العروبة ميتة فى القلوب منذ زمن ننحدر فيه من أسفل إلى أسفل حيث تم انقسام كل شىء إلى لا مبادئ ولا أخلاق، حيث أصبح الشغل الشاغل للجميع هى المتعة بكل صورها ما بين سفر ورغبات جنسية من خلال القنوات الإباحية وغيرها من الوسائل التى تدعم شبابنا العربى. صار كل شىء مخلوطا بلون أسود متلفع بالضياع، فالآن لا تجد شابا يفكر فى حال أمته العربية وما آلت إليه، وأكبر دليل ما حدث من فتنة وتعصب من جراء مبارة كرة قدم بين شعبين كاملين وازداد الحقد بيننا، حيث حققت صحيفة يهودية ما لم تحققه إسرائيل فى مجازرها ومذابحها على مر التاريخ القصير الدميم لها. صار العرب مجرد أعداء ليس شيئا آخر، وتلك هى الحقيقة المؤلمة ولا أود إنكارها أو تجميلها فقد أزف الوقت وانتهى المجاملات وتشويه الحقائق حتى لا نظهر أمام العالم بتلك الحقيقة المؤسفة، ولكن ما لا يعلمه العرب أن العالم كله يدرك تلك الحقيقة، حيث صرنا مجرد أضحوكة وكلمة عربية صارت مجرد فلكور نتحاكى به عن عظمتنا وعهدنا الماضى الذى ضاع معه الرجال الحقيقيون. فعندما أنزل إلى أحد المجمعات فى أية دولة عربية أقوم بزيارتها لا أجد إلا ما يدعو إلى الاشمئزاز من تحرشات جنسية بفتيات العرب وصور غير أخلاقية بكل الصور امتثل لها شبابنا العربى، حيث صار كل شىء متناقضا ولا ينتمى لأى دين أو أى منهج أخلاقى، نعم حقق الغرب هدفه بكل نجاح وتفوق وأهنئه. نعم تم غزو عالمنا عن طريق العقول وتم احتلالنا فكريا وتمت عملية التنويم المغناطيسى لضميرنا ومبادئنا، نعم تم احتلال الحكام وتم الغزو من قبل الصناعات الغربية بأفكارها ومبادئها التى لا تحمل بدورها أى مبادئ سوى تحقيق أهدافها العليا وهى كسر وإنهاء أى شكل عربى، وصارت الجماعات التى تنشر الفتنة منتشرة على مستوى الشرق الأوسط تكللها يد عربية وتؤازرها حكومات عربية ومن الضحية؟ إنه نحن الشعوب تلك المخططات تم وضعها منذ زمن ليس بالقصير، والآن جاءت النتيجة بنجاح تام فوق المتوقع وقد حصلنا على أعلى الدرجات فى مادة غياب الضمير والدين. صرنا نجوب الأرض نتطلع إلى الموضة الغربية والتقاليع والسهرات الإباحية، ونبتعد كل البعد عن قيمنا وصرنا نزرع فى أنفسنا الحقد والكره لبعضنا البعض، صار الفتيات عراة والشباب تنهش والقافلة تهوى والكلاب تصول وتجول فرحا، إلى أين نذهب؟ إلى النهاية الدامية، فأهلا بكم فى عالم لا عربى جديد.