مساء غد الجمعة.. قطع المياه لمدة 6 ساعات عن بعض مناطق الجيزة    انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا    أسعار اللحوم اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 في شمال سيناء    جوتيريش يدعو إسرائيل إلى وقف مشروع بناء وحدات استيطانية بالضفة الغربية    الزمالك يسعى لعودة الانتصارات أمام مودرن سبورت في الدوري    وزير السياحة والآثار يطلق فعاليات وأنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه في الإسكندرية    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    "بالعين المجردة".. أول تعليق من شوبير على هدف الإسماعيلي الملغى أمام الاتحاد    "كانت مظاهرة حب".. شوبير يعلق على مشهد جنازة والد محمد الشناوي    شوبير يكشف تفاصيل من طريقة تدريب ريبيرو في الأهلي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المساكن في الأميرية    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    رجل الدولة ورجل السياسة    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    «هاتوا الفلوس اللي عليكو».. تفاعل جمهور الأهلي مع صفحة كولومبوس كرو بعد ضم وسام أبو علي    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بهاء طاهر: سأظل أعارض التوريث بكل ما أوتيت من قوة لأنى لا أستطيع كتمان مرارة هذه المهزلة فى فمى
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 12 - 2009

لا يحتاج لقاء الروائى الكبير بهاء طاهر إلى مواعيد صارمة ومحددة مسبقا، رغم كثرة مريديه وأحبائه، وتكفى جلسة واحدة معه، حتى تتأكد من ولوجك مباشرة إلى قلبه، وصعوبة أن ينساك، ورغم قلة حواراته الصحفية، فإنه حاضر دوما فى ندوات يحرص فيها على لقاء قرائه، ولا يغيب أبدا عن أى فعاليات تتم دعوته إليها، «اليوم السابع» التقته فى حوار امتد ليشمل قضايا متنوعة حول السياسة والرواية وتحويل أعماله الروائية إلى سينما وقصة ترشيحه لجائزة نوبل فى الآداب
تعرضت للتفتيش على بوابة معرض الكتاب، وصرحت بأن أصغر مسئول أمنى أهم من نجيب محفوظ، فما رأيك فى إدارة العسكر للمؤسسات الثقافية فى مصر؟
- طبعا لن أنسى هذه الواقعة طول عمرى، وبرغم أن هذه الجملة قيلت فى أثناء انفعالى، لكنى أراها صحيحة إلى الآن، لكن إحقاقا للحق، العسكريون يختلفون بين شخص وآخر، فهناك عسكريون خدموا الثقافة فى مصر أعظم خدمة و أفضل من المثقفين، مثل الدكتور ثروت عكاشة، وإذا ذكرت وزراء الثقافة الذين خدموا الثقافة فى مصر فلن تجد غيره.
فى رأيك لماذا يتعرض المثقف فى مصر لهذه الأفعال المهينة؟
- أنا أرى أن عملية تهميش المثقف وإهانته، كانت عملية منظمة ومدروسة ولم تتم بين عشية وضحاها، لأن الدولة رأت أن إبعادهم عن المجتمع أمر ضرورى للانفراد بالحكم «من غير صداع»، وهذه العملية فى رأيى كانت متعمدة، لأن المثقف بطبيعته متمرد وراغب فى التغيير، وأى سلطة فى الدنيا ترفض التغيير إلا السلطة الذكية، التى تشجع المثقف على طرح التغيير والمطالبة به، وفى هذا السياق، لدينا ديجول الذى عين أندريه مالرو مستشاره الأول ووزير الثقافة، رغم أن مالرو بدأ حياته خصما سياسيا لديجول، وقصة أخرى عندما طلب الأمن الفرنسى القبض على سارتر لمناهضته حرب فرنسا فى الجزائر، فمنعهم ديجول بقوله: فرنسا لا تقبض على فولتير، وظلت له صحيفته، وظل ينشر فى ظل حماية هذه المقولة التى تجسد الديموقراطية والحرية فى فرنسا، لكن مصر تقبض على فولتير وأبو فولتير.
هل من ضمن أدوات المؤسسة لتهميش المثقفين وإبعادهم، منحهم الجوائز؟
- إذا كانت الجوائز من الأدوات، فسيتوقف الأمر على المثقف نفسه الذى إذا كان قابلا للشراء، فالمؤسسة ستشتريه بتعريفة، وليس بجائزة، وإذا كان غير قابل للشراء فلن تشتريه بجوائز الدنيا.
