كانت أمهما تتمنى أن لو كانوا أسماء على مسمى، ف«نسمة» و«وردة» التوأمتان اللتان تبلغان من العمر 14 عاماً ابنتا نوال إسماعيل 42 سنة، تجلسان على كرسى متحرك بسبب إصابتهما بالشلل والضمور فى المخ منذ أن كان عمرهما عامين ونصف العام، تحكى الأم عن قصتهما فتقول: قصة ولادى مش قصتهم لوحدهم، دى قصتى أنا كمان معاهم، فأبوهم هجرنا من زمان وترك لى البنتين وأخواتهم الستة، ولما حصل اللى حصل ومرضوا وهما صغيرين، كل اللى قدر عليه إنه قال لى: «سيبيهم يموتوا على الأقل يريحونا من مشاكلهم». ومن يوم ما تخلى عن مسئولياته وأنا أعيش أصعب أيام حياتى سواء فى لبسهم أو أكلهم أو علاجهم، من أشعة، وأدوية، وطبعا بأتنقل بيهم للمستشفى بتاكسى وده بيكلفنى 60 جنيه رايح جاى، ده غير شيلهم وحطهم فى كل شىء، وأصعب شىء دخولهم للحمام طبعاً، وأنا لوحدى وكبرت من الهم، مع العلم إن معاش أبوهم 650 جنيه بيصرفها على نفسه، واضطريت أجيب حاجات من أم اتنين جنيه ونص أبيعها ع الرصيف، وقيمة الكشف عند الدكتور 80 جنيه، ده غير البامبرز للبنات وده تكلفته 90 جنيه فى الشهر»، تصمت أم العيال قليلاً وتضيف: «والله أنا مش ساكته، وجاهدت فى السعى وراء العلاج على نفقة الدولة وأخيراُ صرفوا لى 1500 جنيه، وبس خلاص على كده، قعدوا معانا شهرين وخلصوا». «والله أنا مش عايزة فلوس، ومش عايزة أكل، أنا عايزة دكتور مخ وأعصاب يتكفل بعلاج البنات، أنا تعبت وبأكبر فى السن وخايفة الموت يزورنى وأسيبهم».