اللجنة الاقتصادية بالشعب تفتح ملف احتكار الحديد

بعد ضغوط من الإخوان..

قررت اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب، فتح ملف احتكار الحديد واستدعاء وزير الصناعة لعرض بيانات دقيقة حول أسعار مدخلات الحديد ومقارنتها مع أسعار المنتج النهائى على مدار السنوات الماضية.
وشن الدكتور مصطفى السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية، هجوماً حاداً على نواب مجلس الشعب واتهمهم بعدم الإلمام بالقضايا الاقتصادية، قائلاً: "أعضاء مجلس الشعب لا يقرأون عن الموضوعات التى يثيروها وبيجوا يقولوا كلمتين ويمشوا"، وذلك على إثر الخلاف الحاد الذى شهده اجتماع اللجنة مساء أمس بين نواب الحزب الوطنى ونواب الإخوان أثناء مناقشة قضية الاستيراد وتأثيرها على الصناعة المصرية، حيث طالب نواب الوطنى بغلق باب الاستيراد للحديد بدعوى حماية الصناعة المحلية، بينما طالب الإخوان بفتح باب الاستيراد لمنع احتكار الحديد فى مصر، بينما لم يتمكن الطرفان أن يقدما دليلاً واحداً يثبت وجهة نظرهما بعد جدال طويل مع السعيد.
أيد النائب الإخوانى محمد فضل مقدم طلب الإحاطة، الحكومة فى فتح الاستيراد، خاصة فى الحديد، مشيراً إلى أنه ليس صناعة وطنية نخاف عليها، فقاطعه السعيد وطلب منه أن تتم مناقشة قضية الحديث من الناحية الاقتصادية وليس السياسية، وأكد السعيد أن ممارسة شخص واحد لصناعة محلية ليس معناه احتكار، وقال عسل "كلنا عماليين نهاجم واحد، قاصداً أحمد عز، وكأننا عايزين نموته"، مؤكداً أن الوزارة تسمح باستيراد الحديد ولم يأتِ إليها شكاوى إغراق حتى الآن.
بينما حاول نائب الوطنى رمضان الزينى مقدم طلب الإحاطة الآخر، أن يجهض الطلب المقدم من الإخوان، حيث طالب بمنع استيراد الحديد، وهو ما اعترضت عليه اللجنة أيضاً وانتهت المناقشة دون أن يقتنع الزينى بأهمية فتح الاستيراد بغرض تطوير الصناعة المصرية وتحديثها، وقال الزينى إن الاستيراد أدى إلى إغراق السوق المصرية بحديد التسليح، بالإضافة إلى الملابس الجاهزة.
من جانبه أكد سيد أبو القمصان مساعد وزير الصناعة لشئون التجارة، أن التطوير يتطلب الانفتاح على الأسواق العالمية، وقال من يريد اللعب فليلعب فى المجتمع الدولى ومن لا يريد فليلعب فى الحوارى، مشيراً إلى أن المجتمع الدولى – قاصداً منظمة التجارة العالمية – وضعت معايير وضوابط لتضمن المنافسة ومنها مكافحة الإغراق والحماية، وأشار إلى أن هناك 24 قضية إغراق أقامتها مصر، منهم 10 قضايا ضد الصين، فعقب الزينى قائلاً: "إحنا لسه صناعة وليدة ولو دخلنا الملعب العالمى هنموت"، فرد عليه النائب عبد الرحمن بركة وكيل اللجنة "أومال إحنا بنجيب مستثمرين ليه"، وقال السعيد إن كل دول العالم تستورد أكثر مما تصدر، وضرب مثالاً بأمريكا، مؤكداً أنها تعانى عجزاً فى الميزان التجارى بسبب أن الاستيراد أكبر من التصدير، مشيراً إلى أن العجز تتم تغطيته من موارد أخرى للدولة.
فيما أكد المهندس عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية، أن الاكتفاء بالمنتجات المحلية وعدم الاستيراد سيدفع ثمنه الشعب المصرى، الذى لن يجد بديلاً للبضاعة لو تم رفع ثمنها، مشيراً إلى أن مصر تصدر ب 14 مليار دولار.