هل يعنى ذلك أن حصولك على جوائز الدولة التى كان آخرها جائزة مبارك، لن يغير من مواقفك؟
- حصولى على جائزة مبارك لا يعنى أنهم اشترونى، بدليل أننى ثانى يوم حصولى على هذه الجائزة، قلت إننى مازلت كاتبا معارضا أنتمى إلى المعارضة، مع سعادتى بالجائزة وشكرى لتقديرهم.
ما رأيك فى طريقة «رفض الجوائز» كتعبير عن المعارضة؟
- أنا أؤيد هذا الأسلوب، وأنت تشير إلى موقف صنع الله إبراهيم، حينما رفض جائزة الرواية، ولو تتذكر أنا أيدته وقتها وساندت موقفه، فرفض الجوائز موقف جدير بالاحترام، وصنع الله رأى أن هذه هى الطريقة التى يستطيع أن يعبر بها عن رأيه وعن موقفه، وهو موقف محترم جدا فى رأيى.
لك العديد من المواقف التى تعبر عنها خارج كتبك وإبداعك، هل يجب أن يعبر الأديب عن مواقفه السياسية، أم يحصرها داخل كتبه مثل نجيب محفوظ؟
- الموقفان مطلوبان، بشرط أن الذى يعبر عن رأيه بطريقة غير مباشرة، يجب أن يكون فى عبقرية نجيب محفوظ، لأنه كان صاحب كلمة مسموعة طول عمره، منذ صدور رواياته الثلاثية التى كتبها من نصف قرن، وأن يكون قادرا مثله على التورية، بحيث تكون آراؤه غير مباشرة وواضحة تصل إلى القارئ، أما الآخر الذى يعبر عن رأيه صراحة ويدفع ثمنه، فأنا أمثله بيوسف إدريس الذى أحبه حبا جما، وكان يدفع ثمن التعبير عن رأيه بدخوله السجن ومنعه من الكتابة، فكل الطرق متاحة للتعبير عن الرأى، وأنا لا أدين أحدا ولا أبرر موقفى، وكل ميسر لما خلق له.
تعرضت للمنع من النشر من عام 1975 حتى 1983، وبعد ذلك تم نشر أعمالك الأدبية وشهدت انتشارا واسعا، فلماذا بقيت على موقفك المتشدد من النظام الحالى؟
- أنا شخصيا لا أعرف إن كانت هذه المسائل تتم بقرارات عمدية أم لا، فأنا لا أستطيع أن أكتم رأيى، ويجب أن أعبر عنه مهما كان الثمن الذى سأدفعه، وعارضت التوريث وسأظل أعارضه بكل ما أوتيت من قوة، لأننى لا أستطيع كتمان مرارة هذه المهزلة فى فمى، لذلك فضلت أن أعبر عن رأيى مهما كان الثمن الذى سأدفعه، والرزق على الله.
من يعرف بهاء طاهر يرى أنه يحب البعد عن الأضواء وإنكار الذات، ما يجعلنى أطرح عليك هذا السؤال: لماذا أردت أن يحمل قصر الثقافة الجديد اسمك؟
- لم أطلب هذا الطلب، وهم الذين أصروا على أن يحمل القصر الجديد اسمى، لكنى طبعا لم ألزمهم بهذا، ولم يخطر على بالى هذا الأمر، فقط أردت أن تخصص الأرض لإنشاء قصر ثقافة جديد.
ولماذا حددت أن يكون المشروع قصر ثقافة رغم وجود قصر آخر تحت الإنشاء بلغت تكلفته 60 مليون جنيه؟
- لا أعرف هذه المعلومة، وعموما زيادة الخير خيرين، وبالتأكيد موقع القصر الثانى يختلف عن موقع القصر الجديد الذى خصصنا له قطعة أرض كما تعلم فى طريق المطار.
