تحدث الفنان جمال سليمان خلال حلوله ضيفًا على حلقة أمس الخميس، من برنامج "معكم"، والذى تقدمه الإعلامية منى الشاذلى على شاشة سى بى سى تو، عن عمله الجديد "صديق العمر"، والذى يجسد فيه شخص الزعيم ناصر، أنه يجسد شخصية ناصر وروحه وانفعالاته فى ظل صراعات دولية فى فترة مهمة من تاريخنا العربى، ولكنه لا يقلده، وهو ما تطلب منه دراسة تفاصيل كل صغيرة وكبيرة فى شخصيته كأكبر زعيم للشرق الأوسط، وكذلك العلاقة بين ناصر وعامر، ومراحل تكوين شخصيتهما، وقال إنهما شخصيتان كانتا تختلفان على تفاصيل إجرائية، لكنها كانت غاية فى الأهمية، ولذلك فإن المسلسل يتحدث عن امتزاج الشخصى بالسياسى، ونفى أن يكون المسلسل مجرد نميمة عن أسرتى الراحلين. وقال سليمان إن المسلسل يتناول الحلم القديم المتجدد فى أن نكون أمية قوية ومتحدة كرامتها مرفوعة، موضحا أن العودة إلى الماضى بالنسبة للعرب ليس موجودًا، لأننا أمة ملفاتها مفتوحة منذ عشرات السنين، وتابع أنه كمواطن سورى يرى أن الربيع العربى استحقاق تاريخى، نتيجة لمعادلات حتمية، وأنه يرى أنه كان لدينا خياران، الأول الصدام مع الناس، وهو ما يحدث، أو التغيير السياسى، وأوضح أنه تعرض للهجوم الشديد بسبب هذا الرأى، ولكنه أكد أن الهجوم جاء من الموالين للنظام، مستنكرًا خداع الناس على حساب الوطن، وأضاف أنه تقدم مع غيره بمبادرات للتغيير السلمى، وأن الربيع العربى لم يقم لنصر الإسلام، ولكن لدولة القانون والحرية والتداول السلمى للسلطة، والانتقال من وطن القبيلة لوطن الحزب، وأكد أن القضية السورية أصبحت قضية دولية، وليست قضية موالى أو معارض للنظام الآن. وعن وفاة والدته ووالده فى أسبوع واحد، قال إنهما كانا يعانيان المرض، بالإضافة لحالتهما النفسية السيئة، بسبب ما يحدث فى سوريا، وقال إنه كان يتألم لعدم قدرته على أن يكون بجانبهما، نتيجة لمنعه من دخول سوريا، وتابع أنه برغم شدة تعلقه بوالده، كان يحب والدته حبا جما، ولم يكن يطيق أن يتركها، خاصة فى أواخر أيامها، وكانت تداعبه بأنه لم يكشف عن مشاعره، ألا بعد أن أصبحا مسنين، ولكنها كانت شخصية طيبة ومتسامحة، وقال إنه يعتقد أن والده لم يطيق فراقها فمات. وعن تربية والده له، قال إن والده كان يعتقد أنه اختار الخيار الفاشل فى الحياة بعد التحاقه بمعهد التمثيل، لأنه كان يعتقد أن الأمر بسيط، ولا يحتاج إلى دراسة، وبعد أن أضاع حلمه فى أن يكون طبيبا أو محاميا، ولكنه تغير بعد ذلك بعد أن بدأ يخطو خطواته الأولى نحو النجاح، وأضاف أنه كان يعمل فرانا وحدادا وسباكا منذ سن العشر سنوات، ليساعد أسرته، وليساعد نفسه. كما تحدث عن بداياته مع التمثيل، وقال إن إعجابه بفتاة فى سن الدراسة قاده إلى التمثيل دون أن يدرى، حيث فشل فى التعرف عليها أثناء حفل موسيقى بسبب رداءة صوته، وعرض عليه مدرس الرياضيات بعد أن رآه حزينا أن يشارك فى فرقة التمثيل فقبل. وتطرق جمال أيضا للحديث عن لقائه بالفنان نور الشريف، قال إنه التقى الفنان الكبير عندما كان فى زيارة إلى معهد التمثيل السورى، لكنه لم تأت الفرصة لإخباره بتلك الحادثة، ووصفه بالفنان الكريم فى مشاركته للآخرين وجدانيا، لأن الكرم ليس كرم المال أو الطعام من وجهة نظره، واستنكر جمال سليمان عدم تقدير الوطن العربى لرموزه ومصادر إلهامه التى يجب أن يحتذى بها. واختتم سليمان أن الجمهور المصرى أكثر الجماهير العربية تعبيرًا عن مشاعرها، والاهتمام بتفاصيل حياة الفنان، والارتباط بالفنان بعواطف جياشة، وقال إن تمثيله للشخصية الصعيدية فى "حدائق الشيطان" كان تحديا بالنسبة له لشدة الهجوم عليه من الصحافة، وهو ما جعله يسافر إلى سوريا بعد انتهاء تصوير المسلسل، ألا أنه وجد إقبالا من الناس على عكس ما كان متوقعاً، وبعدها أقنعه المخرج إسماعيل عبد الحافظ بالحضور إلى مصر، والاستمتاع بثمرة نجاحه.