رغم عدم الإعلان عن الشكل النهائى لانتخابات البرلمان لعام 2014 وانتظار قانون الانتخابات الجديد فى منتصف مايو الحالى، وانشغال معظم الأحزاب والتيارات السياسية والشعبية بحملات الرئاسة، إلا أن ملامح برلمان 2014 فى الإسماعيلية، تؤكد أن موسم الانتخابات سيكون ساخنا جدا، وتنافسا شديدا بين الأحزاب والقوى السياسية من جانب، وبين سياسيى النظام الأسبق "الفلول" من جانب آخر. وبالعودة إلى آخر انتخابات 2012 والتى سيطر عليها الإخوان فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، نجد أن الخريطة قد تتغير كثيرا فى عام 2014 لاختفاء الإخوان من الحياة السياسية، وظهور أسماء جديدة وتحالفات جديدة قد تثرى العملية الانتخابية. البداية من أروقة حزب الوفد بالإسماعيلية، وبعد استمرار الدكتور السيد البدوى فى رئاسة الحزب لدورة جديدة، نجد أن حالة الترقب والخوف متصدرة المشهد، خاصة أن عددا من قيادات الوفد بالإسماعيلية، كانوا يؤيدون الدكتور فؤاد بدراوى، فى انتخابات الرئاسة. وقال صلاح الصايغ، النائب السابق فى مجلسى الشعب والشورى، إن حزب الوفد سيخوض البرلمان فى أكثر من دائرة، وهناك اتفاق مبدئى بين أعضاء الحزب حول ترشحى فى مدينة الإسماعيلية، نظرا لما قدمته من خدمات سابقة للمحافظة، ولخبرتى البرلمانية أيضا، ومرشحة المرأة فى الوفد ماجدة النويشى، والتى أيضا صاحبة خبرة فى دورتين متتاليتين، فى مجلس الشعب السابق والأسبق. ووأضاف "الصايغ"، أنه سيتم الدفع بعدد من الوجوه الجديدة من بينها حسام عبد الرحمن المحامى، بالإضافة إلى مرشح من التل الكبير من عائلة البعلى، لم يتم الاستقرار على اسمه حتى الآن، ومرشح من عائلة العبابدة بالقنطرة غرب، هو محمد السيد طلبة، وآخر من مركز الإسماعيلية هو حسين الروض. وأوضح الصايغ، أن نجاح حزب الوفد فى الانتخابات يرتبط بشكل أساسى بحيادية رئيس الحزب، وعدم استبعاد معارضيه، مشيرا إلى أنه لو حدث هذا بالتأكيد سيخسر الحزب كثيرا، وفى كل الحالات سأخوض الانتخابات سواء على قائمة الوفد أو مستقلا. وظهر تحالف حزب المصريين الأحرار والجبهة وعدد من الأحزاب الليبرالية، حيث أكد الدكتور إبراهيم شوقى المتحدث الإعلامى للمصريين الأحرار، أنه لا توجد حتى هذه اللحظة أى أسماء مطروحة على الساحة، ومن الممكن الدخول فى تحالفات انتخابية مع أحزاب أخرى لها نفس الهوى السياسى، وننتظر قانون الانتخابات لتحديد شكل قائمة الحزب فى البرلمان. وأضاف المهندس محمد حسنى، أمين حزب الجبهة الديمقراطى، والذى اندمج مع حزب المصريين الأحرار مؤخرا، أن هناك شركة متخصصة سوف تدير عملية الدعاية للمرشحين، وسوف يكون الاختيار معايير سياسية وأسسا تخص الشعبية والسيرة الذاتية، ومقدرة المرشح على الحشد. ونفى "حسنى"، ترشيحه للانتخابات فى برلمان 2014 مؤكدا مساندته لمن توافر فيه المعايير التى يحددها لجنة الانتخابات بالحزب. وفى نفس السياق، يؤكد مسعد حسن على، أمين حزب التحالف الشعبى بالإسماعيلية، أن الحزب يعمل بشكل جاد على أرض الواقع وبين الناس، استعداد لخوض الانتخابات بالتحالف مع قائمة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والتى تضم الأحزاب والقوى السياسية اليسارية فى المحافظة، مشيرا إلى أن هناك وجوها جديدة سوف يقدمها الحزب فى الانتخابات فى معظم الدوائر الانتخابية بالمحافظة. وسبق للتحالف أن قدم قائمة فى الانتخابات الماضية، نجحت فى تثبيت أقدام الحزب فى الشارع الإسماعيلى، رغم حداثة إنشائه، إلا أنه يعتمد على أشخاص ينتمون للعمل السياسى لفترة طويلة، ولهم خبرة سياسية تمكنهم من حسم عدد من المقاعد لصالح الحزب، أو القائمة التى سيتم التحالف معها. بينما قال المهندس خالد خليل، أمين حزب الدستور بالإسماعيلية، إن الحزب الآن مشغول بانتخابات الرئاسة ودعم حمدين صباحى، ومن الممكن بعد انتهاء انتخابات الرئاسة دراسة الموقف النهائى للحزب فى الانتخابات، وحتى الآن فإن حزب الدستور مشارك فى عدد من الدوائر داخل المحافظة، وسيتم اختيار عدد من الوجوه السياسية المعروفة من أعضاء الحزب، لخوض معركة برلمان 2014. وأكد تامر الجزار، أمين إعلام حزب النور، أن الحزب سيخوض انتخابات برلمان 2014، مشيرا إلى أنه حتى اللحظة لم يتم اختيار المرشحين، وقد يخوض الحزب الانتخابات منفردا بدون تحالفات مع تيارات أخرى مدنية أو إسلامية، فى جميع الدوائر، مشددا على أنه لدى الحزب رصيد طيب عند الناخبين، خاصة أن نواب الحزب فى الانتخابات السابقة كان لهم دور مهم فى الحياة السياسية فى الإسماعيلية. وكان نصيب حزب النور أربعة مرشحين فى الانتخابات السابقة مع الإخوان، منهم مرشحان على المقعد الفردى هما الشيخ محمد الهوارى شعب، وأحمد نصر الدين شورى، وفى القائمة الدكتور جمال حسان شعب، وأحمد يوسف شورى. ويرجح طرح نفس الأسماء ولكن الحزب لم يحسم الموقف بشكل نهائى حسب قول تامر الجزار. وبحسب توقعات الراصدين للحركة السياسية، فإن هناك رغبة مؤكدة من جانب بعض القيادات السابقة للحزب الوطنى، ومن بينها أحمد غنام المحامى، والذى سبق له أن خاض مجلس الشعب فى دورة الإخوان، ودخل جولة الإعادة، وبحسب مصادر غير مؤكدة أن المهندس محمود عثمان، أو أحد أفراد العثمانيين، من الممكن أن يخوض الانتخابات على قائمة أحد الأحزاب أو مستقلا. وظهرت أسماء فى الساحة من خلال الحملات الانتخابية للمرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى، خاصة فى مراكز التل الكبير والقنطرة شرق وغرب وقبائل الطميلات والعبابدة والبياضية والأخارسة، وكل قبيلة سوف تطرح مرشحا للبرلمان سواء فى أحزاب أو مستقلين. وينتظرون شكل المرحلة القادمة وما تطرحه من تحالفات بين القوى السياسية، وأيضا نتاج طرح الأحزاب من مرشحين.