لماذا قلت إن مقولة زمن الرواية نذير سوء على فن الرواية نفسها؟
- أنا ضد الموضات الأدبية، التى تحدث بين الحين والآخر، وكانت موضة الستينيات هى اللامعقول ووقع فيها أكبر الكتاب وأصغرهم، ومن أشهر من كتب فى هذه الموضة أحمد رجب الذى كتب ما يشبه المسرحية التى حوت حوارات عبثية ليس بينها رابط منطقى، وعرضها على مجموعة من النقاد باعتبارها من إنتاج الأدب الجديد، وسقط بعض الكتاب فى هذا الفخ، حتى قال الناقد محمد مندور إن هذا كلام عبثى لا معنى له، ومقولة زمن الرواية تنتمى إلى الموضة الأدبية التى تقول أيضا بموت الشعر، فهل تنكر أن أدونيس ودرويش والأبنودى يتصدرون الأسماء الشعرية التى تملأ الساحة الآن، وكيف يموت الشعر بهذا الوجود لهذه الأسماء، فالشعر الآن بفرعيه العامية والفصحى أكثر ازدهارا، فهل من الممكن أن ننكر هذا الوجود الأدبى لهؤلاء الشعراء، وازدهار الرواية يرجع لازدهار الشعر، والفن الوحيد الذى أعتبره مظلوما فعلا هو المسرح، وهذا ليس لعيب فى المبدعين، وإنما لعيب فى المؤسسات، لأنه الفن الوحيد الذى يجب أن ترعاه المؤسسات، وإذا تحققت مقولة زمن الرواية فسيكون ذلك نذير سوء على كل الفنون بما فيها الرواية ذاتها، لأنى كما قلت الفنون تزدهر معا، وتنحسر معا، ولحسن الحظ أنه لدينا مبدعون رائعون فى القصة القصيرة، وأرى أن مصر فى الوقت الحاضر هى جنة القصة القصيرة.
هل تظن أن أزمة القصة القصيرة ترجع لعدم نشرها فى الصحف؟
- القصة القصيرة ليست فى أزمة، بل هى فى أروع حالات الازدهار، لكنها تعانى فى العالم كله، من أشياء عديدة وليس من الإبداع، فمنابر النشر ليست مفتوحة أمام القصة القصيرة كما كانت، وجيلنا محظوظ جدا لأننا عشنا عصر يوسف إدريس، الذى كان يرفع أرقام التوزيع لأى جريدة أو مجلة بمجرد أن تنشر له قصة، فعشنا هذا المجد، وكنا نكتفى بكتابة قصة قصيرة لنحقق الانتشار، لكن ضاقت الآن منابر نشرها، وأهم منبر فيها هى الصحافة التى لم تعد ترحب بنشرها إلا فى أضيق الظروف، وتخلى الناشرون عن مسئوليتهم تجاهها، حينما تخلوا عن نشرها فى مقابل نشر الرواية، ولكن لحسن الحظ أن هناك جهات نشر رسمية لم تزل تنشر القصة القصيرة، والتى أعنى بها دور النشر الحكومية مثل دار الهلال، أو دار أخبار اليوم التى لا تفضل عنصر الربح، على الثقافة، وهناك مشكلة ثالثة هى قارئ القصة القصيرة الذى لا يستطيع أن يجد مجموعة قصصية مشرفة، وأعنى بذلك جودة الطباعة وجودة التوزيع، ورغم كل هذه الصعوبات، مازالت القصة القصيرة مزدهرة إبداعا فى مصر، ولم يزل الأمل كبيرا فى القضاء على السلبيات التى تعوقها.
ما رأيك فى القصص القصيرة التى يكتبها الكتاب الشبان؟
- أخاف أن أذكر أسماء وأنسى أسماء، لكن لدينا كتيبة مبدعة ممن يكتبون القصة القصيرة فى مصر، وهم فى رأيى مدهشون وقادرون على الابتكار والتجديد، ومنهم مثلا محمد فتحى، محمد علاء الدين، محمد صلاح العزب، أحمد أبو خنيجر، محمد عبدالنبى، هذا بالطبع بالإضافة إلى الأدباء الكبار أمثال محمد المخزنجى، ومحمد مستجاب، ومحمد البساطى، وخيرى شلبى.
هل تمثل مجموعتك الأخيرة عودة لكتابة القصة القصيرة؟
- أنا لا أسميها عودة، ولكن تصادف أن توفرت لدى عدد من القصص القصيرة، صالحة لوضعها فى مجموعة، لأنى لا أكتب بناء على قرارات مسبقة، فالقصة القصيرة من أصعب فنون السرد، رغم اضطهاد الناشرين لها، وأنا أرى صلة وثيقة بينى وبين الشعر، لأن لحظة القصة القصيرة تشبه لحظة الإلهام التى يشعر بها الشاعر قبل كتابته للقصيدة.
