات على أنه يخطط لتوجيه مصر نحو سياسة خارجية أكثر استقلالية، وربما كانت زيارته، مؤخرا، لروسيا مؤشر على ذلك. وإذا حدث كل ذلك واستطاعت مصر تجنب دورة جديدة من العنف، فإن الوضع فى فلسطين قد يبدأ فى التحسن. وأشار إلى أن الفلسطينيين بحاجة لإصلاح العلاقة المتوترة، التى سببتها حركة حماس بالتدخل فى الشئون المصرية الداخلية مما أدى إلى تزايد انعدام الثقة المصرية والمشاعر السلبية تجاه الفلسطينيين بشكل عام. فانعدام الثقة هذا دفع السلطات المصرية إلى اتخاذ تدابير ضد قطاع غزة، بما فى ذلك تدمير مئات الأنفاق التى تمثل شريان الحياة للقطاع الذى تسيطر عليه حماس. لكن الإجراءات المصرية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل جفاف الدعم السياسى والمالى لحماس قد قادت إلى نتائج أخرى، أهمها المصالحة الفلسطينية الداخلية التى وضعت حدا لانقسام دام سبع سنوات، وباختصار، تعلمت حماس الدرس. ويوضح، أن نهاية الانقسام السياسى الفلسطينى يعنى عودة العلاقات مع مصر لطبيعتها، إذ يمكن للحرس الرئاسى الفلسطينى السيطرة على الحدود بين مصر وغزة مما يعنى مزيدا من السيطرة الفلسطينية على الأمن وتمكين مصر من تحسين التعامل الأمنى فى سيناء. ومن ثم يمكن للقضية الفلسطينية أن تستعيد حليف إقليمى ودولى قوى، تتعطش لدعمه. وختم مشيرا إلى أنه لا يتوقع تراجع السيسى عن معاهدة السلام مع إسرائيل، لأنه ذلك أصبح مهما للأمن القومى المصرى. ومع ذلك فإنه يتوقع سلاما باردا وأن تأخذ مصر دورا قويا واستباقيا فى مواجهة التوسع الاستيطانى الإسرائيلى فى القدس والضفة الغربية.