4 عوامل ساهمت فى إنجاح الانتخابات الرئاسية.. التنظيم الجيد وصرامة "اللجنة العليا".. وجهود الجيش والشرطة فى تأمين لجان التصويت.. وإصرار الناخبين على المشاركة رغم التهديدات الإرهابية

بعد إعلان النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات الرئاسية، بفوز المشير عبد الفتاح السيسى بنسبة 92% على منافسه حمدين صباحى، يكون قد أسدل الستار على أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 30 يونيو، لذا لا يفوتنا أن نؤكد بأن هناك عدة عوامل ساهمت فى أن تخرج الأيام الثلاثة من التصويت بتلك الصورة التى وصفها العديد من المحللين بأنها خطوة غير مسبوقة تؤسس شرعية جديدة فى مصر.
وتتمثل أبرز هذه العوامل فى قدرة الجيش والشرطة على حماية المواطنين وتأمين الانتخابات، والتنظيم الجيد للجان الانتخابية الرئيسية والفرعية، فضلا عن انحصار السباق الرئاسى فى مرشحين فقط على خلاف انتخابات 2012، وهما المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى.
وشهدت اللجان الانتخابية منذ اليوم الأول من عملية التصويت، إقبالا وتنظيما جيدا أفضل مما كان عليه فى استفتاء الدستور على النقيض تماما لما وصفه بعض المشككين بأن اللجان الانتخابية كانت خاوية، والدليل على ذلك ما أكدته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بأن نسبة تصويت الناخبين فى الانتخابات الرئاسية على مدار ال3 أيام بلغت 47% من إجمالى من يحق لهم التصويت، وذلك بعدد أصوات 25 مليونا و100 ألف.
فمنذ اليوم الأول من عملية التصويت وجد داخل اللجان مزيد من الترتيب للعملية الانتخابية عن طريق الأجهزة الإلكترونية للكشف على البطاقات، علاوة على إزالة التعقيدات الإدارية التى ساهمت فى زيادة نسبة التصويت، الأمر الذى ادى إلى سرعة أكبر فى الإنجاز داخل اللجان دون صعوبات تذكر.
كما ظهرت صرامة اللجنة العليا للانتخابات فى إدارة المشهد الانتخابى كأحد أبرز مشاهد إنجاح الانتخابات، وتمثلت أهم تلك المشاهد فى اتخاذ قرار مد فترة التصويت ليوم ثالث بدلا من يومين، مما أدى إلى تقدم المرشحين الرئاسيين بطعون عليهن إلا أن اللجنة اتخذت قرارا صارما برفض الطعن استنادًا للمادة 8 من اللائحة التنفيذية لقانون الانتخابات الرئاسية، والتى نصت على أحقية اللجنة فى تعديل المواعيد التى سبق وأن حددتها فيما يخص التصويت وإعلان النتائج.
ويأتى على رأس تلك العوامل التى أدت إلى نجاح العملية الانتخابية برمتها، قدرة الجيش والشرطة على تأمين الانتخابات وحماية المواطنين،حيث استعدت القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة لذلك العرس الانتخابى بمشاركة قرابة 432 ألف ضابط وجندى من الجيش والشرطة، وتوفير المناخ الآمن ل53 مليون و909 آلاف و306 مواطنين للإدلاء بأصواتهم، داخل 25 ألفا و343 لجنة عامة وفرعية ومقرا انتخابيا.
وجاء فى بيان سابق للعقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث باسم الجيش، أن القوات المسلحة شاركت فى تأمين العملية الانتخابية ب181 ألفا و912 ضابطا وصفا وجنديا، كما ساهمت إجراءات التأمين، فى حماية المواطنين من خلال عدة وسائل، هى، استخدام طائرات المراقبة الأمنية والتصوير الجوى وسيارات البث المباشر، لنقل صورة حية للأحداث والإبلاغ الفورى عن أى أعمال تعرقل سير العملية الانتخابية إلى مركز العمليات الرئيسى للقوات المسلحة والمراكز الفرعية بالمحافظات وبالجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها.
كما نشرت وزارة الداخلية 250 ألف ضابط ومجند من مختلف قطاعات وإدارات ومصالح الوزارة للمشاركة فى التأمين، ونشر 200 تشكيل أمن مركزى، بالإضافة إلى وجود 500 مجموعة قتالية مدعمة بالتقنيات الحديثة و150 مجموعة قتالية سريعة الانتشار للتدخل السريع، الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى نجاح اليوم الأول من التصويت.
أما أهم عامل فكان الناخب نفسه الذى استجاب لنداء الوطن ونزل لإبداء رأيه بحرية مقدما أروع الصور للتعاون الكامل بين الشعب والدولة، رغم كل التهديدات التى وجهت له من خلال العمليات الإرهابية من تفجيرات واغتيالات وقعت على أرض مصر فى الأشهر الماضية، حيث إن مثل هذه الأحداث كانت كفيلة بإفشال العملية الانتخابية وعزوف الشعب عن المشاركة، مما يؤكد على مدى إصرار وعزيمة هذا الشعب على إنجاح ثورته وإكمال خارطة الطريق.