هل ترهقك كتابة الرواية الآن مما جعلك تبتعد عنها وتفضل نشر مجموعة قصصية؟
- لا ترهقنى كتابة الرواية، لأنها ليست مرتبطة بالسن، ويعطينى الأمل فى أن أنجز مشاريع روائية أخرى كاتب مثل ساراماجو الذى يقترب من التسعين ويبدع أجمل الروايات.
وهل تعمل الآن على مشروع روائى جديد، أم مجموعة قصصية أخرى؟
- أنا أكتب رواية حاليا، من قبل وبعد صدور المجموعة، لكنى كاتب دقيق جدا، ومن الصعب أن أرضى عما أكتب، ورغم أنى أوشكت على الانتهاء منها، فإنى لا أعرف متى سأنشرها، لأنى لا بد أن أرضى فى النهاية عنها، وما أكثر ما كتبت من أعمال، ولم أنشرها.
لماذا تتردد دائما أنباء عن تحويل أعمالك إلى مشاريع سينمائية ثم لا تكتمل هذه المشاريع؟
- هذا موضوع غريب فعلا خصوصا أن شركات الإنتاج تعاقدت معى بالفعل، ودفعوا لى نظير شراء الروايات ثم لا تكتمل هذه المشروعات، ويمكنك أن تسألهم عن أسباب ذلك.
عندما تنظر إلى مسيرتك وما قدمت فيها من أعمال روائية وقصصية، ما الذى تفكر فيه؟
- أفكر أنها أقل بكثير مما كان ينبغى أن تكون، فأنا لست راضيا، وكنت أتمنى أن تكون أكثر من ذلك وأكبر.
هل تعنى أكثر بالكم أم بالكيف؟
- أنا لا أعتبر أن العدد معيار، ودائما أضرب المثل بالمتنبى الذى شغل الدنيا والناس، ومقارنة ديوان المتنبى بدواوين البحترى أو أبوتمام أو غيرهم من الشعراء المعاصرين له، أو التالين عليه، تقول إن العبرة بالكيف وليس بالكم، فأنا كنت أتمنى أن أكتب أكثر وأفضل مما كتبت، وأتمنى أن يتسع لى الوقت لكتابة أعمال أخرى، وكنت أتمنى الكتابة خلال الفترة التى قضيتها ممنوعا من النشر.
كنت ممنوعا من النشر ولكنك لم تكن ممنوعا من الكتابة؟
- بعض ما كتبته فى هذه الفترة نشرته بعد ذلك، لكن «النفس بتتسد» حيث قضيت عامين لا أكتب شيئا خلال هذه الفترة.
هل يعنى عدم رضائك على ما قدمته، أنك لا تشعر باكتمال منجزك الأدبى؟
- شوف هقولك حاجة يا ابنى، أى كاتب يقول لك إنه راضٍ عن إنتاجه أعرف إنه ما يساويش حاجة، فأى كاتب يقول هذا عن نفسه لا يعتبر كاتبا، لأن الإنسان دائما ما يطمع إلى ما هو أفضل، وأنا من أكثر الناس الذين يحاسبون أنفسهم حسابا عسيرا، ولولا سليمان فياض لم أكن سأنشر أى شىء، والذى أخذ منى قصة وأرسلها إلى مجلة الآداب، وكنت أدفع بما أكتبه لأصدقائى لأعرف آراءهم، وفوجئت بها منشورة.
هل يوجد رقيب داخلى عند بهاء طاهر؟
- كل كاتب فى الدنيا لديه رقيب داخلى، وهو أن تتحكم فى ما تنشره وإذا شعرت أن ما كتبته لا يضيف جديدا لك، فيجب ألا تنشره، هذا هو رقيبى الوحيد.
ما الذى تهتم به فى اللغة وتركز عليه أثناء الكتابة؟
- لو ترى مدى العناء الذى أواجهه أثناء الكتابة لعرفت الإجابة على سؤالك، لأنى أعيد كتابة الجملة الواحدة فى أى فقرة أكثر من مرة، وبلا مبالغة أعدت كتابة الجملة الأولى فى أول فقرة برواية الحب فى المنفى مائة مرة، وأنا أهتم باللغة التى وصفها ابن المقفع بقوله « إذا قرأها الجاهل ظن أنه يكتب مثلها»، وهى اللغة البسيطة بساطة مطلقة، لكنها فنيا تنتمى إلى السهل الممتنع، وليس بها شوائب من الكلمات غير المفهومة، فهى لغة سلسة، وفيها جمال، ولا يتعذر على أى قارئ أن يشعر بمضمونها، هذه هى مواصفات اللغة التى أسعى إليها.
ما رأيك فى اللغة التى يكتب بها الأدباء الشبان؟
- لى عليهم مآخذ كثيرة، بعضهم طبعا وليس كلهم، أولها عدم اعتنائهم بقواعد اللغة، ولا يعرفونها، وحجتهم المصحح، وهذا طبعا غير معقول، فاللغة جزء من الكاتب، وليس عيبا أن نذاكر عربى، فماذا سيفعل المصحح، وكيف تصيغ لغة سلسة وطيعة بين يديك إذا لم تكن سليمة، والسلامة اللغوية ليست هى البلاغة، وإنما هى جزء أساسى من مكونات البلاغة.
بخصوص ترشيحك لجائزة نوبل، هل هناك مشروع عربى معين يجب أن يحصل على هذه الجائزة بعد محفوظ؟
- طبعا أشكر من رشحونى وأنا مدين لهم بهذا الفضل وأعتبره أكبر من الجائزة، لكن هناك إشكالية خاصة بهذه الجوائز لأنها تعمل فى نطاق من الكتمان والسرية، بمعنى أنه لديهم جهاتهم التى تتولى الترشيح ذاتيا، وهذه الترشيحات تتعرض للعديد من التصفيات الكثيرة، فلا يجب أن نعول على الترشيح للجائزة، وهناك كتاب مازالوا على القائمة منذ 25 عاما مثل الكاتب الألبانى المعروف إسماعيل قدارى.
ولماذا لم يكتب النقاد عن عمل لروائى كبير مثل بهاء طاهر؟
- أين هم النقاد، نحن نعيش، ومع احترامى الشديد للأسماء الموجودة فى الساحة، لكنى ألتمس لهم العذر، لأنه ليست لديهم منابر ليكتبوا ويعبروا عما لديهم، والمساحات الممنوحة لهم فى الصحف تلزمهم بعدد معين من الكلمات سواء 700 كلمة أو 800 كلمة، وتمنعهم من التعبير عما لديهم بصورة مكتملة، مما جعل المحصلة النهائية أنه لم يعد لدينا نقاد، والساحة النقدية خلت من أسماء كبيرة مثل محمد مندور، عز الدين إسماعيل، رشاد رشدى، رجاء النقاش، أنور المعداوى، على الراعى، والذين شكلوا تيارات نقدية قوية وكانوا معا كوكبة كبيرة والتى كان يكفى رأى نقدى لأحدهم لنشر العمل وانتشاره، لدينا الآن نقاد مجيدون ومبدعون لكن أين ينشرون، فلدينا فاروق عبدالقادر، وصبرى عبدالحافظ لكن ليست لديهم صفحات ثابتة، حتى الدكتور جابر عصفور وصلاح فضل، فهم مقيدون بمساحات فى الصحف، وليست ثابتة.
لمعلوماتك..
ولد الكاتب الكبير بهاء طاهر عام 1935.
حصل على جائزة مبارك فى الآداب عام 2009.
الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية» فى أولى دوراتها عن روايته «واحة الغروب» 2007.
جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1998.
صدرت له حتى الآن ست روايات، من أهمها: «خالتى صفية والدير» 1991، و«الحب فى المنفى» 1995، وأربع مجموعات قصصية، بالإضافة إلى الدراسات الأدبية والنقدية والترجمات.
استبعده وزير الثقافة يوسف السباعى من العمل بالإذاعة حيث كان يشغل منصب نائب مدير البرنامج الثانى بناء على شكوى أطلقت على البرنامج اسم البرنامج الأحمر.
حصل بهاء طاهر على ليسانس الآداب فى التاريخ من جامعة القاهرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.